اجتماعياتالعالمتقاريرفن وثقافةمحافظاتمصرمقالاتمنوعات

سلسلة فنجان قهوة بعنوان (وجدان6)

كتب الشاعر / منصور جبر

 

 

ربما

 

ربما يكون خيرا

يضيق بك الهم ، ويحاصرك الغم ، ويشتد بك الحزن ، ولا تدري ربما وراء ذلك خير أنت لا تعلمه

 

تتأخر عن ركوب طائرة .. لا تقلق ، ربما وراء ذلك خير ، فقد نجَوت من كارثة

 

تنام عن موعد هام .. أنت لا تدري ، قُل : ربما

 

فتاة حالمة تزوجت منذ سنوات ، تتمنى أن يرزقها اللهُ ذرية ، هي لا تدري .. ربما

 

رسب شاب في دراسته بعد أن أجهد نفسه في المذاكرة .. قد يتعلم مهارات جديدة في العام المُقبل .. ربما

 

مَرِضَ وصار طريح الفِراش ، قد يتخذ من مُكثه في منزله أو بالمشفى فُرصةً لمحاسبة نفسه ، أو مراجعة أفكاره ، أو تُرفع له درجاتٌ عند الله .. ربما

 

جاءها بُهتان عظيم ، فحزِنَت وبكت ، وغَضِبَ والدها ، وقَلِقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت براءتُها من السماء { لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيرٌ لكم } .. ربما

 

سَخِرَ منه أقرباؤه ، وطورِدَ من جماعته ، ونُفِيَ من وطنِه ، وتكالبوا على قتله ، فكان وراء ذلك نصرٌ مبين ، وخير عظيم { لا تحزن إن الله معنا } .. ربما

 

طارده أعظمُ طاغية في الدنيا ، وحاصره بجيش عظيم ، فصار البحرُ أمامه والعدو خلفَه ، فقال أصحابه { إنا لمُدرَكون } ، فشق اللهُ له البحر ونجاه .. ربما

 

تخرج من وظيفتك .. لا تدري .. قد يُفتَحُ لكَ في تجارة حُرَّة .. ربما

 

وُلِدْتَ بإعاقة .. أو أُصِبْتَ بها .. ربما تصير عبقرياً .. أو مُلهَماً .. أو محبوباً .. وربما يَرفَعُ اللهُ لك بذلك دَرَجاتٍ في الآخرة

 

فقيرٌ بائس .. لكنه سعيدٌ ينام قرير العين .. ربما

 

بيتُهُ صغير .. لكنه يلتقي بأسرته وأطفاله كل يوم يتسامرون ويتضاحكون .. ربما

 

قَدَّمَ والديهِ على نفسه وأطفاله .. وتفانى في برهما .. لا يدري ، قد يرزقه اللهُ ذريةً تكافئُ صنيعَه ببرٍّ أكبر .. ربما

 

تمرُّ الليالي والأيام بين واقعٍ نعيشه ، وأملٍ يرسُمُ أمامنا عبارةً جميلةً تقولُ : ربما

 

لا تدري ، قُل : ربما يكون خيراً .. اليوم أو غداً أو بعد غد .. وإن لم تجده هنا فربما يوم القيامة .. ربما

مقالات ذات صلة

‫13 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى