فن اتقان المسافات منهج وأسلوب حياة
بقلم / محمد ابراهيم ربيع
كاتب و محلل سياسي
انقل لكم رسالة هامة للغاية…. وقعت عيني عليها لكي تكون دعوة للتفكر….
اود ان الفت النظر لقوانين الطبيعة الكونية و غيرها من المفاهيم لكي يكونوا أمثلة واقعية….
لان الاستدلال بالامثلة الظاهرة امام الجميع يجلي المعنى دون عناء في التفكير للوصول الى المقصود و حتى استدل بهم على هذه الرسالة الهامة التي اريدها ان تصل .
اقول أن المسافة بين الأرض و الشمس استطاعت تلك المسافة الدقيقة جدا حماية الارض من الاحتراق أو التجمد…. وهذه حقيقة علمية ثابته.
المسافة بين الكلمة و الكلمة هل كنا سنستطيع القراءة اذا كان جميع كلمات الجملة متشابكة مع بعضها ؟
المسافة بين السيارة و السيارة الامامية هي مسافة يضعها قانون المرور حفاظا على الأمان بين الجميع و عدم الاصطدام وهذا امر معلوم لمن يقود السيارات.
وهذه النماذج التي ذكرت على سبيل المثال وليس الحصر…
استطيع من ذكر هذه الامثلة أن أقول ان مضمون هذه الرسالة عميق جدا يحمل في طياته نصيحة غالية لمن اراد ان يركب معنا في هذه السفينة الفكرية التي تنجينا من امواج العلاقات العاصفة…
و هي اذا اردت ان تستمر حياتك بأقل قدر من الاحباط و الطاقة السلبية و ان تخسر اي شخص…. فعليك ان تحرص ان يكون عندك المسافة الآمنة بينك وبين الجميع…..
مثل الشمس و الكلمات و السيارة و غيرها وغيرها…
الخطوات المحسوبة تتحدث عنك دائما لكي يصل معناها بانك شخصية تريد ان تحافظ على الاحترام و التقدير المتبادل وان يكون عندك مسافات آمنه….
و تلك المسافة المحددة تضمن لك هذا الامر لان المسافة المقصودة هي ان تكون حدودك و حريتك تتوقف عند حدود وحرية الاخرين.
و في المقابل اذا تغافلت عن المسافة الامنة و تعديت الحدود و اقتربت من الناس كثيرا سأقول لك بداية بسؤال هام للغاية….
هل من احد يخلوا من العيوب او الاخطاء ؟؟؟
الاجابة بالطبع لا…
القرب الغير مبرر سريعا دون ان تعلم الشخص جيدا سيجعلك ترفع سقف طموحاتك مع هذا الشخص …
في ذلك الوقت سيجعلك تقترب ثم تقترب ثم تصدم بسبب عدم احترام المسافة الآمنة…
فعلم ان اقترابك من أى شخص دون وضع المسافة الآمنة ستجعلك تحبط كثيرا…
و هذا لا يعني انه ليس شرطا ان يكون شخص سيء….
لكن ستجد كلما اقتربت ظهرت بينكم الاخطاء و بعض العيوب التي تجعلك في صدمة انت او هو ….
والسبب هو أن الاقتراب الغير محسوب دون ان تشعر يجعلك تلقائيا تقترب كثيرا و هذا الاقتراب الكبير يجعلك و كأنك وضعت عدسة مكبرة لكي ترى تفصيل ادق ….
في هذه اللحظة للاسف الصورة تفقد جمال تفصيلها لاننا اقتربا اكثر من اللازم فتضيع الملامح التي هي جميلة بالفعل عند رؤية الصورة من بعيد …
اوقات نظن ان العفوية في التعامل و رفع التكلف يجعلنا في ود تام و اقتراب شديد من الشخص ولكن من عدة تجارب شخصية وجدت ان الاقتراب الكبير له مردود عكسي عما نظن من مفاهيم خاطئة يتبناها الجميع وانا من هذا الجمع ولكني خرجت بمفهوم المسافة الآمنة التي غيرت الفكر في التعاملات المستقبلية ….
ولأن الحقيقة للاسف غير ذلك تماما من خلال تجارب الحياة…
لان رفع الحدود و التعامل بعفوية و ازاحة التكلف في التعاملات قد يكلفنا الكثير اولهم خسارة هذا الشخص الذي نعتز به كثيرا و سوف يراك مزعجا و للاسف ستجعله حريص على التخلص من هذه العلاقة لانك اصبحت عنده مصدر ازعاج كبير …
من اجل ذلك نقلت لكم هذه الرسالة الهامة في الحياة لكي يبقى الجميل جميلاً كما تراه…
فإذا اردت الحفاظ على نفسك اولا و على الاخرين حتى تظل علاقتك قوية ابدأ من الآن تعلم إتقان فن المسافات .
اترك المسافات بينك وبين الاخرين لكي تكون مسافة امنة ولا تتخطاها…
لان التواصل المستمر و التدخل الغير مبرر بلا انقطاع هو الامان المريب بين الاشخاص ..
فاذا اردت ان تخسر شخص ما ..أو على الأقل تخسر الثقة المتبادلة بينكما حتى وان كان صديق عزيز ..فليس مطلوب منك غير التواصل معه و داوم على التواصل معه بإستمرار وبشكل مكثف….
في هذه الحاله استطيع ان اقول لك بكل ثقة إن علاقتكما مع بعض سوف يعتريها التوتر والفتور وقد تنتهي بالازمات و النقطاع لا محالة…
لإنكما كلما اقتربتما من بعضكما البعض اكتر وتعديتم الحدود سيتم اكتشاف هو او انت العيوب و النقائص التي اجتمع فيها الكل لاننا بشر اي غير مكتملين الصفات الحسنة بل يوجد العيوب التي لا تظهر الا عند تحطيم المسافات بينكما…
وسوف تأتي حتما لحظه تصبحون فيها مهما كنتم احباب في حالة من الملل وانعدام الشغف في التواصل بل من الممكن ان تنقطع علاقتكما الى الابد..
المسافة الآمنة بين الجميع هي الحل الوحيد لاستمرارية العلاقات الناجحة…
محمد ابراهيم ربيع
كاتب و محلل سياسي