
كتب الاعلامي: أحمد الطيب
يقول أحد الحكماء :
رأيت امرأة ميتة يوم أمس، وكانت تتنفس مثلنا،
ولكن كيف تموت امرأة؟
وكيف تراها تحتضر؟!
تموت إذا فارقت وجهَـهَا الابتسامة،
– إذا لم تعد تهتم بجمالها،
– إذا لم تتمسك بأيدي أحد ما بقوة،
– وإن لم تعد تنتظر عناق أحد،
– وإن اعتلت وجهها ابتسامة ساخرة إذا مر عليها حديث الحب،
– نعم هكذا تموت امرأة..!
نعم تموت امرأة وهي حية ترزَق،
تعلن الحداد داخلها، تعيش مراسم دفنها لوحدها ثم تنهض،
ترتّب شكلها،
تمسح الكحل السائل تحت عينيها،
تعيد وضعه،
ثم تخرج للعالم،
واقفة بكامل أناقتها، تتنفس وربما مبتسمة وتضحك،
لكنها ميتة ولا أحد يعلم..!
متى؟ كيف؟ ولماذا ؟!
تموت المرأة وهي حية حين تنكسر وتهجر دون سبب،
حين يخذلها قريب كان يمثل لها القدوة والسند،
حين تعضها اليد التي كانت تتمسك بها بقوة فتفقد ثقتها بنفسها وبهذا العالم.
تموت المرأة حين لا يكون لها أي حق في اختيار حياتها،
ويفرض عليها وضع يحط من قيمتها ويجعلها سلعة تباع وتشترى،
وتموت ألف مرة حين تخان وتُنتَهَكُ كرامتها باسم الحب أو العرف،
وتموت عند كل مرة تفقد فيها احترامها لذاتها أولاً ولشخص كان يعني