إسماعيل ياسين خدها مشى من مصر الجديدة لشبرا فى ليلة رأس السنة.. اعرف الحكاية
منذ زمن طويل، احتفل نجوم الفن بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، واستقبلوا العام الجديد بالعديد من الاحتفالات والتجمعات. وكان لكل منهم طقوسه الخاصة وطريقة الاحتفال، وكانت لكل منهم ذكريات مواقف لا تنسى بهذه المناسبة.
ومن المواقف التي لا تنسى ما حدث مع الفنان الكبير إسماعيل ياسين، الذي ظل طوال حياته يتذكر تلك الليلة التي احتفل فيها برأس السنة عام 1943. في ذلك الوقت، كان يعاني من الفقر والضيق في البداية، وكان يعاني دعاه صديق ثري للاحتفال بليلة رأس السنة في منزله بمصر الجديدة، فاستغل سمعته. وهذه الدعوة ستوفر له طعامًا لذيذًا وأمسية ممتعة دون دفع أي شيء. وبالفعل توجه إلى منزل صديقه وقضى السهرة مستمتعاً بالطعام اللذيذ وبصحبة عدد من الأصدقاء.
وبعد أن دقت الساعة الثانية عشرة وانطفأت الأنوار واحتفل برأس السنة استأذن بالمغادرة معتذرا من صديقه الذي حثه على البقاء معهم لأن لديه عمل في الصباح، ولأنه يعلم أن آخر ترام يغادر القطار مصر الجديدة في الساعة الواحدة والربع. طلب إسماعيل ياسين من صديقه أن يأمر سائقه أن يأخذه إلى أقرب محطة، وبالفعل وصل ليلحق بآخر قطار. وحالما صعد وجد المحصل وهو يجمع ثمن التذاكر. وضع إسماعيل ياسين يده في جيبه ولم يجد معه أي أموال. كان مرتبكا واضطر إلى النزول من الترام قبل التحرك حتى لا يشعر بالإحراج إذا حدث ذلك. وسأله الكمسري عن ثمن التذكرة، فوقف الممثل الكوميدي في المحطة في البرد القارس، لا يعرف كيف يتصرف، وكيف يصل من مصر الجديدة إلى مكان إقامته آنذاك في شبرا. ولم يجد حلاً سوى قطع هذه المسافة الطويلة سيراً على الأقدام، وفعلاً بدأ بالمشي حتى وصل إلى روكسي. ثم إلى سرايا القبة وشارع الملكة ودير الملاك وشارع رمسيس وأراد اختصار الطريق.
مر ببعض المزارع التي كانت هناك في ذلك الوقت، وكان الطريق وحيدا ومليئا بصوت الضفادع والرياح الباردة، التي شعر معها أن جسده يكاد يتجمد. فسمع أذان الفجر وهو لا يزال بين هذه المزارع. كان منهكاً من المشي، فجلس على الأرض وتكور فوق نفسه من شدة البرد حتى ظهر النهار، واستمر في المشي حتى وصل إلى منزله يعرج وفي حالة بائسة من كثرة العمل. المشي. وبسبب تلك الليلة رقد مريضا أسبوعا وأقسم من ذلك اليوم أنه لن يقضي ليلة رأس السنة إلا في منزله أو بجوار منزله.