مقالات

الجعار والهجاص وبينهما خمورجى وطبال

..بوضوح

محمد عبدالدايم

على مدار يومين شاركت دورة تثقيفية وتدريبية اقامها منتدى الإعلام الرياضى فى نسخته الأولى، بالشراكة مع الشركة المتحدة للرياضة وشركة30N ورابطة الكتاب الانجليز ، وفى جلستها الأولى التى حضرها الوزير د.اشرف صبحى وقيادات المتحدة للرياضة برئاسة محمد يحيى، كانت الجلسة الحوارية الأولى وعنوانها السوشال ميديا وتأثيرها على المحتوى الاعلامى الرياضى ، والتى ادارها الاعلامى المتميز سيف زاهر وعددا من المختصين، بينهما لاعب الكرة ميدو والذى اهال التراب على الصحفيين دون أن يرده احد من الزملاء الحاضرين، وهو يجهل طبيعة عمل الصحفى وعلاقته بالنقد والتحليل ، وراح يحكى فى اشياء خارج موضوع الندوة، وهو ما استفزني لدرجة مقاطعة سيف زاهر الذى انتبه للمقاطع طالبا منى توضيح؟! فقلت ان ميدو خرج عن سياق العنوان موضوع الندوة، وقد اتينا جميعا لنعرف أكثر عن ألاسباب والمسببات والحلول لتاثير وسائل التواصل الاجتماعى على المحتوى الاعلامى الرياضى ..فاجاب “زاهر” سأعطيك الكلمة بعد أن ينتهى “ميدو” مما يحكى فيه ولن اتحدث فى هذا المقال عما قال.. “وشرد”لدرجة انه قال مستغربا ..هو عنوان الندوة ايه؟! مما اضحك الحضور على محاضر يتحدث فى ندوة على الهواء ولا يعرف عنوانها، حتى ان الوزير اشرف صبحى تداخل موضحا بعض الجوانب الخاصة بالندوة وعلاقتها بالإعلام ومانصبو اليه وبطريقة عدى ياليلة عدى اليوم، الأول والكل غرد خارج السرب حتى جاء اليوم الثانى وهو موضوع المقال ،الذى لانستطيع فصل محتواه فى اليوم الأول عن اليوم الثانى، خاصة وان موضوع اليوم الثانى نفسه ارتبط ارتباطا وثيقا بنفس عنوان اليوم الأول، حيث كان العنوان “نحو اعلام رياضى خال من التعصب ” والتى ادارها تامر صقر بصحبة عدد من الزملاء والاكاديمين، وللأسف ماحدث فى اليوم الأول تكرر ثانية، وراح الجميع يتحدث فى اشياء بعيدة كل البعدة عن الظاهرة واسبابها وعلاجها ،وهو الأمر الذى اغضب الحضور حتى اننى شعرت بالضيق من الإعلام وإدارة المنتدى الذى لم يحسن اختيار المحاضرين، باستثناء الضيوف الأجانب الذى جاءوا بمحتويات تعليمية نحن بحاجة إليها بالفعل وقد افاضوا باحترافية شديدة فى الشرح والتوضيح والنقاش، وهنا يبرز الفارق بين إعلام تصدر مشهده جعار ينعق ليلا نهار وهجاص ينادى كمنادى السيارات ويقدم مغالطات اخبارية وكروية وخمورجى يطلق فديوهات من على سرير نومه واخر يمسك طبله وزماره لينشد قصائد مديح لاسياده واولياء نعمه ،وقرد متعصب يتنطط على الحبال ،مستغلين الثورة المعلوماتية وما جلبته لنا العولمة فى العشرين سنة الفائته او الماضية .. عودة للندوة التى اراد تامر افند صقر إنهائها دون تقديم معلومة واحدة منه ومن المحاضرين عن موضوع الندوة ، وكان لابد من التدخل بعدما انتظرت طويلا، لعلى اجد زميل يجيش بما فى صدرى ،لكن لم أجد بديل عن التدخل ،وقبل أن ينتهى صقر من الندوة قاطعته مكررا سؤالى الذى طرحته فى اليوم الأول، وللأسف لم أستطع اخذ الكلمة لكثرة بهاليل الوزير ودراويش المتحدة للإعلام ،الذين ضجت بهم القاعة ولم نجنى اية فائدة من الموضوع كله،عموما تدخلت وسارع احد المنظمين باعطائى المايك ،لاعاتب اخونا صقر عن تجاهله للحضور وعدم مشاركتهم فى الحوار قاصرا المناقشة على المنصة ومن جلس عليها وتحدثت عن السوشال ميديا وتاثيرها على المحتوى الاعلامى الرياضى وربطت بينها وبين ظاهرة التعصب، التى اججها واشعل نيرانها السنوات الفائتة ظهور قنوات اليوتيوب وصفحات الفيس وتويتر والمنصات بمختلف محتوياتها، حيث كانت احد اهم الاسباب التى لن يستطيع احد ايقاف انفلاتها او محاسبة مايطرحه البلهاء من امثال الجعار والهجاص والخمورجى والطبال وحملة المباخر، وهو الامر الخطير والاول فى اسباب الظاهرة وغيرها من الظواهر التى خربت مجتمعاتنا واضرت باجيال كثيرة فقدت الوعى والانتماء والولاء والهوية ، بسبب ظهور السوشال المديا التى جاءت لدمار مجتمعاتنا وخرابها، حتى انى تحدثت عن الاطفال فى عمر الزهور والذين يجلسون ويقضون الليل كله على الموبايل، من اجل العاب الترفيه والفديو جيم القاتل، وطالبت وزير الرياضة الذى غاب عن الجلسة الثاتية بضرورة ان تطلع وزارة الرياضة، وهى المنوط بها مع وزاراة اخرى كالتعليم برعاية النشئ، وحمايته من الكارثة التى المت بنا جميعا ،دونما تقديم اية حلول واضفت ان السبب الثانى فى ظاهرة التعصب يرجع الى التربية وهذا موضوع يطول شرحه ، اما ثالث الأسباب فيعود إلى اوضاعنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أيضا ، والسبب الاخيرة هو الادارة الرياضية، التى إدارة بفكرة الكيل بمكيالين وتحيزت بشكل سافر واعمى لاندية على حساب اخرى، وهو ما ضرب الرياضة والرياضيين فى مقتل وخلق لنا ظاهرة البهاليل من الاعلاميين الذى قادونا الى كارثة شقت الصف الشعبى واججت مشاعره بما يقدمونه من محتوى هابط بحجة التنافسية ..والى لقاء اخر نبحث فيه مع المختصين عن آليه لضبط الإعلام من الهيافة وابعاد هولاء الافاقين عن المشهد .

m_abdaim@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى