ربيع جمال الجوهرى يكتب عن (روشتة علاج بسيطة في تربية الأبناء)
يخطىء من يظن أن تربية الأولاد تتلخص في توفير متطلبات الحياة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن!!
لكن الموضوع- يا أسيادنا- أعمق من ذلك بكثير فأولادنا يحتاجون إلي تربية سليمة ومراقبة مستمرة في سلوكياتهم وبيان الصحيحة منها وتشجيعها ومعرفة الخاطئة منها ومعالجتها
فكل مرحلة عمرية تحتاج لذلك فمعاملة الولد في سن الطفولة يختلف عن معاملته في سن الشباب والمراهقة حتي يصل إلي سن الرشد وهو في أتم صحته النفسية ويكون عضوا نافعا في المجتمع وليس نشازا
المهم إن في كل حالة من الحالات السابقه فإن للطفل احتياجات ومشاعر واحاسيس يجب ان يراعيها الاب والام في تربيتهما له
وأخص بالذكر فترة البلوغ والمراهقة فهي أشد مراحل الطفل التي تحتاج إلي دقة في المعاملة عن طريق النصح والتوجيه والإرشاد
ومن وجهة نظري المتواضعة فإن مواقع التواصل الاجتماعي هي المسئولة عما نحن فيه من عبث أخلاقي وما هي الا بلاء أصاب المجتمع المصري ، فهذه المواقع سواء الفيس،أو الماسنجر أو الايمو أو الواتس وغيرها أذا أساء الولد استخدامها فلن نجد منها الا المهازل من علاقات محرمة وصور ورسايل وبلاوي سوداء والله..
فالولد أو البنت وهو في سن المراهقة الأولى يحتاج الي العاطفة ويشتد ميله إلي الجنس الأخر
ومع انتشار الفيديوهات الزبالة التي يراها أمام عينيه ومشاهدته للمسلسلات الهابطة مع وجود (شلة خربانة من الأصدقاء )تجده من السهل أن يبحث عن علاقة محرّمة يملأ بها وقت فراغه القاتل
فمثلا تجد الفتي او الفتاة ينشئء صفحة فيس باسم مستعار ويتحدث الي فلان وفلانة، ومن هنا تبدأ المصائب والابتزازات بالصور والاسكرينات،وتجد الشاب يفعل ذلك دون خوف من دين او قانون وكذلك البنت التي تقع في هذا المستنقع العفن ، وبالبلدي كده (الاب والام نائمون في ميّة الجرجير) لأنهما أعطيا الابن والابنة الثقة الكاملة..ولو هناك تبرير بأن الأب دائما مطحون في عمله علشان يوفر لأولاده حياة كريمة ، لكن مهما يكون فهو المسئول الأول والأخير عنهم.
وأكثر من يتم اغراؤه هي الفتاة بسبب إن عاطفتها أقوى، و(كلمة تجيبها)و(كلمة توديها)
الي جانب وجود وقت فراغ كبير فتجد الكثير منهن يجلسن ساعات طويله في البيت علي الواي فاي أو الباقة ، وطبعا الشاب المبجل بيستغل سذاجة الفتاة ويستغلها لكي يرضي غروره بإنه واحد( حبّوب ومحبوب) وهكذا مما نسمعه في حياتنا يوميا
أنا لا أنكر أن الجميع يعاني ويحمل هم تربية أولاده وسط هذا العبث والقبح وإنعدام القيَم
لكن لدي يقين بأن الله سيربيهم لي ولك
نعم هو من سيربيهم والمطلوب مني ومنك ألا تُدخِل في جوفهم لقمة حرام
نعم سيربيهم لو أخرجنا الصدقات وجعلنا ثوابها لهم
نعم سيربيهم إذا سعينا في الخير وقضاء حوائج الغلابة فالدعوات منجيات.
نعم سيربيهم إذا قلنا قولاً سديداً ولم تننافق ولم نظلم ولم نستغل
نعم سيربيهم إذا سرنا جابرين للخواطر
نعم سيربيهم إذا اتقينا الله في أبناء الناس وفي كل طفل فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواسي طفلاً في فقد عصفوره الصغير أو كذلك كان
يطيب خاطر اليتامي
وأخيرا كن قدوة لهم ما إستطعت ودعهم يرون منك ولايسمعون منك ، دعهم يرون تقواك وعملك الصالح
والله لن يضيع أولادك
ولاتخف وتوكل عليه وكن علي يقين بإنه سيربيهم
فاللهم أصلح حال أولادنا وإحفظهم من كل سوء.