مقالات

أين محامي مصر من ما فعله ابراهيم عيسي ورفاقه ؟؟؟؟

كتب.د/عبير فاروق
هناك بعض الأشخاص –عافانا الله أن نكون منهم-عندهم مرض طلب الشهرة،وهؤلاء الأشخاص تم وصفهم بالمرض لأنهم لديهم استعدادٌ أن يُذكَروا ولو باللعن.ومن هؤلاء الأشخاص هو المدعو إبراهيم عيسى،فهو من الناس الذين باعوا دينهم بعرضٍ من الدنيا قليل، وكل هذا من أجل الشهرة، والظهور،والمال. فهو كان مغمورًا فاشلًا غير معروف، وكانت له تجربة قديمة في مجال التمثيل ولكنها كانت أيضًا تجربة فاشلة كطبيعته الشخصية، فلجأ –كغيره-إلى هذا الطريق الذي يحقق الشهرة السريعة والربح الكثير السريع،ولكنه يُردِي صاحبه في النهاية إلى اللعن والطرد من رحمة الله تعالى،وهذا سيكون مصيره بإذن الله كالذين سبقوه.
إبراهيم عيسى أنكر الثوابت مثل واقعة الاسراء ،وقال عنها أنها لم تحدث أصلًا وأنه لا يوجد شيء في الدين اسمه المعراج،أنكر عذاب القبر واستهزأ بالشجاع الأقرع الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم،وقال أن عذاب القبر ما هو إلا قصصٌ وهميةٌ تُستَعمَل فقط لتخويف الأطفال، وأنها ليست حقيقة،وأن الحساب والعقاب في الآخرة فقط ولا يوجد حساب في القبر، وهذا طعنٌ صريحٌ وتكذيبٌ واضحٌ لأحاديث السنة النبوية وخاصةً أحاديث صحيح البخاري التي لم تسلم من طعن عيسى فيها.
إبراهيم عيسى دافع عن نوال السعدواي التي أنكرت ثوابت الدين وقالت عن فريضة الحج أنها شعائر وثنية، وهذا ليس مجال للحديث عنها ولكن ذكرناها لنوضح أكثر من هو إبراهيم عيسى؛ فالشخص يُعرَف من أصحابه.
وَاصَلَ عيسى هدم ثوابت الدين، فبعد هجومه على الحجاب وسخريته من الآذان، جاءت واقعة الصيدلي الذي أحس عيسى باشمئزازٍ في قلبه حينما رآه يقرأ في المصحف ويتلو آيات الله في عمله، وهذا شعورٌ طبيعيٌّ يشعر به أعداء الدين حينما يرون دين الله يُقام كما قال الله عنهم: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [سورة الزمر، الآية: 45]. كما عاب إبراهيم عيسى على المسلمين حرصهم على الذكر وتلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان، وأن أغلب المسلمين يتركون شراء وقراءة الجرائد والكتب ويعكفون على تلاوة القرآن وقراءة الكتب والأدعية الدينية، مستهزئًا بآيات الذكر الحكيم، ولم يتورع أن يسخر من قول الله تعالى: {هَلَكَ عَنِّيَ سُلْطَاَنِيَه}، وأخذ يُحرِّك يده ويُلوِّح بها قائلًا: (السلطانية، السلطانية)، والعياذ بالله يستهزئ بكتاب الله تبارك وتعالى على الهواء مباشرةً!
ولم يستح من دفاعه الصريح عن الشيعة ومذهبهم الطاعن في السنة النبوية، بل يؤصل لفكرة أن الإسلام دينٌ بلا مذاهب، وأنه يحق لأي إنسانٍ أن يتعبد بأي مذهبٍ يريده.
وأنكر الحدود، لا سيما حدي الرجم والسرقة، قائلًا: (ما تقوليش الحدود.. الحدود.. الحدود)، بل وصف حد الرجم بأنه حد استحالي التطبيق أو الوقوع، وأنه لم يثبت من قبل أن الرسول صلى الله عليه وسلم طَبَّقَ حد الرجم، وادعى أنه حدٌّ قد جعله الله مستحيلًا. بل هاجم وسخر من شعيرة الآذان وصوت المؤذن، وأن رفع الآذان في مكبرات الصوت من مظاهر التخلف والرجعية، وطالب بعدم رفع الآذان عن طريق مكبرات الصوت حتى لا يتأذى الناس عامةً، والأقباط خاصةً.
وأضاف ساخرا: (لما الآذان كان يؤذن، كانت التلاجة تتهز والكنبة تتهز، فحاولت أن أقنع نفسي إنهم بيتهزوا من الخشوع، والحقيقة إني اكتشفت مع مرور الوقت، إنهم مفزوعين من صوت المؤذن). وإن كان صادقًا فيما يقول فهذا يعني أن أثاث منزله والأجهزة الكهربائية التي في منزله –على الرغم من أنهم مجرد جماد- إلا أنها قد تأثرت وخشعت للآذان، فالجماد خيرٌ من إبراهيم عيسى، أإلى هذه الدرجة يكرهك الله فَحرَّكَ الجماد لآذانه ولم يُحرِّك قلبك!!!
وأخيرًا قام هذا المدعو إبراهيم عيسى بشَنَّ هجومٍ على الشيخ محمد متولي الشعراوي -علم مصر- قائلًا: (الشعراوي شيخٌ متطرفٌ داعشيٌّ سلفيٌّ، ضد الأقباط، ويهين المرأة، وليس وسطيًّا كما يرى البعض، وتعامل الشعب المصري على أنه نجمٌ وليس شيخًا، وكان شيخًا سماعيًّا شفهيًّا وليس فقيهًا).
وأود في النهاية أن أوجه رسالة بشرى لإبراهيم عيسى ومن على شاكلته وأقول لهم: أبشروا، فقد ذكركم الله في كتابه من أكثر من 1400 سنة، حيث قال الله تعالى فيكم: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ * الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [سورة التوبة، الآيات: 65- 68].
فطفح الكيل، وحان الوقت إذن لنتساءل:
أين محاميّ مصر؟ أين محاميّ محافظة الشرقية؟ لماذ لم يجتمع المحامون على مقاضاة مثل هذا؟ أين غيرتنا على الدين؟ هذا ازدراء أديان صريحٌ وواضحٌ واستهزاءُ مباشرٌ بالدين، والقرآن، والأحكام، والحدود، وهدمٌ واضحٌ لثوابت الدين، وهذا هو ما يدعونا للتساؤل باستغرابٍ شديد: لماذا مثل هذا العلماني الجاحد يُتاح له المجال وتُفتَح له القنوات الفضائية للظهور والتكلم على الملأ لنشر سمومه في المجتمع والذي يمكن أن يؤثر بدوره على ضعاف الإيمان والجهلاء بدينهم (خصوصًا الأجيال الصاعدة)؟
كيف تم السكوت على كل هذا القبح والجرأة على الله ودينه طيلة هذه المدة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى