سياسة

طوفان الاقصي .. الزَّلْزال … لماذا ..؟؟

 

محمود وني

 

انه من النظرة الاولي للمشهد في الشرق الاوسط قبل يوم 7 أكتوبر سنجد أن  اسرائيل كانت تعيش في  قمة اجواء الانتصار بكافة معانيه ففي 15 سبتمبر 2020  تم التطبيع الإماراتي الإسرائيلي و التطبيع البحريني الإسرائيلي  بتوقيع اتفاقية أبراهام للسلام بمباركة الرئيس الامريكي ترامب وفي 10 ديسمبر 2020 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي على  تويتر  أنَّ المغرب وإسرائيل. اتفقا على تطبيع العلاقات  بينهما بوساطة أمريكية.  كما صرحت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة  في لبنان أن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل “إنجازا تاريخيا يمكن  أن يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة “. وفي حديث لصحيفة إيلاف الإلكترونية  قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن القضية الفلسطينية  لن تكون عائقاً أمام عملية السلام وهو أمر أثبتته اتفاقيات أبراهام. وعدد الوزير الإسرائيلي  الإنجازات السياسية والتجارية التي حققتها إسرائيل  مع دول في العالم العربي والإسلامي كإرسال بعثة إلى تركيا لتحسين العلاقات وتوقيع اتفاقية تجارية مع  الامارات وافتتاح أول سفارة أذربيجانية  في إسرائيل وافتتاح سفارة تشادية في إسرائيل وافتتاح سفارة إسرائيلية في تركمانستان أيضاً زيارته إلى السودان  ووضع أسس لاتفاقية سلام مع الخرطوم. في اجواء الانتصارات الاسرائيلية هذه خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع شبكة CNN، قال فيها إنه “من المرجح” أن تتوصل إسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية  فيما قد يمثل تحولا كبيرا في السياسة الخارجية لكلا البلدين مع اقترابهما من التوصل إلى اتفاق بوساطة الولايات المتحدة. وأن ذلك “سيغير الشرق الأوسط إلى الأبد إذ سيهدم جدران العداء ويخلق ممرا من خطوط أنابيب الطاقة وخطوط السكك الحديدية وكابلات الألياف الضوئية بين آسيا عبر السعودية والأردن وإسرائيل والإمارات”. في هذه الاجواء كانت اسرائيل قد وصلت لقمة نجاحها فتربطها بمصر والأردن معاهدة سلام وسوريا بأوضاعها الحالية لا تستطيع الدخول في حرب وكما قال كيسنجر سابقا  “لا حرب بدون مصر .. ولا سلام بدون سوريا ” والعراق تم تقسيمه طائفيا وليبيا  ميلشيات وحكومتين وبرلمانيين والكل يتصارع  علي السلطة أما باقي الدول العربية فمعظمها يلهث لدخول قطار التطبيع وأسقط تماما قرار مؤتمر القمة بالخرطوم ( لأصلح ولا تفاوض ولا اعترف ) عمليا امام هذا الواقع الجديد . واقتنعت اسرائيل انها قد حيدت كل الجيوش العربية في المنطقة وحققت الامان لنفسها فطوال صراعها مع العرب كانت الجيوش العربية هي الاداة القادرة علي ذلك وألان اصبحت خارج المعادلة . في الوقت الذي تشهد فيه الأراضي الفلسطينية المحتلة ممارسات عنصرية تهدف إلى الضم والتهجير والتهويد والاستيلاء على الأراضي وتعميق الاستيطان والفصل العنصري والعدوان العسكري والمساس بالمقدسات خاصة تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وإقامة إسرائيل عدداً كبيراً من المستوطنات الغير قانونية  بموجب القانون الدولي التي انتشرت في مختلف أرجاء الضفة الغربية وقطاع غزة مع تركيزها في مناطق معينة تمكنها بسهولة من تجزئة الأراضي الفلسطينية  إلى أجزاء  يصعب معها التواصل الجغرافي بين التجمعات السكانية الفلسطينية  وكان إنشاء هذه المستوطنات يرافقه (مصادرة الأراضي وتجريفها واقتلاع الأشجار – إقامة المواقع والحواجز العسكرية – شق الطرق الالتفافية).  والحصار الاسرائيلي على قطاع غزة لمدة  17 سنة منذ عام 2006 واشتد هذا الحصار من يونيو 2007 وعملت  اسرائيل على ترسيخ سياسـة عزل قطاع غزة من خلال فصله عن الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وبذلك تكون اسرائيل قد فرضت على سكان قطاع غزة شكلًا غير مسبوق من أشكال العقاب الجماعي في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. وخلال هذ السنوات من الحصار شنت القوات الإسرائيلية العديد من الهجمات على قطاع غزة :

– عملية الرصاص المصبوب (27 ديسمبر 2008) استمرت 21 يومًا قتل فيها 1436 فلسطيني وأصيب حوالي 5400 آخرين  بينهم عدد كبير من النساء والأطفال وتدمير نحو 4100 منزل وتضرر 17500 منزل آخر.

– عملية عمود السحاب (14 نوفمبر 2012)  استمرت ثمانية أيام قتل فيها 162 فلسطينياً وأصيب ما يقرب من 1300  ودمر 200 منزل بشكل كلي 1500 منزل آخر بشكل جزئي

– عملية الجرف الصامد (8 يوليو 2014) استمرت 51 يوم قتل فيها 2147 فلسطينيًا (بينهم أسر بأكملها) وجرح 10870 آخرين.  وتضرر 17123 منزلا منها 2465 دمّر بشكل كلي. 

– عملية حارس الأسوار (10 مايو 2021) استمرت 11 يومًا أسفرت عن مقتل 254 فلسطينيًا بينهم 66 طفلًا و 39 امرأة و 17 مسنًا  إضافة إلى إصابة نحو 1948 وخسائر فادحة في البنية التحتية في قطاع غزة 

وفي يوليو 2023  قامت القوات الإسرائيلية بعملية واسعة النطاق استمرت على مدى يومين في مخيم جنين للاجئين ومدينة جنين قُتل فيه  12 فلسطينيًا من بينهم أربعة أطفال وإصابة 143 فلسطينيًا بجروح وإلحاق اضرار بالمئات من الوحدات السكنية في مخيم جنين حيث بات بعضها لا يصلح للسكن. وتهجير ما يربو على 500 أسرة فلسطينية  تضم أكثر من 3,500 فرد.

وجاء طوفان الأقصى .. الزلزال الذي هدم المعبد علي رؤوس بنية وأفاق الإسرائيليون علي انهيار انتصاراتهم . فالجيوش العربية في اماكنها لم تتحرك وما تم لم يكن من جيش دوله ولكنها مجموعات مقاومة. طوفان يقوده اصحاب الارض وأصحاب القضية الاصليين وهذا ما ذاد من شعور الذعر والخوف لدي قادة هذا الكيان الصهيوني الذي لم يجد الا سبيل واحد هو الاستعانة بالأب الغير شرعي امريكا ليسمع العالم العربي رئيس امريكا يقول:

 ” لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان علينا اختراعها ” ولكن اين هم حكام العرب مما قيل لقد عرفت اسرائيل ان موعد الحقيقة قد حان فقد عرف اصحاب الارض كيف يقاتلون ويضربون الجيش الذي لا يقهر وكان ما جاء في الصحف الإسرائيلية دليل لا يقبل الشك عن حالة الهلع والرعب التي عاشها الكيان الصهيوني  (تاريخ سيبقى عارًا على إسرائيل – انتصار حماس فشل إسرائيلي على نطاق هائل – صحيفة هآرتس) (فشل ذريع لإسرائيل – لقد انتصرت حماس فى معركة نفسية كبرى أيضًا وستبقى ذكراها خالدة إلى الأبد – يديعوت أحرونوت).

انهارات احلام التطبيع فها هي الشعوب العربية تنتفض وتخرج بالملايين للشوارع تعلن تائيدها للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية وانهار مشروع اسرائيل من تفريغ قطاع غزة وترحيل سكانه الي مصر وسكان الضفة الي الاردن امام موقف مصري  أردني واضح بان ذلك لن يحدث وهذا ما اكده ايضا الفلسطينيون بأنهم لن يتركوا ارضهم .

ان الذعر الحقيقي  للإسرائيليين يكمن في ظهور حقيقة رفض وجودهم من الشعوب العربية كافة مما دفع الرئيس الامريكي بايدن ان يقول :

 هجوم حماس استهدف تعطيل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل . والحقيقة التي انكرها بايدن ان الشعوب العربية كافة لا تقبل بالتطبيع فليهنأ بايدين ونتنياهو بحكام التطبيع فالشعوب العربية لن ولن تقبله .

 

 

مقالات ذات صلة

‫63 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى