استشهاد صائد الجواسيس .. وكابوس الاحتلال البطل القائد يحيى السنوار .. ماذا بعد الآن ؟! وهل إيران لها يد فى استشهاده ؟

بقلم بسمة مصطفى الجوخى
وهكذا أسدل الستار على قصة أسطورية مشرفة وكأننا رجعنا إلى الوراء ،
وتذكرنا المجاهد الليبى” عمر المختار” الذى كان يردد دائما نحن «لا نستسلم ننتصر أو نموت وهذه ليست النهاية بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التى تليها أما أنا فإن عمرى سيكون أطول من عمر شانقى »
وكان دائما فى مقدمة صفوف المجاهدين يحارب عدوه لآخر نفس ،
وهكذا هو القائد العظيم يحيى السنوار الشهيد الحى وسط أمة ميتة ،
وذكراه الخالدة ستكون أطول من عمر شانقه ولكن نهاية القائد السنوار واستشهاده بهذه الطريقة هى أعظم نهاية ،
أحزنت قلوبنا وأبكيتنا ولا نملك سوى الصبر على استشهادك أيها القائد الباسل ،
وستكون صورتك الأخيرة أمام أعيننا دائما لقد ألقنت درسا للأمة بأكملها فى « الإيمان بالله و الرجولة والشجاعة والعزة والكرامة والقوة والشموخ »
هنيئا لك الشهادة التى طالما تمنيتها ،
جلست وسط الرماد مبتور اليد ترعب العدو رغم ذلك ،
وعندما يأتى الحديث الآن عن حركة المقاومة الفلسطينية نقف قليلا ،
لأن هذا يختلف كثيرا عن ما يسمى حزب الله التابع لإيران وإعلان اغتيال حسن نصر الله ، فلا يوجد أى مقارنة نهائيا
المؤشرات الآن ذهبت جميعها إلى تأكيد استشهاد القائد يحيى السنوار ،
وإذا كان استشهاده حقيقيا ،
فهو استشهد بالزى العسكرى ممسك بيده سلاحه يواجه أعدائه يحارب مع أفراد حركة المقاومة لآخر نفس ،
وهو دائما كان يصرح بإنه يخشى أن يموت فى فراشه مثل البعير ،
لإنه يريد أن يموت شهيدا وهو يقاتل عدوه ،
وقد استجاب الله لدعوته ،
رحمه الله وأدخله الفردوس الأعلى مع الشهداء والصدقيين،
ولأن السنوار غير الباقيين فهو لم يخوض أى تحريض على مصر فترة ثورة ٢٥ يناير ،
أو أى تلميح أو تدخل فى شئون مصر ،
ولم يشترك فى أى غدر تم تجاه جنود الجيش المصري قبل وأثناء الثورة،
ولإنه كان فى هذا الوقت فى سجون الاحتلال الغاصب ،
وعند خروجه كان هو مهندس التقارب مع مصر وحل وتصفية الخلافات بعد إزاحة الإخوان من الحكم ،
مر الآن عام كامل على عملية طوفان الأقصى ونتاجها الإيجابي والسلبي ،
قطعا ما عاشه الشعب الفلسطيني وتحديدا أهل غزة لا يوجد شىء لوصفه فقد أذاقو كل أنواع العذاب ،
والأهانة من إبادة وتجويع وتهجير ، وما يحدث فى سجون الاحتلال الغاصب تجاه الفلسطينيين ،
ومثلما أعاد طوفان الأقصى القضية الفلسطينية للواجهه مرة أخرى وتضامنت معها معظم الدول والشعوب ،
وكبدت عصابة الاحتلال اللقيط خسائر كثيرة على جميع المستويات ،
إلا إن نتاجها كان شديدا على أهل غزة وما عاشوه ،
ولكن ما فعلته حركة المقاومة هو من أجل فلسطين ،
لإنه إذا تم فوز ترامب فى الإنتخابات الرئاسية الأمريكية،
ستنتهى القضية الفلسطينية لإنه لا يريد حل الدولتين ولا يؤمن إلا بدولة واحدة وهى إسرائيل المزعومة ،
فكم من بلاد تحررت بدماء مئات الألوف من شعبها ولنا فى ذلك أمثلة كثيرة منها مصر والجزائر ،
ولكن الأمر يختلف فى غزة فعددهم لا يحتمل هذا ،
وللأسف تأملت حركة المقاومة كثيرا فى إيران وظنت فيها خيرا ،
واعتمدت على مبتغى إيران من إزاحة القوى التى أمامها وهى الاحتلال الإسرائيلي ،
وهى لا تعلم أن إيران والكيان المظلم وجهان لعملة واحدة ،
وقوتين تغذيهم حكومة العالم الخفية وقطعا هاتين القوتين يتعاملون مع بعضهم بأمر أمريكا ولكن فى نفس الوقت ،
تنتظر كل قوى منهم اليوم الذى تتخلص فيه من الأخرى ،
ومثل ما قال الله عز وجل فى كتابه الكريم ﴿ ويوم يقول نادوا شركاءى الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا ﴾
إيران مبتغاها السيطرة والحكم والخلاص من أكبر عدد من أهل السنة ،
وتحديدا أهل غزة لإنهم خطر عليهم وعلى حكومة العالم الخفية ،
والكيان الصهيونى يريد أيضا السيطرة والتحكم والاستيلاء على ثروات الدول وإقامة دولته المزعومة إسرائيل الكبرى ،
ومن يقول أن استشهاد السنوار لعبة سياسية ،
كم نتمنى إنها تكون لعبة ونرى القائد السنوار مرة أخرى ،
يحضر لطوفان جديد لإبادة هذه الاحتلال الغاصب نهائيا ،
ولكن الشهيد البطل رفض الخروج مع عائلته من غزة ،
وسلم توصيات حول الأسرى لمرافقيه قبل اشتباكات رفح ،
كما إنه دخل في خلاف مع إيران قبل استشهاده بسبب محاولات فرض توصياتها على حركة المقاومة ،
وأكد أن طهران لم تقدم الدعم اللازم للمقاومة الفلسطينية،
ولكن فيما يخص أن إيران سلمت السنوار فهذا القاىد المخضرم مرعب الاحتلال لم يكن بهذه السذاجة ،
وما يحدث فى فلسطين من مجازر واعتقالات ليست وليدة لحظة عملية طوفان الأقصى ،
ولكنها منذ توطين اليهود عام ١٩٤٨ فى فلسطين والكثير يتذكر المجازر التى كان يفعلها شارون عليه لعنة الله ،
وما يحدث فى سجون الاحتلال والانتهاكات التى تحدث فى مسرى نبينا” المسجد الأقصى”
والمخطط التى كانت يدبر له الكيان الغاصب فالشهيد السنوار ،
لا ينبغى أن يلقى عليه أى لوم على ماحدث فى غزة لإنه قطعا كان سيحدث الأسوء ،
ومن يقول كيف لقائد مثل السنوار يخرج أمام العدو هكذا ،
فهذا يعنى أن السنوار كان يحضر لحدث جلل بنفسه ،
فهو لا يعتمد على وسيط حتى فى عملية طوفان الأقضى لا أحد كان يعلم تفاصيلها ،
وأيضا هذا اكبر رد على الكيان المظلم الذى كان يصرح دائما بهروب السنوار خارج غزة ،
فشاء الله عز وجل أن يفضح عصابة الاحتلال اللقيط ،
وينصر السنوار أمام العالم كله فقد ظهر بجسد هزيل منهك،
وكأنه خاض كل المعارك السابقة واستشهد وهو يقاتل ،
” فألهمه الله بإلقاء العصا حتى تلقف ما يأفكون ،
ومن يقول ذلك أيضا نذكره بالمجاهد عمر المختار رحمه الله عليه الذى كان يتخطى ال ٦٥ عاما،
وهو يجاهد فى الصفوف الأولى بالخيل أمام الدبابات والمدافع ،
فإن كنتم لا تعلمون معنى الجهاد فى سبيل الله والدين والوطن ولا تعلمون معنى الشجاعة وقوة الإيمان فاصمتوا !
ومن يقول إن السنوار جاء إلى هذا المنزل ليتم خروجه من غزة
السنوار لم يترك فلسطين ابدا ،
وهو لم يخرج من غزة منذ بدء عملية طوفان الأقصى ،
إلا للمفاوضات التى كان دائما يرفضها ولا يرضخ لها ،
وهو المسؤول عن كل العمليات التى استهدفت العدو وكبدته الخسائر ،
وهو القائد العسكرى للمقاومة ،
وإذا كان ما يقال حقيقيا فمن المؤكد أن هذا المخطط لوقف الحرب أو هدنة للتخطيط ،
فالكيان الصهيونى من المؤكد إنه لا يترك ابدا فرصة القبض على السنوار ،
إذا بالفعل تم خيانة السنوار ومعرفة جيش الاحتلال بمكان تواجده .
أما الآن بعد استشهاد السنوار ما هو مصير فلسطين وتحديدا غزة ؟
المقاومة فكرة لا تموت وستستمر ، ومن الممكن الآن وقف الحرب ،
أو نشوب حرب طاحنة من قبل الكيان المظلم فى حين عدم تسليم الآسرى لهم ،
نحن الآن أمام شيئين إما وقف الحرب وهدوء نسبى فى المنطقة ،
أو نشوب حرب إقليمية لإكمال مبتغى الكيان الصهيونى ومخطط حكومة العالم الخفية .
وهذا ما ستسفر عنه الايام القادمة !
رحم الله الشهيد القائد الباسل الصامد الشجاع يحيى السنوار وأسكنه الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين .
فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ……….