” احببت شاعرا “
بقلم الدكتورة / نادية حليم
أحببتُ شاعِر والخبرُ حولِى قد إنتشر..
أحببتُ شاعِر والخبرُ حولِى قد إنتشر، وكُلُ عين تنظُر تِجاهِى فِى شغف، ووجدتُ نِسوة فِى المدِينة تمشِى ورائِى وتنتظِر، قد قُلنّ لِى أين القصِيدة المُنتظر… أهى جرِيمة فِى الغرامِ بِشاعِرٍ؟ وهل ذنبُ قلبِى حُبِى شاعِر فِى غفل؟ فكيف أهرُب مِن العِيُونِ المُتربِصة؟ وكيف أمضِى إلى جوارُه واقِفة؟
خبأتُ رأسِى مُتوجِسة، وذهبتُ خلفَ شاعِرِى أطلُب قصِيدة بِها معانِى كُتِبت لِذاتِى لا لِغيرِى مُتلهِفة، طلبتُ مِنه أن أُكايد النِساء بِقصِيدة حُرة كُتِبت لِأجلِى لا سِواىّ هائِمة… نحنُ النِساء نهيمُ حُباً فِيمن يُرضِى ذاتنا بِالغِرُور ويُثير فِضُول تِلكَ العِيُونِ البائِسة، لا نُبالِى بِما يُقال مادُمنا نشعُر بِالسعادة وارِفة
جاءت نِساء تقبع جِوارِى فِى إنتِظار إشارة واحدة لِفهمِ فحوى المسألة، ولما عُدت وجدتُ إسمِى ملئ بِالثرثرة، والكُلُ يسأل فِى فِضُول أين القصِيدة تُختبئ؟… فتشتُ بُرهة عن أِمنِيات حلُمتُ تُكتب فِى القصِيدة مُهيأة، كم كُنتُ أحلُم بِكلامِ حُبٍ مُفتعل، يُشعِل حِرُوب لا تُنطفئ، والكُلُ حولِى يُلتفت، ونِسوة حولِى تُشتعل، وأنا سعِيدة ومُجهدة
آويتُ وحدِى إلى الفِراش وكُلِى حُلم بِالقصِيدة مِثلهُم، عُلِقت بِطرفِى الأسئِلة حتى أستلمت كلِماتَ حُبٍ فاضِحة، والكُلُ أجمع فِى المدِينة على جمالِ القافِية… والنِسوة غارت مِنىّ، وأنا أطيرُ نحوىّ، أتينّ خلفِى هارِبة، ووقفنّ حولِى مُشتتة، وطلبنّ مِن كُلِ رجُلٍ قصِيدة أُخرى مُماثِلة، حتى تعُمَ الفائِدة