حافظوا على مصر وشعبها يرحمكم الله
بقلم: أبو حازم الجدع
مصر، أرض الفيروز والذهب، تاريخها يشهد لها بتألقها وازدهارها عبر العصور. بدأت مصر كواحدة من أقدم الحضارات في العالم، وشهدت تأسيس أول دولة مركزية متقدمة في البشرية. كانت مصر مهدًا للحضارة والعلم، ومحطًا للأديان والثقافات المتنوعة. ومع مرور الزمن وتغير الأحوال، استمرت مصر في تحقيق إنجازات مهمة وتطور سياسي واجتماعي ملحوظ.
في سبيل فهم تاريخ مصر، لا بد من الرجوع إلى الفترة الزمنية التي سبقت عهد الفراعنة. ويعتبر وادي النيل بمصر القديمة مصدراً رئيسياً لعجائب العالم القديم، مع تأثيره البارز على تاريخ الإنسانية وقد بدأت الحضارة المصرية في الاتكال على هذا النهر الخصب وخلقت مجتمعاً مزدهراً قائماً على الزراعة والتجارة.
فمصر بلد فريد من نوعه، حاملٌ لتاريخ طويل وثقافة غنية، ولا شك أنها تحظى بمكانة مميزة في قلوب الناس منذ العصور القديمة. يعود تاريخ مصر إلى أقدم العصور حيث وحد أهلها الله تعالى بعد سيدنا آدم وأبنائه، بيد سيدنا إدريس الذي رفعه الله مكانًا عاليًا، وتمتع شعبها بأوقات زمنية مزدهرة تحت حكمه. ثم جاءت فترة حكم الفراعنة في سبعة آلاف سنة قبل الميلاد، حيث استقر الحكم في وادي النيل.
ووصولًا إلى سنة 3000 قبل الميلاد، حدث توحيد الممالك العليا والسفلى في مصر، وتعاقبت السلاسل الحاكمة وازدهرت التجارة والثقافة. تألقت المملكة بالعديد من الحضارات المهمة مثل القراءة والكتابة باللغة الهيروغليفية القديمة. وفي حوالي 2500 قبل الميلاد، بدأ بناء الأهرامات، التي تعتبر إنجازًا هندسيًا عظيمًا يشهد على تقدم مصر الفائق.
ولكن في سنة 669 قبل الميلاد، ظهر الآشوريون من بلاد ما بين النهرين وحكموا مصر، مما أدى إلى انهيارها تحت سلطتهم.
وخلال فترة الفتح الفارسي في مصر في سنة 525 قبل الميلاد، تعرضت البلاد لتغييرات جذرية. ووصول الإسكندر الأكبر في سنة 332 قبل الميلاد شهدت البلاد بناء مدينة الإسكندرية، والتي أصبحت أحد المراكز الحضارية الرئيسية في العالم القديم. وبعد فترة من الحكم المقدوني، وقعت مصر تحت الحكم الروماني، وشهدت نهاية مأساوية مع انتحار كليوباترا بعد هزيمة الجيوش البطلمية.
ثم جاء الفتح العربي في سنة 642 وتأسيس القاهرة في سنة 969، ومن ثم حكمت مصر الدولة المملوكية من سنة 1250 حتى 1517. وخلال حكم المماليك، ازدهرت المؤسسات وشهدت تطورًا كبيرًا. وفي 1571، دخلت الإمبراطورية العثمانية التركية إلى تاريخ مصر.
وفي ظل الحكم العثماني، شهدت مصر فترة من الاضطرابات السياسية والاقتصادية. كانت المماليك العثمانيون يحكمون مصر من خلال حكمهم الصارم وغير الفعّال، وكانوا يستخدمون البلاد كمصدر للثروة والموارد الطبيعية دون الاهتمام برفاهية الشعب المصري.
وتحت حكم الإمبراطورية العثمانية في الفترة ما بين عامي 1517 و1805 ميلادية، شهدت مصر اضطرابات اقتصادية واجتماعية، مما أدى إلى تدهور الحالة المعيشية للسكان. ومع تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، نشأت حركات معارضة ضد الحكم العثماني في مصر.
مصر، التي عرفت بحضارتها العريقة وتاريخها الغني، شهدت العديد من التغيرات السياسية والهزات القوية على مر العصور. في عام 1798، غزا نابليون بونابرت مصر وتصدي العثمانيين والبريطانيين له في 1801. عادت مصر بعدها إلى حكم الدولة العثمانية وأعلنت محمية بريطانية.
وسنة 1805، قام محمد علي باشا بالانقلاب على الحكم العثماني وأسس سلالة حاكمة جديدة في مصر. أثناء فترة حكم محمد علي باشا وأحفاده، شهدت مصر تطوراً كبيراً في مختلف المجالات بما في ذلك الزراعة والصناعة والتعليم والبنية التحتية.
ومع ذلك، فإن تاريخ مصر لا يزال يحمل العديد من اللحظات المشرقة التي أثبت فيها الشعب المصري شجاعته وتصميمه على تحقيق النصر والتغيير. ولقد قاتل وعمل الكثيرون من أجل مستقبلٍ أفضل لمصر، ورغم التحديات، فإن الأمل مازال حيًا. وأنا متأكد من أن مصر وشعبها سيظلان يقفان موحدين من أجل تحقيق الأمان والازدهار.
وسنستمر في العمل معًا ونعمل بجدية لمساعدة بناء مصر المستقبلية التي يحلم بها الجميع، وسيكون هناك يومًا حيث يتمتع الشعب المصري بالعدالة والحرية والازدهار .. تحيا مصر ويحيا شعبها العظيم!