“شجاعة ام جينات مصرية”

بقلم / محمد ابراهيم ربيع كاتب و محلل سياسي
واقعة لن تجدها في العالم إلا في مصر.
واقعة عصيبة للغاية في مدينة العاشر من رمضان ؛ و هي اشتعال شاحنة بترول في محطة تموين للوقود ؛ و التي لو ظلت السيارة في مكانها لقدر الله لحدث انفجار كبير للغاية كان من الممكن ان يودي بأرواح الكثير ؛ ولكن يظهر الفدائي سائق الشاحنة و هو “خالد عبد العال” لكي يركب الشاحنة مشتعلة متناسيا نفسه و ما يترتب على ذلك لكي يبعد الشاحنة عن محطة الوقود.
لم اكن مبالغا أبدا في وصفي لهذا الموقف الشجاع او أقول مشهد التضحية بالنفس في سبيل انقاذ ارواح الكثير ؛ و هو موقف “خالد عبد العال ” رحمة الله عليه و الذي توفاه الله أول أمس متأثرا بحروقه و الذي نحسبه عند الله من الشهداء.
سؤال جاء في خاطري و قد وجهته لكثير من الشخصيات ما بين طفل و شاب و شيخ و هو:
هل لو تعرض احدنا لهذا الموقف هل كان سيتعامل مثل خالد عبد العال رحمة الله عليه ؟؟؟؟
الغريب في هذا الاستطلاع أن الكثير أقر أنه لو قدر له مثل هذا الموقف كان سيتصرف مثل البطل خالد عبد العال.
و هذه الإجابة اخذتنا لسؤال اخر و هو :
ما يحمله المصريين شجاعة ام جينات ؟؟؟
المصريين دون تحيز أو مبالغة تركيبة معقدة لم تجدها في شعوب العالم ؛ و هي التنوع العجيب في آن واحد.
تجد المصري كريما و هادىء في اوقات ؛ و أوقات أخرى تجده صاخبا ساخطا و يتحدث و ينظّر على كل شيء ؛ تجده حزينا مبتسما في آن واحد ؛ صاحب نكتة في أحلك الأوقات.
لكن حينما يستشعر بالخطورة على أهل بيته أو أهل بلده او الوطن بصفة عامة ؛ سنجد الكثيرين سيتحولون لكي يكونوا “خالد عبد العال” دون النظر في العواقب أبدا كما حدث من قبل الفدائي البطل ؛ و الذين لا يرون إلا التضحية بأنفسهم لإنقاذ من حولهم.
من أجل ذلك أنعي الأخ البطل الذي نحسبه عند الله شهيدا ؛ و الذي أثبت للعالم أن المصريين لا يخشون إلا الله ولا يوجد أختيار أخر عندهم ؛ اذا كان الأمر متعلق بالخطورة على الوطن.
شكرا جزيلا للمواطن المصري خالد عبدالعال الذي لم يفكر لحظة ان ينجو بنفسه ؛ برغم انه اذا اختار النجاه ؛ فلم يكن لأحد أن يلومن عليه على الإطلاق.
لكي نجيب اخيرا على التساؤل و هو :
أن ما نحن فيه شجاعة ام جينات ؟؟؟
اجزم من قلبي أن ما نحن فيه أنما هي جينات وضعها الله بداخلنا و هذا الفضل لله وحده يعطيه من يشاء .
اخيرا شكرا لصاحب القلب الشجاع خالد عبد العال و الذي ضحى بنفسه لكي يكتب رسالة إلا العالم دون قصد و هي:
أن المصريين يظهروا في وقت المحن العصيبة لكي يضحوا بانفسهم في سبيل الله ثم الوطن بعقيدة ثابتة اما النصر او الشهادة.
كتبه
محمد ابراهيم ربيع