
كتب / منصور جبر
قال الله عز وجل: {قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِی تُجَـٰدِلُكَ فِی زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِیۤ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ یَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَاۤ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِیعُۢ بَصِیرٌ}. [المجادلة: 1]
ذكر أكثر المفسرين أن هذه المرأة هي خولة بنت ثعلبة، وأن زوجها هو أوس بن الصامت، رضي الله عنهما.
وكان العرب قبل الإسلامِ يَعُدُّونَ الظِّهارَ طلاقًا؛ كأنْ يقولَ أحدُهم لزَوجتِه: أنتِ عليَّ كظَهْرِ أُمِّي.
وكان أوس بن الصامت قد غضب من امرأته فَقَالَ: أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي.
فذهبت خولة بنت ثعلبة إلى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وسألته عن ذلك، فَقَالَ لَهَا: (حَرُمْتِ عَلَيْهِ) فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا ذَكَرَ طَلَاقًا، ثُمَّ قَالَتْ: أَشْكُو إِلَى اللَّهِ فَاقَتِي وَوَحْدَتِي وَوَحْشَتِي وَفِرَاقَ زَوْجِي وَابْنَ عَمِّي وَقَدْ نَفَضْتُ لَهُ بَطْنِي، فَقَالَ: (حَرُمْتِ عَلَيْهِ) فَمَا زالت تراجعه ويراجعها حَتَّى نَزَلَتْ عَلَيْهِ الْآيَةُ.
وروي أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! قَدْ نَسَخَ اللَّهُ سُنَنَ الْجَاهِلِيَّةِ وَإِنَّ زَوْجِي ظَاهَرَ مِنِّي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (ما أوحِىَ إليَّ في هذا شيء) فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُوحِيَ إِلَيْكَ فِي كل شي وَطُوِيَ عَنْكَ هَذَا؟! فَقَالَ: (هُوَ مَا قُلْتُ لَكِ) فَقَالَتْ: إِلَى اللَّهِ أَشْكُو لَا إِلَى رسوله.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} الْآيَةَ. وجعل للظهار كفارة.
قالت عائشة رضي الله عنها: الحمدُ للهِ الَّذي وسِع سمعُه الأصواتَ، لقد جاءت المجادِلةُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم تُكلِّمُه وأنا في ناحيةِ البيتِ ما أسمعُ ما تقولُ فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}.