فن وثقافة

جمال عبد الناصر يكتب: وليد عوني.. ثورة فى المسرح ومشهدية مغايرة للسائد

أول عرض شاهدته للفنان وليد عوني كان عام 1998، ووقتها كنت في بداية شغفي بالمسرح وعالمه، وكان العرض بعنوان «أغنية الحيتان». وأذكر أن من دعاني للمشاهدة هو صديقي المخرج هاني عفيفي، الذي كنا في ذلك الوقت نقدم العروض المسرحية معًا في جامعة القاهرة. لقد كان حافزي للدراسة في كلية دار العلوم. .

ولم يسبق لي في ذلك الوقت أن رأيت مثل هذه العروض التي تختلف عما كان سائدا في المسرح المصري والعربي. بعد العرض، غمرتني حالة من الانبهار، وأصبحت شغوفاً بكل عروض الفنان وليد عوني. بعد ذلك واصلت مشاهدة عروضه: «حارس الظل»، شهرزاد كورساكوف، «أسرار سمرقند»، «تحت الأرض»، «محمود». مختار ورياح الخماسين وبنات بحري وغيرها من العروض.

حضرت أمس احتفال وزارة الثقافة المصرية بالذكرى الثلاثين لتأسيس الفرقة على المسرح الكبير، بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، والدكتور خالد داغر رئيس الأوبرا. بيت، وعراب الرقص المسرحي الحديث في مصر، الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق. كرم وليد عوني تلامذته والأجيال التي خرجت من تحت عباءته، وكرّم الراقصين والأساتذة ومساعديه من تقنيين وتقنيين، كنوع من العودة إلى شركاء النجاح ومبدعي الإبداع. في جميع عروضه.

قدّم وليد عوني، أمس، إحدى روائعه بعنوان «حتى لا تتبخر الأرض»، وعشنا مع أفكاره ومفرداته المبهرة دائماً على مستوى الصورة. ويخلق لنا مشهداً مختلفاً عن كل ما هو مألوف من مفردات بصرية وسمعية وحسية. لقد أحدث وليد عوني ثورة في المسرح المصري، كما فعل ماير هولد. قامت ثورته في روسيا بالاعتماد على فيزياء الجسد في نظريته عن الجسد. وبلغت العروض التي قدمها وليد عوني ما يقارب (34) عرضاً أحدثت الثورة الفنية وأنشأت نوعاً من المسرح لم يكن موجوداً في المنطقة العربية بأكملها. تحية وشكر وتقدير لهذا المبدع على ما قدمه للمسرح المصري والعربي. من تجارب غيرت جماليات الرسم المسرحي الذي كان سائدا شكلا وموضوعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى