مقالات

اقتصاد الحرب .. ما هى تداعياته ؟ ولماذا الآن؟!

بقلم بسمة مصطفى الجوخى
أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولى بدخول مصر مرحلة اقتصاد الحرب ،
وتساءل الكثير ماهو اقتصاد الحرب ولماذا هذا التصريح الآن ؟!
اقتصاد الحرب وباختصار هو إدارة البلاد لكل شئ وتوجيه كل الموارد والإيرادات للتمويل العسكرى ،
والتحكم فى الأسعار والتوزيع بالمختصر يكون نظام اشتراكى شامل ،
وهذا النظام لا تعمل به الدولة إلا فى حالة دخولها الحرب فعليا والاستعداد لها ،
فى حين كان الاقتصاد لا يتحمل حروب لإنه يوجد بلاد تدخل حرب ولا تعلن دخولها اقتصاد حرب،
وأقرب مثال لذلك روسيا حتى إنها لا تصرح ابدا بكلمة حرب مع أوكرانيا بل تراها إنها عملية ،
لماذا هذا التصريح الآن والذى أراه تصريح عنيف وليس له أى تداعيات ؟
عندما يحدث شئ خطير فى طائرة لا يصرح كابتن الطائرة للركاب بهذا الخطرة،
بل يتحمل لحين وصول الخطر للذروة حتى تستعد الركاب لمواجهه هذا الخطر معه ومحاولة الخروج منه،
لذلك الكل يتساءل لماذا هذا التصريح فهل يطلب من الشعب المصرى الاستعداد ؟!
وهذا التصريح الذى جاء كالصاعقة على الشعب المصرى عند سماعه،
وما نتج عنه هو تراجع كبير فى البورصة وكبد البورصة خسائر كبيرة ،
وقطعا هذا التصريح أثر بالسلب على الاستثمار وجعل أى مستثمر لا يقدم على خطوط الاستثمار فى مصر ،
غير إنه أحبط الشعب المصرى وهبط من روحه المعنوية ،
وجعله يدخل فى حالة قلق وتساؤلات وهو لا يتحمل ذلك خصوصا مع ارتفاع الأسعار وزيادة التضخم،
وما يحدث أيضا فى المنطقة العربية ، وجاء على طبق من ذهب للجان الالكترونية بإشعال شرارة الفتن على مواقع التواصل الاجتماعي ،
فلماذا هذا التصريح ؟!
ومصر لا تبدأ ابدا بالتعدى على أحد ولا بالدخول فى حرب إلا إذا قامت بلد بالتعدى عليها ،
والتاريخ يشهد على ذلك ويشهد أيضا أن المصرى لا يترك بلاده مهما حدث بل ينتقل فقط من محافظة لأخرى داخل بلاده أثناء الحرب ،
ولا يتخلى عن وطنه فهو يحارب لآخر نفس ويقف بجوار جيشه ويتحمل أى شئ وهذا فى حالة دخول مصر فعليا فى حرب ،
ومهما كان ما يحدث لدول الجوار فمنذ عملية طوفان الأقصى والحياة تغيرت ومصر فى خطر والجميع يعرف ذلك ،
والمخططات التى تحاك لها معروفة ، فقد تراجعت عائدات قناة السويس للنصف بسبب ما يفعله الحوثيون بأمر أمريكا،
وضرب الكيان الصهيونى لمعبر رفح والتحرش وغيرها من الأحداث منذ طوفان الأقصى ،
فتأثر اقتصاد مصر لم يكن وليد اللحظة منذ انتشار جائحة كورونا وبعد ذلك الغزو الروسى على أوكرانيا ،
ثم بدء عملية طوفان الأقصى والحرب على غزة وما حدث للسودان ولبنان ،
وبجانب كل هذا المشكلة الكبيرة التى تخنق اقتصاد مصر هى صندوق النقد الدولي ،
ومع ذلك لا يجوز ابدا هذا التصريح وتحديدا فى هذا الوقت مهما كانت الأحداث وعلى الجميع ألا يأخذ هذا التصريح بعين الاعتبار
فمصر بفضل آمنه وأهلها فى رباط إلى يوم الدين وإذا حدث ودخلت مصر الحرب ،
فهذا ليس بجديد علينا ومنذ عصور ومصر مقبرة الغزاة …….
حفظ الله مصر من كل عدو ……….

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لو سمحتى أ. بسمة فى مواضيع مهمه عايز أعرضها على حضرتك عشان تنشريها ممكن نتواصل إذا سمحتى ٠١٠٦٥١٣٢٩٨٨

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى