“احببت طبيبا “
بقلم الدكتورة / نادية حليم
أحببتُ طبِيب فسقطتُ كُلِى إلى جِوارُه مائِلة، ولما إستفقت طلبتُ يأتِى بِلا تأخُر ثانِية
أحببتُ طبِيب فسقطتُ كُلِى إلى جِوارُه مائِلة، ولما إستفقت طلبتُ يأتِى بِلا تأخُر ثانِية، فجاء نحوِى مُسعِفاً، وطلبتُ مِنه رُوشِتة عِلاج عاجِلة… ولما إرتحل أمسكتُ رقمُه فِى إتِصال مُتلعثِمة، ما عُدتُ أذكُر إسم الدواء أو أى نُوع ناسِية، ورجوتُه يأتِى بِأقصى سُرعة فِى لمحِ بصرٍ، أشعُر آلام مُوجِعة
ولما سألنِى طبِيبُ قلبِى عنِ سببِ وجعِى وفِى أىّ جِهةٍ، باتت ملامحِى مُتجمِدة، ففهِم أنِى مُتردِدة، والحقُ أنِى مُغيبّة، ولما رمانِى بِسهمِ نظرُه مُستفسِراً، قد تُهتُ مِنِى مُسافِرة… فإدعيتُ أنِى دائِخة، فما أقسى ظِنُونِى الحائِرة، تعلقتُ أكثر لما لمسنِى وقاس نبضِى بِسماعتُه راشِقة
قد ملأ عينِى عن أى رجُلٍ رُغمّ أنِى بطبيعتِى مُتمرِدة، ترانِى جمِيلة فِى كُلِ وقت، أنِيقة فِى ملامحِى وكُل رِتُوشِى الثائِرة، فما أروع حِرُوفِى الهائِمة… يخُرُ الرِجال صرعى لِقدمِى لِلدنوِ مِنِى بِأىٌ ثمنٍ مُستسلِمة، لكِن لا أُبالِى بِأحد سِواه مُتبلِدة، فأضع مسافة بينِى وبينهُم لِفهمِ حُدُودِى الحازِمة
ورُغمّ الرُجال أصنافُ شتى خلف مِنِى هائِجة، لكِن طبِيبِى شئُ آخر عنهُمُ، فأحفظ كرامتِى لِمن يرفع قدرِى، يُدلِل جمالِى، ويحفظ عِهُودِى دائِمة… وعِند الزيارة لُمُتابعِة عِلاجِى، أتأمل مِرايتِى، بِأحمر شفاهِى وعِطر غالٍ مِن دِيُور، لعل يأتِى طبيبِى نحوِى، فيُكفكِف دِمُوعِى الغائِرة
أتتبع خُطى طبِيبُ نبضِى على كُلِ سُلم فيسقُط قلبِى مِن ضِلُوعِى مُرجِفاً، وعِند وصُولِه لِبابِ بيتِى، يرتعِشُ جسدِى خلف بابِى مُمدداً… وقبل يأتِى أمسح خِدُودِى لكيلا يلحظ أنِى بِصِحة جيدة، أُعطِيه كفِى بين يديه لِيُقِيس الحرارة، وأضع يداه على قفصِ صدرِى لِيعرِف دوائِى مُستعجِلة
وأتمارض بِشِدة قبل رحيلُه، أتدلل لِأجلُه فِى كُلِ جُزءٍ مُتمارِضة، وألبس حِذائِى وفُستانُ أسود يتوهج إثارة لِكيلا يمشِى، فأُثِير فِضُولُه لما سيحدُث مُزعِجة… تُنادِينِى أُمِى فأبكِى بِشدة أمام طبِيبِى، وتطلُب عِلاج يُطِيبُ حالِى، تراه يفهم أم تجاهل ما حلّ بِهِ مِن خِطة مُحكمة؟
ولما أحس بِما بدر مِنِى، سألتُ نفسِى هل كان يعلم بِأمرِ حُبِى أم سقط مِن الصاعِقة، أنا لا أُحاوِل رد القضاء ومنع القدر، لكِنِى أسِيرة فِى هواه بِغيرِ عودة إلى حياتِى السابِقة… ولما إعترف لِى بِحُبُه، أُغشى علىّ ذائِبة، ونبه علىّ بِأخذِ عِلاجِى بِين يديهِ فِى مواعِيدٍ ثابِتة