تقارير

هل يهدد الذكاء الاصطناعي مهنة التسجيل الصوتي؟

يدخل الذكاء الاصطناعي عالم الكتب الصوتية بقدرته على إنشاء تسجيلات متسلسلة دون الحاجة إلى إنسان يتولى مهمة السرد بالصوت، ما يثير قلق العاملين في مجال التسجيل الصوتي الذي يشهد انكماشًا. على سبيل المثال، كانت “تانيا إبي” تسجل نصوصًا بصوتها منذ عشرين عامًا، ولكن خلال الأشهر الستة الماضية، تراجعت أنشطتها إلى النصف، شأنها في ذلك شأن الكثير من زملائها الذين تباطأت أعمالهم. وقالت إبي إن “الخطة المستقبلية قد تكون تتمثل في استبدال الموظفين بأنظمة الذكاء الاصطناعي لخفض التكاليف”.

وقد أطلقت شركات عديدة خدمات تسجيل دون مستخدم بشري مثل شركة “ديب زن” التي تعتمد على قاعدة بيانات أنشأت من خلال تسجيل أصوات ممثلين مختلفين طُلب منهم التعبير عن مشاعر متنوعة. ومن أبرز الخدمات تطوراً في هذا المجال تقنية تتيحها “ديب زن” والتي من خلالها تطوير كتاب صوتي بربع القيمة المترتبة عن المشاريع التقليدية. وقد أوضح كاميس تايلان المدير العام لـ”ديب زن” أنه “وقعوا اتفاق ترخيص مع كل الأصوات التي يستخدمونها”.

وأشارت ناطقة باسم شركة “أوديبل” العملاقة في مجال الكتب الصوتية، التابعة لمجموعة أمازون الأميركية، إلى أن رواية القصص الاحترافية ضرورية للاستماع، وأضافت “مع ذلك، مع تحسن التكنولوجيا، نتصور مستقبلاً يمكن أن يتعايش فيه التفسير البشري والمحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي”. ونفت كل الشركات التي تواصلت معها وكالة فرانس برس هذه الممارسات.

وقالت رئيسة جمعية رواة الكتب المسموعة المحترفين إميلي إليت إن “سرد القصص، في جوهره، هو السماح للبشر بإعادة الاتصال بإنسانيتهم”. وتعتبر إليت بأن “رواية القصص يجب أن تظل بشرية بالكامل”. ويقول كاميس تيلان مدير عام “ديب زن” إن “السرد الآلي للقصص يفتح الباب أمام جميع الكتب الموجودة التي لم تُسجل (بالصوت)، وجميع الكتب المستقبلية التي ما كانت لتتحول أبداً إلى كتب صوتية بسبب القيود الاقتصادية”، مشيرًا إلى أن نمو السوق سيفيد الممثلين الصوتيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى