منوعات

مهزلة حفلات التخرج .. مسؤولية الأسرة والمجتمع

مهزلة حفلات التخرج .. مسؤولية الأسرة والمجتمع

بقلم الصحفية / سماح علام

في كل يوم تطل علينا نوافذ الإنترنت المختلفة بفيديو جديد لإحدى حفلات التخرج ، يحمل في طياته مأساة أخلاقية تنم عن تبلد متزايد في القيم والمباديء لدى شريحة لا يستهان بها من طلاب الجامعات اللذين يمثلون نواة المستقبل لبلادهم ويفترض بأن يكونوا نموذج وقدوة لمن هم أقل منهم سناً وعلماً .

ما عهدناه منذ زمن ليس ببعيد عن حفلات التخرج ، أنها مناسبة يُتاح فيها للطلاب وأسرهم الإحتفال بالإنجاز الأكاديمي الذي تم تحقيقه بإنهاء مرحلة تعليمية معينة وبداية أخرى، أو الإنطلاق للحياة العملية .

ومن المقبول أن يتضمن الحفل فقرات فنية وأدبية أو عروض موسيقية هادفة تتوافق مع الذوق العام للمجتمع وتمثل الحدث ولا تختص أو تعبر عن توجهات فردية وعرقية ولا حتى سياسية او دينية، كي يستشعر الجميع لذة الفرحة ومتعة النجاح. ولكن ما أصبح شائعاً في تلك الإحتفالات يدعوا للإشمئزاز والنفور والقلق على مستقبل غامض ، فالتعبير عن السعادة بتحقيق هدف سامي ونبيل أصبح بالرقص المقزز سواء من الفتيات أو الأولاد على كلمات وموسيقى لأغاني هابطة تصيب السمع بالتلوث والروح بالإحباط من قبل شباب يفترض أن يكون لديهم وعي وفكر خاص بناء على ما قضوه من سنوات طويلة في تحصيل العلم والمعرفة.

المشهد المثير للجدل حقيقة هو تجاوب بعض أساتذة الجامعات الموقرين الذين يمثلون هيبة الحرم الجامعي، وأيضاً أهالي هؤلاء الطلاب مع هذه السلوكيات المنبوذة الدخيلة على مجتمع العلم والمثقفين، وكأنها دعوة ممنهجة لخلط الحابل بالنابل ونشر فوضى الإنحدار الأخلاقي والهبوط بمستوى العلم ومن يمثلونه.

نحتاج لوقفة جادة وحاسمة من قبل المسؤولين والمجتمع بأسره لوقف مثل هذه الممارسات المسيئة في حق العلم ومتلقوه مع ضرورة وضع قوانين حاسمة وخطوط عريضة يلتزم بها الجميع دون تمييز أو استثناء تتناسب مع المنظومة التعليمية بأكملها وتتسق مع قيمة العلم وتأثيره في حياة الشعوب.

كتبته الصحفية / سماح علام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى