أزمة أحترافية بالبطولة الأفريقية “حسام وتوم ومشاري” !

كتب : حسين الذكر
الاحتراف : نقطة الفصل بين حسن أداء الأدوار واستقلالية كل منها لتعطي ماكينة المؤسسة نشاطا وتنظيما فعالا يصب في مصلحة تطويرها ويعبر عن نجاحها الاحترافي ..
ثمة اهداف اخرى لا تقتصر على كرة القدم كتطوير المنشآت ونشر الثقافات وتحسين البيئة والصحة والرقي الاجتماعي …
غير ذلك من اهداف نجحت اوروبا في ترويضها وتطويرها فيما زالت في عالمنا العربي والاسيوي والافريقي مقتصرة على ارقام احصائية لم تترجم بالشكل الامثل بعد .
الاحترافية تفرض شروط قاسية وقد شهدت انطلاقة امم افريقيا حراكا ليس جماهيريا عبر التواصل ولم ينحصر بين اروقة الإعلاميين فحسب بل تعدى الى دوائر الادارة والتدريب بعد ان هاجم مدرب مالي توم سينتفيت الاتحاد الافريقي لتغييره نظام البطولة من سنتين الى أربعة واعاد ذلك بسبب تدخل اوروبي مباشر بالشأن الإفريقي كما انه يمثل استجابة لضغوطات الفيفا في وقت شهدت الساحة الاعلامية والجماهيرية نقاشا محتدم وآراء متباينة حول القرار.
وثمة سؤال مثير يتعلق بالمدرب توم؟ .. هل من حقه الاحترافي ان يتدخل بشان اداري ؟..
في برامج المساء تطرح آراء إعلامية مثيرة نجح مشاري الخزيم في التحكم بمقبضها حينما تعرض حسام حسن مدرب مصر الى انتقادات حادة متشنجة من اعلاميين ( ليس فنيين ) فقد هاجم المصري صابر الغراوي والكويتي عبد الكريم الشمالي وكذا التونسي فتحي المولوي المدرب المصري حسام على قرارين فنيين الاول يتعلق بتغييره المبكر للاعب عاشور امام بما يعد ذبح للاعب والثاني التشكيل والتكتيك المعتمد الذي لولا جهود فردية ( احترافية ) من نجمي البريمرليغ ( مرموش وصلاح ) لما فازت مصر حسب رايهم ..
وثمة سؤال ( احترافي ) آخر هل من حق الاعلام التدخل في الشئون الفنية ؟ .
ودعونا نشرك الذات في النقاش !
فالمشجع الافريقي لم يات الى المغرب لاجل دعم فريقه فحسب وان ملايين المشجعين ممن يصولوا ويجولوا في الرباط وطنجة وبقية المدن يعلمون يقينا ان الكاس هو الهدف وبالمحصلة النهائية سيفوز به فريق واحد فيما بقية الجماهير لن تستسلم فثمة اشياء جميلة اخرى يستمتعون بها كالسياحة واللقاء والحب والرقص وربما التجارة والتبضع والتعرف والتثقف …
وملفات مهمة للرفد الحياتي المجدول والمنتظر منذ وقت طويل للاستمتاع بايام بطولة عدت جزء من تاريخ وثقافة افريقيا الحديثة التي حتما سيكون للاعلام والجمهور نقاشا حادا بها وان اصطدم بقرار تنظيمي حسم ( احترافيا ) وهنا مربط الفرس .
من ناحية اخرى الاتحادات القارية تعد نفسها جزء من منظومة الكرة العالمية التي يقودها الفيفا ومعركة الرأي العام فيها رأس مال الفيفا من حيث الواردات ( المليارية باليورو والدولار ) فضلا عن حسن التوظيف الخاص بسياسات كل دولة فيما تراه مناسب بصورة تفرض التنسيق مع اوربا المحتضنة ل ( 135) لاعب افريقي في الدوريات الخمسة الكبرى بحصيلة تستوجب التنسيق لجدولة الجدوى الاحترافية بما فيها زيادة الغلة الدولارية وتطوير العطاء بمخرجات بطولة افريقيا برمتها .
هنا نستحضر جزء من جمالات البطولة حتى في بعض اخطائها غير المقصودة فقد سخرت الجماهير المصرية خاصة ووسائل اعلامها من خطأ تصويري تلفازي اظهر مخرج مباراتهم مع زيمبابوى صور لاعبي المنتخب المنافس اثناء عزف السلام الوطني المصري في خطا مع فداحته المعنوية الا انه يعد خام من مواد اعلامية وطرائف ينبغي تحويلها الى جزء اساس من مكنونات جمال افريقيا والاستفادة من دروسها.



