العالم

مصريون يشاركون فنزويلا الاحتفال بالذكرى 214 لاستقلالها و مادورو يؤكد التزام بلاده بالسلام

أمير أبورفاعي

إحتفلت سفارة فنزويلا البوليفارية بالقاهرة، اليوم بالذكرى الـ 214 لإعلان استقلالها، وقد شارك في الاحتفال عدد من الشخصيات العامة والسياسية والإعلامية، لتقديم التهنئة بهذه المناسبة ، حيث تواصل فنزويلا مسيرتها التي رسمها مُحرروها، وتفخر بكونها وطنًا حرًا ذا سيادة تربطه بالعالم علاقات تقوم على أساس مبادئ المساواة والاحترام مُدافعًا عن حق شعبه في السلام والازدهار.
وقد أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في هذه المناسبة، أن وثيقة الاستقلال “أعلنتنا أحرارًا وذوي سيادة بصورة لا رجعة فيها عن أي إمبراطورية استعمارية”. وفي حديثه عن القيم الأساسية للثورة البوليفارية، صرح قائلا: “لقد أدينا واجبنا! لقد حافظنا على أثمن ما تركه لنا المُحررون والقائد هوجو تشافيز: نحن وطن حر، ذو سيادة، ومستقل، ونعيش في سلام”، وفاءً لعقيدة سيمون بوليفار، الذي قاد الجيش المحرّر من أجل تحرير شعوب أمريكا اللاتينية الأخرى، دعا الرئيس مادورو قادة العالم إلى عقد قمة عاجلة من أجل السلام ومناهضة الحرب، في ظل التصعيد الحربي من قبل إسرائيل والولايات المتحدة في غرب آسيا.
في رسالته إلى المجتمع الدولي، أكد نيكولاس مادورو أن فنزويلا البوليفارية تنطلق في مواقفها من “التزامها الراسخ بالسلام ونزع السلاح واحترام القانون الدولي باعتبارها ركائز أساسية للتعايش بين الأمم”. ويستند هذا الالتزام إلى المبادئ والقيم التي تُعرّف جمهورية فنزويلا البوليفارية، والتي تجذرت بعمق لأكثر من قرنين من الزمان، وتم تجسيدها في وثيقة إعلان الاستقلال الصادرة في 5 يوليو 1811.
وبالنسبة لفنزويلا، فإن اختيار الاستقلال والسيادة يعني مواجهة الأطماع الإمبريالية في كل مكان وزمان. فمحاولات الهيمنة الاستعمارية تتكرّر اليوم في صورة أكثر من ألف إجراء قسري أحادي الجانب فرضته الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون ضد فنزويلا. وتهدف هذه الهجمات الإمبريالية، التي تستند إلى نفس الأطماع التي سادت في عام 1811، إلى الاستيلاء على موارد فنزويلا وتقويض السلام الداخلي.
كما كان الحال قبل مئتي عام، فإن القرار الحازم للشعب الفنزويلي في أن يكون حرًّا قد فرض نفسه في مواجهة الحصارات ومحاولات التقسيم وغيرها من أشكال العدوان. وتقاوم فنزويلا هذا الشكل الجديد من الاستعمار، ورغم محاولات التضييق الاقتصادي ، تنمو بجهودها الذاتية.
وكما صرّح الرئيس نيكولاس مادورو، “فنزويلا تعيش في سلام واستقرار ووحدة، وتحلم بمستقبل واعد وعظيم من الاستقلال والرخاء والسعادة”.
في فنزويلا، جعلت الثورة البوليفارية من الممكن تحقيق العدالة والمساواة والرخاء، وازدهار الحياة الاجتماعية، والحياة الكريمة، وأقصى درجات السعادة الاجتماعية. ومن بين الإنجازات الأخرى، نسلط الضوء على أهم التحولات الاجتماعية التي تم تحقيقها، وهي: زيادة الاستثمار الاجتماعي، وتعزيز نظام الصحة العامة، وإنشاء البعثات التعليمية التي أتاحت لفنزويلا الوصول إلى إنجاز محو الأمية بنسبة 100%، والزيادة الهائلة في عدد الملتحقين بالمدارس، وتأمين الحماية لنسبة 100% من السكان المتقاعدين، وتوفير السكن اللائق، وضمان الحق في الغذاء للفئات الأكثر ضعفًا.

وبالفعل، وعلى الرغم من العقوبات غير القانونية، تواصل فنزويلا تقدمها كدولة مستقلة وحرة وذات سيادة. تشهد فنزويلا تحولاً اقتصادياً مستداماً بمؤشرات اقتصادية إيجابية، وقد شهدت البلاد خلال الأشهر الستة عشر الماضية نمواً مستداماً نتيجة لبذل جهود وطنية جبارة.
في فنزويلا، تعتمد الحكومة البوليفارية خطة عمل تهدف إلى توسيع نطاق الحماية الاجتماعية، حيث يجب أن يتحول كل رقم إيجابي في مؤشرات الاقتصاد الفنزويلي إلى مؤشرإنساني يدل على الرفاهية الاجتماعية والمساواة؛ أي أن الهدف هو انتاج الثروة من أجل التعليم والرعاية الصحية والحقوق الاجتماعية والعمالية والمعاشات التقاعدية والأجور وبناء المساكن والغذاء والتنمية العلمية والتقنية والثقافية؛ باختصار، من أجل السعادة الاجتماعية التي تحدث عنها سيمون بوليفار، السعادة الاجتماعية للجميع، حيث يجب أن يكون هناك تناغم بين التنمية الاقتصادية والحقوق الاجتماعية.
كما تتمتع فنزويلا بديمقراطية بوليفارية راسخة وقوية، تشاركية وريادية، وقد نظمت خلال 26 عاماً من الثورة البوليفارية 32 عملية انتخابية، ملتزمة بأحكام دستور عام 1999، ومحترمة الإرادة الشعبية للمواطنين الفنزويليين.
وفي السياق ذاته، عززت فنزويلا دبلوماسيتها البوليفارية الناجحة من أجل السلام. وقد أعاد القائد هوجو تشافيز إحياء الرؤية البوليفارية التي ورثها المحررون الفنزويليون، ووضع فنزويلا في طليعة الدول الساعية لبناء عالم متعدد الأقطاب والمراكز. ولطالما دعا إلى “احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها؛ واحترام حقها في اختيار طريقها الخاص؛ واحترام مبادئ القانون الدولي. إن عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي شعب مبدأ مقدس للتعايش في سلام ووئام”.
ويرى الرئيس مادورو أن هذه الرؤية تُشكل “جوهر فكر تشافيز وعمله” فيما يتعلق ب “بناء سياسة خارجية بوليفارية مستقلة”. إنها تتعلق بالوطن، و”الاستقلال الكامل ومناهضة الإمبريالية، وبوحدة وتكامل شعوب أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وبناء عالم متعدد المراكز والأقطاب، وهو ما وصفه المحرر سيمون بوليفاربتوازن الكون”.
هذا هو موقف فنزويلا التاريخي والثابت، الداعي إلى احترام القانون الدولي والمساواة في السيادة بين الدول، باعتباره السبيل الوحيد لضمان سلام حقيقي وعادل ودائم. وقد أكد الرئيس مادورو هذا في رسالته الأخيرة بمناسبة انعقاد قمة السلام ومناهضة الحرب، والتي دعا فيها إلى “بناء توافق دولي راسخ لوقف الحرب، واحتواء التهديد النووي، وبناء منظومة سلام قائمة على العدالة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى