منوعات

قصيدة لم يولد من رحمي

أيا إبناً بِالفِطرة لم يُولد مِن رحمِى، لكِنّ الله قد وضع حُبُه فِى قلبِى بِالعِشرة

 

 

الشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى

 

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

 

 

أحببتُ عِيُوباً فِيكَ تجهلها، أراكَ بِعينِ الأُم مُلهفةً، أُمارِس دورِى فِى تعلِيمك مخارِج نُطق، ولُغاتٍ أُخرى لا يفهمُها أحداً غيرُك… وأُشرِكُكَ فِى تفاصِيلِى، أُجارِى حكيُكَ التافِه وأُشعِرُكَ بينَ الناس بِقِيمتُكَ، أنا الأُنثى حِين تُحِب، تنسى كُلَ أوجاعها، تعيشُ اللحظة بِاللحظة، وتُخلِص حتى لِلكلِمة، وتصمُت حتى مِن شكوى مُرتقبة

 

ولم أيأس أبداً فِى محبتُكَ، أنا رفِيقة تتغاضى عن هفواتُك وأخطائُك وتُعطِى العُذر وراه الآخر بِلا رجعة، وأنظُر لك بِعينِ مُحِبة مُنفعلة… وأتوجع وأغفِر لك زلاتُك بِأعذارٍ ليس ضرُورة مُندفعة، أُخبِئُك كإبنٍ لِى لِتوه قد وُلِد، وأُعطِيكَ لمساتِى وحنانِى وجُزءاً مِن أوقاتِى مُنسجِمة، وأتوجف لِنزلِة برد قد لحفت سهواً فِى غفلة 

 

أيا إبناً بِالفِطرة لم يُولد مِن رحمِى، لكِنّ الله قد وضع حُبُه فِى قلبِى بِالعِشرة، وتُغضِبُنِى لكِن أصفح، أُعاقِبُكَ بِملءِ فمُك بِطعامٍ لم يحِن ينضُج… وأجرِى ورائُك فِى عطفٍ لِكى تهدأ، أُعنِفُكَ لكِن أهدأ، ورجعتُ معك طِفلة جدِيدة مُنهمِكة، تُشارِكُكَ ألعابُكَ وأدواتُك، ونتعارك سوِياً على القلمِ، أُحذِرُكَ بِخفضِ صوتُك العالِى مُبتسِمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى