ربيع جمال الجوهرى يكتب ( تجربتي مع عذاب الاستحمام قديماً )
من المعروف ان معظم سكان القري كان استحمامهم في فصل الصيف كله في الترع عندما كان مياؤها نظيفة
لكن في فصل الشتاء وخاصة في أثناء مدة دراستنا في المدارس كان الاستحمام له يوم محدد الا وهو يوم الجمعه بعد العشاء ، وهو بالنسبة لي كنت اعتبره مشكلة كبيرة حيث كنت شديد الكراهية لهذا الاستحمام الذي كان يد أمي (بارك الله لها في عمرها) 😂😂
انا اعلم عزيزي القارىء ان لديك فضول وتريد سؤالي :- لماذا أنت تكره الاستحمام ؟؟
ركز يا سيدى الفاضل : -السبب في ذلك تعذيب الحاجة أمى لى أشد التعذيب
وفي هذه السطور ألقي الضوء علي الوصف التفصيلي لعملية الاستحمام وكانت بالنسبة لي أشد من الولادة القيصرية التي تعاني منها النساء
فالبداية مع صوتها عندما تقول لى بصوت أشبه بصوت ريا وسكينه :- يللا علي( الطشت )فكانت دقات قلبي تتزايد من شدة الخوف .
وتبدأ فعليا رحلة العذاب التي أقسمها علي مراحل
أولها:-مرحلة تقليع الهدوم:- وهي بتقلعني تحس انها( بتنتف ريش فرخه) ووداني كل واحدة بتروح فى ناحية وبتبقي شبه جناحات الطيارة. وطول ما أنا بستحمي قاعد مقرفص ، طيب يا حاجه : – والله رجلى وجعتنى، كانت تديني ب(القلم الاول) علي وجهي و تقول لي :- اقفل بقك ..
ثانيها :- مرحلة المياة الساخنه
لازم تكون درجة غليانها عالية لدرجة إني كنت بحس إن لحمي بيدوب ، ولمّا كنت بزعق كنت بلاقي (القلم الثاني)
ثالثها : -مرحلة دعك الرأس
اقسم بالله كأنها بتدعك مصباح علاء الدين ؛ علشان تطلع العفريت ، وراسي بتروح يمين وشمال ، تحس أن فيه زلزال ، والمشكله الكبري عندما يسيل الصابون والماء على وجهي كنت أشعر بحرقان في العينين وكمان وهي بتشيله تحس إنها غيرت ملامح وجهى ، كما أن صابون زمان كان أجمد من الحجر ، فلما كانت بتدعك جسمي بيه كنت بحس إن جسمي بيطلع شرار
وأول ما أصرخ و أقول :-جسمي مش مستحمل ،كنت بلاقي( القلم الثالث) علي وجهي
رابعها :- مرحلة مسك المناخير..
وأه لما تمسك مناخيرى وتقول لى ” نف ”
طيب يا أمي انت كده قافلة مجرى التنفس هتنفس ازاي أنا !!
كانت بتزعق والاقي (القلم الرابع)
فكنت مضطر إني أنف فبحس إني بنف من وداني
خامسها :- مرحلة الليفة و الصابونة لجسمي كله
اول ما تمسكت الصابونة وتدعك بيها الليفه كنت تحس إن جزار بيسن سكاكينه للدبح ، طبعا ربنا كان بيسترها..لأنى فرك الليفه للجسم تحس إنه بيجيب شلل رباعي وكنت بقول لها :- اهدي شويهّ يا حاجه أنا حاسس كأنك بتبشري بصل كنت ألاقي (القلم الخامس)
سادسها:- مرحلة بعد الحمام..
كنت بطلع أبص على نفسى والبخار طالع من جسمى كأنه حله بخار والأصابع مش حاسس بيها ولون الجسم أبيض وأحمر من كثر الدعك فاقعد اضحك وانا فرحان لكن مع كده كنت بلاقي( القلم السادس) علي وجهي علشان بضحك من غير سبب
سابعها:- تلبيس الهدوم
كانت راسى حجمها أكبر من رقبة الفانلة خمس مرات ، وأمى عايزه تدخل الفانلة بالعافيه فالواحد تحسه إنه هيفطس ، فكانت تعافر مع رقبه الفانلة ولما تنجح في تلبيس الفانلة ويظهر وجهي كله أمامها كان تديني( القلم السابع)
ثامنها :-مرحلة تسريح الشعر
طبعا حفاظا على تنظيف الراس من القمل والشوائب .. كانت بتغرز المشط فى راسى وكأنها بتحرت الأرض ، وطبعا فيه احتمال وده أكيد إن أسنان المشط كانت بتوصل لمخى
طبعا وانت بتقرا هذه السطور تذكرت هذه اللحظات الحلوة التي لن تتكرر وكمان تذكرت فيلم عنتر ولبلب لما لبلب ضرب عنتر (سبع أقلام )