مصر العربي الإشتراكي أسود الجيش المصرى .. قهر عصابة الاحتلال الإسرائيلى .. نصر أكتوبر المجيد ..
كتبت : بسمة مصطفى الجوخى
لقد أتينا إلى شهر أكتوبر الشهر الذى تكرهه إسرائيل كثيرا ،
انه فى يوم السبت ٦ أكتوبر عام ١٩٧٣ الموافق ١٠ رمضان ١٣٩٣هجريا ،
بدأت حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل وكانت من السبت ٦ أكتوبر إلى يوم الجمعة ٢٦ أكتوبر بين مصر وإسرائيل ،
هجمت ٢٢٢ طيارة مصرية من مطارتها ودمت مواقع الجيش الإسرائيلى ومراكز قيادته واتصالاته فى سيناء ،
وحبطت خطة إسرائيل عندما وضعت مواسير لكب نابالم فى مياه قناة السويس لتوليعها بالنار حال نزول القوات المصرية ،
ولكن فى اليوم السابق استطاعت القوات المصرية على سد فتحتها خاصة بالليل،
قبل قيام الحرب وتم تحطيم خط بارليف ،
ولا ننسى دور اللواء المهندس” باقى ذكى يوسف” وفكرته الذكية التى فعلها ،
نظرا لأن خط بارليف كان عبارة عن تل رملى عالى مدعم بصخور وحديد بيمتد على طول الجبهة المصرية ،
وبعد تجارب كثيرة من المصريين لحل هذه المشكلة إلا أن اللواء باقى ذكى تمكن من حل سريع وخطة ذكية ومحكمة ،
حيث قام بإزالة الرملة وعمل فتحات عن طريق تجريف الرملة فى الأماكن المطلوبة،
عمل فتحات فيها باستخدام مضخات تسحب الماء من قناة السويس ،
وبذلك تمكن الجيش من المرور بالدبابات والمصفحات والسيارات والأسلحة الثقيلة،
ثم اقتحام وتحطيم خط برليف ورفع علم مصر على قمة خط برليف ،
كما أيضا ظهرت أسماء عساكر بجانب القادة خلدت ذكراها ودورها العظيم فى حرب أكتوبر ،
كان الرقيب أول مجند” محمد عبد العاطى” العسكرى الذى دمر ٢٣ دبابة اسرائيلية،
وهذا رقم قياسى وتم إعطاءه نجمة سيناء الطبقة الثانية،
وكان أسطورة فى دقة التنشين وأطلق عليه بسبب ذلك بصائد الدبابات ،
وأيضا القائد” فؤاد عزيز غالى” الذى حاصر منطقة القنطرة شرق تم اقتحامها وحررها ، وحافظ عليها طيلة الحرب ،
والجيش الاسرائيلى لن يستطيع أن يأخذها مرة آخرى وعمل على تأمين منطقة شمال قناة السويس ،
من القنطرة حتى بورسعيد ،واستطاع تدمير ٣٧ دبابة وصد الهجوم الاسرائيل ودمر ٦ نقاط عسكرية إسرائيلية قوية ،
واسر كتيبة اسرائيلية كاملة وقائدها “عساف ياجورى “وحصل على وسام نجمة الشرفة،
فحرب أكتوبر المجيدة لم تكن حرب واحدة بل ٦٤ معركة حربية داخل حرب واحدة ،
انتصرت القوات المصرية فى ٥١ معركة وقاموا بالمرور من قناة السويس ، وتحطيم خط بارليف واستولت على مساحة أرض ،
كانت تحت الإحتلال بامتداد ١٦٨ كم وبعمق ١٥ كم وعليها ٣١ نقطة عسكرية اسرائيلية قوية،
هناك بعض الناس يتساءلون، لماذا أوقف الرئيس الراحل أنور السادات الحرب بعد هذا الانتصار الذى قهر أسطورة الجيش الإسرائيلى المزيفة ؟!
لا ننسى الدور العظيم للثعلب المراوغ الماكر اللواء سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة عندما قام بعملية المآذن العالية «عملية بدر»
حيث قام بعمل شبه كتالوج لكل ظابط وجندى بيحتوى على مهام تفصيلية لحظة العبور،
ولا يجوز الخروج عنه وبدون ارتجال بل فعل كل المهام المطلوبة وكان هذا دقيق بشكل رهيب وبالفعل،
تم تنفيذ خطة المآذن العالية وخلال ١٨ ساعة فقط كان الجيش المصرى تمكن من العبور لخط بارليف ،
وتمكن بفعل المستحيل ،ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن لفترة زمنية عندما طلبت القيادة العسكرية السورية ،
من الرئيس الراحل أنور السادات تخفيف الضغط على الجولان ،
فأمر الرئيس الراحل بالتحرك جهة الشرق ناحية قناة السويس لتخفيف الضغط على سوريا ،
فقام اللواء الشاذلى بالاعتراض على هذا القرار تماما نظرا لأن تسليح الجيش المصرى فى هذا الوقت ،
كان شديد الضعف مقارنه بالجيش الإسرائيلى ونجاح الجيش المصرى فى عبور القناة وتحطيهم خط برليف ،
والانتصار كان بسبب الخطة المحكمة التى وضعت،
وبسبب صمود الجيش المصرى وقوته وذكائه ووطنيته،
وإنه خير أجناد الأرض وكان أيضا عبور قناة السويس معتمد ،
على عنصر المفاجأة وبخطة اللواء الشاذلى العبقرية،
وبعد رفض هذا القرار أكثر من مرة وتصميم الرئيس الراحل أنور السادات رغم عواقب هذا القرار ،
فوافق اللواء الشاذلى فى النهاية على غير إقتناع وأدى ذلك للأسف إلى ضرب معظم قواتنا المصرية ،
وتعرية ظهر الجيش المصرى ونفذ الجيش الصهيونى خطته المسماه بالغزالة،
وعملت ثغرة سميت بثغرة الدفرسوار ،
حينها إسرائيل حاولت عبور الضفة الغربية والزحف لمدينة السويس ولكن باءت بالفشل .
وقام اللواء الشاذلى بتقديم اقتراح بعمل انسحاب تكتيكى يدمر فرقة مدرعة من الضفة الشرقية للضفة الغربية ،
ليحاصر القوات ولكن هذا الاقتراح رفضه الرئيس الراحل أنور السادات ،
وبرر رفضه بأن الجيش المصرى لديه عقدة الانسحاب منذ نكسة ١٩٦٧ م ،
قبل هذا القرار كانت إسرائيل تترجى بالانسحاب لما حدث لها من قواتنا المصرية الباسلة،
ومن الانتصارات العظيمة التى فعلها الجيش المصرى لعدوه.
وتوغل الجيشين الثاني والثالث الميدانيين لمسافة 10-12 كم شرق القناة ،
توغل الجيش الإسرائيلي غرب القناةومحاصرة الجيش الثالث «القطاع الجنوبي»
ولكن فشل في اقتحام أى من مدينتى الإسماعيلية والسويس،
ثم تدخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لتعويض خسائر الأطراف المتحاربة،
فمدت الولايات المتحدة جسراً جوياً لإسرائيل بلغ إجمالي ما نقل عبره 27895 طناً،
في حين مد الاتحاد السوفيتي جسراً جوياً لكل من مصر وسوريا بلغ إجمالي ما نقل عبره 15000 طن إضافة إلى نحو 63,000 طن من الأسلحة عن طريق البحر وصلت قبل وقف إطلاق النار، نقل أكثرها إلى سوريا،
و انتهت الحرب رسمياً مع نهاية يوم 24 أكتوبر مع خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي الإسرائيلي،
ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ على الجبهة المصرية فعليّاً حتى 28 أكتوبر،
حيث حقق الجيش المصري هدفه من الحرب بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ أوضاع دفاعية،
وعلى الرغم من حصار الجيش المصري الثالث شرق القناة، فقد وقفت القوات الإسرائيلية عاجزة عن السيطرة على مدينتي السويس والإسماعيلية غرب القناة،
فبرغم التسليح الضعيف للجيش المصرى فى هذا الوقت وأيضا بعد قرار الرئيس الراحل أنور السادات ،
بوقوفه بجانب سوريا والتسليح الأعلى والامدادات لاسرائيل ،
وخروج مصر من عدة حروب أرهقت جيشها إلا أن الجيش الإسرائيلى لن يتمكن من هزيمتنا ،
وأصبحت حرب أكتوبر من أعظم الحروب والانتصارات وذكراها المجيدة خالدة …
رحم الله الرئيس الراحل أنور السادات وكل قادة هذه الحرب ،
كل شهداء الجيش المصرى العظيم الباسل البطل الصامد بطل هذه الحرب وصاحب انتصارات اكتوبر المجيد ……….