كيف يفني السمنة ملايين الجنيهات الضرورية للنظام الصحي الوطني البريطاني كل سنة؟
توضح دراسة أن الزيادة في الوزن لدى السكان البريطانيين تستنزف مليارات الجنيهات من خدمة الصحة الوطنية البريطانية “NHS” كل عام، حيث يتم إنفاق نحو ضعف مبلغ ما يتم إنفاقه على مرضى الوزن الصحي في هذه الخدمة الصحية. أظهرت بحثًا شمل ما يقارب 2.5 مليون شخصًا، والذي تم إجراؤه خلال فترة عشر سنوات في لندن الشمالية الغربية، أن التكاليف الخاصة بالمرضى تتزايد كلما كان الوزن أكبر، مما يؤدي إلى وجود “ظروف مرتبطة بالسمنة”، مثل مرض السكري النوع الثاني، والسرطان وأمراض القلب. وتؤكد هذه النتائج الضغط الكبير الذي تتحمله الخدمة الصحية جراء ظاهرة السمنة، بينما يتوقع الخبراء أن يكون التكلفة الكاملة للاقتصاد أكبر بكثير عند مراعاة الأيام المفقودة جراء المرض.
وأشار الباحثون إلى أنه إذا تمكن الأشخاص من الحفاظ على وزنٍ صحي، فإن الخدمة الصحية ستستفيد بمقدار يصل إلى 13.7 مليار جنيه إسترليني سنويًا. ويعتقد الخبراء أن التكلفة الكاملة للاقتصاد أكبر بكثير مما هو اعتقادهم حاليًا، بما في ذلك الأيام التي يتم فقدانها جراء المرض.
أشار الدراسة إلى أنه تم تصنيف 400،002 مريضًا على أنهم يعانون من السمنة، ومليونًا آخرين كأشخاص “متينين”، حيث يتراوح مؤشر كتلة الجسم (BMI) بين 25 و30. كما أكدت الدراسة أن تزايد الوزن عبر فئات مؤشر كتلة الجسم يؤدي إلى زيادة استخدام الموارد الصحية، حيث أن الدخول إلى المستشفى هو “أكبر تكلفة” على NHS. وكان المعظم من الإنفاق الزائد لم يكن على السمنة نفسها، بل على تلاشي الحالات المرتبطة بها، بما في ذلك أمراض القلب، والتهاب المفاصل، والسرطان، ومرض السكري النوع الثاني.
ويؤكد علماء الصحة والاقتصاد أن الحفاظ على وزن ثابت يمكن أن يحسن الصحة الفردية، ويخفض تكاليف الخدمة الصحية، كما يمكن أن يساهم في التحسين الاقتصادي بأكمله، إذ أن صحة الأشخاص الذين يعانون من السمنة تؤثر على العمل والاقتصاد والظروف الصحية والعافية. وكشفت دراسة في العام الماضي أن ارتفاع نسبة السمنة في البالغين في انجلترا وويلز من 15٪ إلى 2018 إلى 20٪ في 2019، لكن معدلات السمنة بين الأطفال لا تزال تزداد. وخلال هذا الأسبوع، أظهر بحث آخر حول السمنة في بريطانيا أن العائلات فقيرة الحال نحو ثلث الجسم.