الاديبه نجوى حجازى تسأل ..أين الرقابة على النقابة ؟
يقول الشاعر في حظ المعلم :
وأذكر أنني ما كنت يوماً
بمن ظلم المعلم مستهينا.
يضيف علاوة ويسوق خصماً
ويبني حوله سورا متينا.
ويسمح لحظة للحلو يسري
ولكن المرار يساق حينا .
يبدو أن المعلم في بلادنا لا يملك تغيير وضعه إلا من خلال بيع علمه وعلومه ، والضغط على مقدرات الناس واستغلال حاجة أبنائهم للفهم والنجاح .
فحتى وإن كنت لا أؤيد هذا الفعل إلا أن وزارة التربية لم تفسح له طريقة أخرى للعيش الكريم بتلك الرواتب المتدنية والمعاش الغير آدمي لإنسان أفنى عمره في إزالة ظلمة الجهل وتطوير الأذهان والعقول .
وربما يزداد الطين بلّة مع المعلم حين يحاول من خلال سنوات خدمته الطويلة اقتطاع جزء من راتبه بالاشتراك في النقابة على أمل أن يخرج في النهاية بمكافأة ومعاش يعينه على مصاعب الحياة ،فإذا بحلم السنين يتحول إلى كابوس عظيم حين يصل إلى سن المعاش ليحصل على مكافأة زهيدة ومعاش أشبه برسالة فارغة ، فهل من المعقول عقلاً ومنطقاً أن نقابة من أغنى النقابات في مصر ، يبلغ معاش المعلم فيها مائة جنيه شهرياً ومؤخراً يحرمون الورثة من المعاش ، إضافة إلى تفاوت قيمة المكافأة النهائية من معلم إلى آخر .
وحين أصف هذه النقابة بأنها من أغنى النقابات في مصر فأنا لا أبالغ و لدي سند في ذلك فمقدرات المعلمين يتم استثمارها في مشاريع استثمارية ومن خلال نوادي المعلمين المنتشرة في ربوع مصر .
فهل تنكر نقابة المعلمين القضية المرفوعه ضد إحدى الشركات السياحيه المستأجره لديها إحدى النوادي وتطالب فيها النقابة الشركة بمبلغ يصل إلى حوالي ١٢ مليوناً من الجنيهات عن سنة واحدة .
وهنا اتحدث عن استثمار واحد من استثمارات النقابة فماذا عن المشروعات الأخرى والتي تتم من خلال عرق المعلم وصحته وسنين عمره .
هل يعقل في ظل هذه الظروف وذلك الغلاء أن يكون استثمار سنوات عمر المعلم مائة جنيه يتقاضاها كل ثلاثة أشهر مجمعه وإذا توفاه الله حُرم الورثة من هذا النعيم ؟؟؟
ربما لا أعلم هل هذه النقابة وغيرها يتم التفتيش عليها من قبل جهة ما في الدولة أم أنها تدار من تلقاء بعض القائمين ولذا سأطرح هذا السؤال علّني أحصل على الإجابة ألا وهو أين الرقابة على النقابة ؟