تحقيق: ضحايا مسجد كرايستشيرش بنيوزيلندا تُركوا 10 دقائق وسط فوضى الهجوم

سلطت صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على نتائج تحقيق جنائي جديد كشف كيف ترك الضحايا والمحتضرين في هجوم إرهابي لعنصري أبيض على مسجد في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا، بمفردهم في المبنى لمدة عشر دقائق في الفوضى التي أعقبت إطلاق النار الجماعي عام 2019، حيث أثارت بلبلة وتقارير لا أساس لها من الصحة… ومن الصحيح أن يغادر المزيد من رجال الشرطة المسلحين المكان ويسارعوا إلى مواقع أخرى.

وسط عدم اليقين بشأن ما إذا كان هناك المزيد من الهجمات وشيكة، لم يدخل المستجيبون الأوائل مسجد النور، وهو أول مسجدين في نيوزيلندا هاجمهما المسلح الأسترالي، إلا بعد 30 دقيقة من انتهاء الهجوم.

ظهر جدول زمني تم التحقق منه للاستجابة الطارئة لمذبحة 15 مارس 2019 علنًا لأول مرة منذ إطلاق النار الجماعي عندما تم عرض لقطات المراقبة يوم الأربعاء أثناء التحقيق الجنائي في مقتل 51 من المصلين المسلمين. وأصيب عشرات آخرون في الهجوم.

وأوضحت الصحيفة أن برينتون تارانت، البالغ من العمر 28 عامًا، وهو رجل أسترالي تحول إلى التطرف عبر الإنترنت وانتقل إلى نيوزيلندا في عام 2017، حيث اشترى أسلحة وخطط للهجوم بدافع الكراهية، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة دون الإفراج المشروط في عام 2020 بتهم تتعلق بـ القتل والشروع في القتل والإرهاب. وخلص تحقيق في عام 2020 إلى أن الوكالات الحكومية النيوزيلندية لم يكن بإمكانها إيقاف المذبحة مسبقًا “إلا عن طريق الصدفة”.

لكن لم يدقق أي تحقيق آخر قبل التحقيق الجنائي في كيفية رد السلطات النيوزيلندية بعد أن فتح المسلح النار. في حين أن تصرفات ضباط الشرطة في اعتقاله بعد 19 دقيقة من بدء الهجوم حظيت بإشادة واسعة النطاق، إلا أن الكثير ممن استجابوا قالوا إن الهجوم، الذي وقع في بلد مسالم نسبيًا حيث تندر جرائم الأسلحة الخطيرة، واجههم بمشاهد لم يتوقعوها أبدًا.

وأوضحت الصحيفة أن السؤال الذي ظل عالقا لدى بعض الأقارب المكلومين في السنوات التي أعقبت الهجوم “يدور حول سبب ترك أحبائنا في المسجد دون أي إجراء فوري لبعض الوقت ولم تسمح الشرطة لنا أو لأي شخص آخر بإخراجهم”. يقول رشيد عمر، الذي يمثل العديد من العائلات الثكلى. – في إفادة مكتوبة قبل بدء التحقيق. استشهد ابنه طارق عمر 24 سنة في مسجد النور.

وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة من المسجد، والتي تم عرضها في المحكمة يوم الأربعاء، أربعة ضباط شرطة من فرقة المجرمين المسلحين – أول من دخل المبنى بعد الهجوم – يركضون إلى سيارتهم ويغادرون عندما علموا أن تارانت فتح النار على أحد المصلين. المسجد الثاني في المدينة: مركز لينوود الإسلامي.

وقبل أن يُطلب منهم مغادرة مسجد النور، حيث قُتل 43 شخصًا، بدأ الضباط في فرز الجرحى. لكن الضمادات سرعان ما نفدت، فاتصلوا بأجهزة الراديو الخاصة بهم، بإلحاح متزايد، للمسعفين. وقال اثنان للتحقيق في المحكمة العليا في كرايستشيرش هذا الأسبوع إنهما لا يفهمان سبب وصول أي منهما.

وسئل أحدهم عما يعتقده أنه سيحدث للضحايا الناجين عندما غادر المسجد. قال: “لم أكن متأكداً”. وأضاف أن مهمته كانت اعتقال المسلح.

وبعد مغادرة الضباط الأوائل، مرت حوالي عشر دقائق قبل أن يدخل أي شخص آخر إلى المسجد. وفي الساعة 2:15 بعد الظهر – بعد ربع ساعة من اصطدام تارانت بسيارته واعتقاله أثناء محاولته الوصول إلى مسجد ثالث – رافقت الشرطة المسلحة اثنين من المسعفين إلى الداخل.