مقالات

ثقافة الصناعة وصناعة الصناعة

بقلم : محمد دنيا

أهلا بكم أعزائي القُراء كنت لا أعلم ماذا أكتب فى هذه الأيام التى تموج بالصراعات والتقلبات وتبادل الأدوار ولكن بإذن الله مصر ناصرةٌ ومنتصرة ..
جال فى خاطرى أن أترك كل شىء وان اتحدث فى هذا المقال عن موضوع هام للغاية آلا وهو ثقافة الصناعة وصناعة الصناعة ..
فى البداية بعيداً عن المعادلات التجارية والكلام بالأرقام دعونا ننظر إلى الصناعة من تعريفاتها الأدبية والفلسفية من وجهة نظرى المتواضعة ..
الصناعة هى أن تأتى بشيء أصم وأبكم وعاجزاً عن الحركة وعديم الطعم والرائحة يمكنك أن تجعله يسمع أو يتكلم أو يمشى أو طيب المذاق .. الصناعة هى أرض جرداء تحرثها وتضع فيها البذور تم تنبت الثمار فتآخذ الثمار إلى المصانع لتصنع منه ما تآكله وما تشربه وما ترتديه من ملابس ومن أدوية وخلافه ، هذه هى الصناعة … الصناعة ياسادة هى التى تجعل الشعوب تصنع مستقبلاً عظيماً، أما التكاسل والاكتفاء بزراعة البذرة ثم بيعها لدول أخرى تستفيد منها هذا هو التكاسل إن لم يكن خيانة عظمى لأن بدون الصناعة سيتحكم فيك العدو والصديق ولايمكن أن تملك قرارك .. سآضرب لكم مثالاً عظيماً للهند .. الهند فى رحلة عصيانها على الاحتلال الانجليزى ومقاومتهُ بقيادة المهاتما غاندى الذى صنع حركة اللاعنف وقرر أن يواجه الإنجليز بالمقاومة السلمية ومنع اي فرد فى الهند من استعمال العنف لمقاومة الإنجليز بل جعل المقاومة السلمية الخالية من العنف هى سلاح التحرر.. ولكن فى هذه الآونة قرر المهاتما غاندى أن يتجه نحو الصناعة وأن يجعلها نبراس للشعب ومنهج عليه أن يسيروا عليه ماذا فعل غاندى؛ قرر أن يجمع الناس ويحرقوا كل ألبساتهم المستوردة فى الساحات والميادين ، حتى هو حرق ملابسهُ بنفسهِ وآمرهم أن يبدءوا بصناعة ملابس لهم من صناعتهم هم لا من آيادى الغير وبالفعل كل أسرة بدأت بحرق كل الملابس المستوردة وبدءوا فى صناعة ملابس وطنية، صناعة هندية خالصةٌ عن طريق الغزل اليدوى (النول) ، الهند كلها حرقت الملابس المستوردة لك أن تتخيل ! وعندما سألوا غاندى لماذا فعلت هذا وانت أسست حركة مسالمة ورفعة رأيه المقاومة السلمية ضدد الاحتلال كيف لك آن تتحول إلى حارق وتحرض الشعب على حرق ملابسهم ..قال لهم الاحتلال سنتخلص منه عاجلاً أم آجلاً ولكن معنى أننا لا نستطيع أن نصنع فهذا معناه أننا سنظل تحت وطآة الاحتلال طول العمر … ولى ملاحظة هنا لابد أن أدونها وبدقة غاندى عندما كافح الإنجليز كافحهم بتكوين حركة مقاومة سلمية ولكن عندما تعلق الآمر بالصناعة كان ثائراً وجعل الهنديون يشعلون النيران فى ملابسهم المستوردة للتخلص منها ،هنا لابد أن ندرك أن غاندى المسالم الرقيق الرجل الروحاني تحول إلى حارق مدمر عندما تعلق الأمر بالصناعة وهذه نقطة مهمة للغاية لكى ندرك فائدة الصناعة وأهميتها القصوى..
-ثقافة الصناعة .. هنا فى المقام الأول لابد أن تتحرك حمية المواطن تجاه الصناعة وأن يدرك أن الصناعة هى ضامنة للإستقلال وحمايةٌ للأمن القومى بكافة جوانبهُ لأن من يصنع سيستقل ومن يستقل لا يمكن لأحد الاقتراب منه .. إذا كيف يشعر المواطن بهذا ؟ ليس أمامنا فى هذا الأمر سوى الوعى وفتح أفاق الصناعة للجميع بدون استثناء .. علينا أن نغرس فى وجدان الأجيال القادمة أهمية الصناعة وآن يكونوا صانعيين وليسوا مستهلكين فحسب ، لابد أن نضع خطة طويلة الأمد لتخريج الجيل القادم ليكون صانع.. آما الزاوية الأخرى وهى زاوية رجال الأعمال ينبغى أيضا على رجال الأعمال أن يكونوا صانعيين وان لا يكونوا مجرد سماسرة للأراضى أو للعقارات أو للإحتكارات أو المضاربات فى البورصة ، ينبغى عليهم أن يدركوا أهمية مصر الجغرافية والاقتصادية فمصر هى شريان العالم للتجارة وبها قناة السويس قلب العالم التجارى النابض وهناك موانىء على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر إذا فمن يصنع هنا يمكنهُ آن يغذى العالم بما صنعهُ .. أيضاً مصر بها مواد خام ومستلزمات كثيرة تجعل من يريد أن يصنع يجد ما يلزمه … لا يمكن أن نظل هكذا الكل يآكل من طبق أخيه لكى يعيش لانه مستحيل بل من المستحيل أن يظل الطبق كما هو حتماً سيجف يوماً ما …
علينا أن نصنع خطاباً عاماً إن لم يكن حملة قومية كبيرة من الآن ولمد خمس سنوات على الأقل لبث روح الصناعة وثقافة الصناعة وقيمة التصنيع .. الأن الفرصة مواتيةٌ ، نحن أغلقنا ملفات كثيرة كانت على عاتقنا بفضل الله والأن علينا أن نتحول إلى بلد صناعى كبير .. أيضاً قبل أن أنتهى نحن أصبح لدينا بنية تحتية ضاربة تصل إلى العمق الأفريقي من قطارات سريعة وطرق برية جارى تنفيذها وخلافة ، إذاً علينا أن نعلم أن السوق الأفريقى جاهز لنا الأن ومابعد الأن ..
اصنعوا تستقلوا ..اصنعوا تعيشوا كراماً ، افعلوا كما فعلت الهند وكانوا ثائرين لأجل الصناعة، أو كما فعلت اليابان وألمانيا وغيرها من الدول الناجحة صناعياً..
أما صناعة الصناعة ..ما علينا فعله فى صناعة الصناعة أن نصنعها داخل وجدان المواطنين وان نمدهم بكل المعلومات التى تجعل الصناعة يقين بداخلهم وليست مقامرة خسارة بل هى الربح وهى المستقبل فلنصنع الصناعة من الأن أثابكم الله ووفقكم..
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وجعل النصر دائماً وأبداً حليفها … تحياتى محمد دنيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى