مقالات

(صديق أم صاحب!!)

بقلم محمد عمر

الكثير منا يعتقد ان الصاحب هو ذاته الصديق ولا فرق بينهما رغم ان الصاحب ربما تستمر علاقتك به برهة من الوقت مثال ان يقول الاب لإبنه اصطحب فلان الى المكان الذي يريد الوصول اليه وهنا تنتهي العلاقة بنهاية الغرض المحدد لها بمعنى الصحبة تكون مؤقته كصحبة زملاء في رحلة ترفيهية او زملاء في دورة تدريبية او طلاب في مدينة جامعية مثلا. اما الصداقة فقد أراها تختلف عن الصحبة كثيرا وجزريا لأنها تكون تكون أكثر ارتباطا وعاطفية وتلاصقا وتفاهما كونها أعمق وتشكل المعنى الحقيقي للتآلف والتراحم بين طرفيها فتجد الصديق وفي لصديقه ويخشى عليه من الشر والسوء وفي اي مجلس لا يذكره الا بالخير ولا يقبل المساس بصديقه من الغير ويحفظ أسراره ويقدم له المشورة ويساعده اذا اجتاجه في مسألة سواء مادية او معنوية أما الصاحب فوضعه مؤقت ولكل مرحلة اصحاب لكن ليس لكل مرحلة أصدقاء لديمومة الصداقة واستمراريتها بل واحيانا يتوارثها الأبناء من عمق وقوة الارتباط بين الاصدقاء،  الصحوبية مؤقته لا تستمر طويلا عكس الصداقة التي لا تنتهي كونها مؤسسه على الحب والاحترام وحفظ الخصوصية وكثيرا ما نجد الاصدقاء يحرصون على تقوية الصداقة بالنسب وأرتباط الأبناء بعضهم البعض، كثيرا ما نعتقد فلان صديق ولكن تكشف الأيام والتجارب عكس ذلك حينما نظن ان شخص ما صديق فنأتمنه على الخصوصية والاسرار فسرعان ما نجده خان الأمانة ونقول خطآ خان الصداقة والأصح انه ليس بصديق ولا نلوم الا أنفسنا!! والعبرة ان نتمهل في الحكم على الاشخاص هل هم اصدقاء ام مجرد أصحاب لفترة مؤقته وانتهت او مرحلة من العمر وانتهت ودوما ما تنتهي سريعا،  والصاحِب جمعه أصْحاب، وصَحابة، وصِحاب، وصَحْب،، وصُحْبَة، مؤنثه صاحبة، والجمع المؤنث السالم له صاحِبات، وصَواحِب، وهم اسم فاعل من صحب، فيقال أصحاب الكهف عن الفتية الذين آمنوا بالله واختبؤوا في الكهف، والصاحب بالجنب أي الرفيق، وهو لقب يطلق على الزوجة، وعلى الرفيق في التعلم أو الصنعة أو السفر؛ والصاحب هو من يصاحب الإنسان من أجل غاية أو شئ ما ، وقد تكون هذه الغاية أو الأمر خيرا أو شرا، وبالتالي فهو قد يكون صاحبا جيدا أو العكس شخصا سيئا، فـ مشاعره و غاياته الحقيقية لا تظهر تجاه الآخرين بشكل صحيح، لكنه رغم ذلك يظل مصاحبا لهم في الزمان والمكان؛ وقد لا يكون بالضرورة شخصا متفهما، كما أنه قد لا يؤتمن على الأسرار ولا يكون محل ثقة، ويمكن أن يخذل صاحبه أو يستغله أو يخادعه ويكذب عليه.والصديق من الصدق مثال ذلك الصحابي الجليل صاحب رسول الله صلِّ الله عليه وسلم أبو بكر الصديق الذي جمع بين الصاحب والصديق معا ودوما ما يصدق الصديق صديقه كونهما متفقان في الفكر والرؤى والصديق في الصدق في المحبة والمعاملة الحسنة واللين في القول والفعل. 
وختاما الفرق بين الصاحب والصديق :-
الصاحب: هو من يلازم الشخص، ولا فرق في أن تكون هذه المصاحبة مصاحبةً بالبدن أو بالعناية، ويُطلق لقب صاحب على من كثُرت ملازمته ومرافقته، ويقال للزوجة صاحبة، ولرفيق السفر الدائم صاحب، بينما الصديق: هو من صدق الاعتقاد في مودته،وللصديق خصوصية أكبر من الصاحب، فكل صديق هو صاحب، وليس كل صاحب صديق .

 

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى