منوعات
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن حفظ الزوجة لزوجها فى غيابه
رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن حفظ الزوجة لزوجها فى غيابه
بقلم \المفكر العربي الدكتور خالد محمود عبد القوي عبد اللطيف
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى ,
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
مما لاشك فيه أن الزوج هو جنة المرأة ونارها – كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم -. فإن على الزوجة أن تكون طائعة ومطيعة فيما يرضي الله تعالى ((فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)).
وفي شأن الزوجة الصالحة الحافظة لغَيبة الزوج يقول تعالى:
﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: ٣٤].
أي أنهن قانتات: مطيعات لله ولأزواجهن، حافظات للغيب: أي صائنات ما ينبغي صونه في غَيبة أزواجهن من عرض ومال وولد (بما حفظ الله) أي بما لهن من حقوقهن على أزواجهن وأيضًا هن مطيعات لأزواجهن حافظات لأنفسهن في أنفسهم وأموال أزواجهن[1].
وبذلك تكون المرأة مؤدية حق الله عليها، وحق زوجها وأبنائها عليها.
هذا، وقد روى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول: ((ما استفاد المؤمن، بعد تقوى الله، خيرًا له من زوجة صالحة. إن أمرها أطاعته. وإن نظر إليها سرّته، وإن أقسم عليها أبرّته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله))[2].
كما ذكر عن ثوبان قال: لما نزلت في الفضة والذهب ما نزل، قالوا فأي المال نتخذ؟ قال عمر: فأنا أعلم لكم ذلك. فأوضع على بعيره. فأدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا في أثره فقال: يا رسول الله! أي المال نتخذ؟ فقال: ((ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة))[3].
كذلك روى عن عبد الله بن عمرو؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما الدنيا متاع، وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة))[4].
كما ورد الحديث في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة))[5].
كذلك روى عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تنكح النساء لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها. فاظفر بذات الدين تربت يداك))[6].
هذا، ولا تحفظ الغيب إلا ذاتُ الدين، والمرأة الصالحة؛ فهي التي تخشي الله تعالى، وتحفظ دينها في نفسها وفي زوجها، وماله وأولاده. فإذا غاب عن بيته ربت له أولاده خير تربية. فالمرأة هي عماد الأسرة وهي تنوب عن الرجل في حالة غيبته عن بيته فتقوم بدور الأب في حزمه، والأم في حنانها لتجمع بين الاثنين مع أولادها وتسير دفّة الأمور على خير ما يحبه الله ويرضى، حتى يعود رب الأسرة وقائدها إلى بيته سالما معافى، فيجد زوجته على خير حال، وأولاده في أحسن تربية، وماله محفوظًا سليمًا.
وفي ذلك ما روى عن أسماء بنت يزيد بن السكن الأشهلية الأنصارية وكانت خطيبة النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سألته عن مكانة المرأة في الإسلام بالنسبة للرجل ثم انصرفت أسماء تهلل وتكبر استبشارًا بما قاله لها النبي صلى الله عليه وسلم[7]. لذلك كان حسن صحبة الزوج وحفظ غيبته يعدل ثواب المحافظة على دين المجاهد في سبيل الله تعالى.
كما روى عنه صلى الله عليه وسلم في حديث رواه عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ حين قدم من الشام وأراد أن يسجد للنبي صلى الله عليه وسلم كما يسجد الناس لملكهم فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك قائلا: ((فلا تفعلوا فإني لو كنت أمرًا أحدًا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها، ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه))[8]. وفي حديث أخرجه الترمذي (.. على التنور) وهو الفرن والقتب: هو الجمل، والقصد به لو سألها أن يجامعها وهي على جمل ما امتنعت عليه. ومعنى الحديث الحث على طاعة المرأة لزوجها حتى في هذه الظروف.
وفي حديث آخر روته أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض، دخلت الجنة))[9].
وفي حديث رواه الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي الأبواب شئت))[10].
وبذلك كان حسن تبعُّل المرأة لزوجها ومعاشرتها له بما يرضي الله تعالى، وحفظ غيبته جزاؤه عند الله تعالى الرضا في الدنيا والآخرة، وأن تختار من أبواب الجنة ما تشاء وأن تنعم بنعيمها الذي لا ينضب أبدًا.
________________________________________
[1] انظر تفسير ابن كثير عند هذه الآية (النساء: 34).
[2] سنن ابن ماجه – كتاب النكاح – باب أفضل النساء (حديث رقم 1857). كما رواه النسائي في حديث لأبي هريرة رضي الله عنه (وقد سبق ذكر الحديث في الجزء الخاص بصيانة الدين والعرض).
[3] سنن ابن ماجه – كتاب النكاح – باب أفضل النساء (حديث رقم 1856). كما رواه الترمذي في التفسير وقال: حسن.
[4] ابن ماجه – كتاب النكاح – باب أفضل النساء (حديث رقم 1855).
[5] صحيح مسلم – كتاب الرضاع – باب خير متاع الدنيا المرأة الصالحة.
[6] سنن ابن ماجه – كتاب النكاح – باب تزويج ذات الدين (حديث رقم 1858).
[7] انظر: طبقات ابن سعد جـ8 ص233، الاستيعاب جـ4 ص233. فهو أهل الأثر ص 316 – 317 أسد الغابة جـ7 ص233 والإصابة جـ4 ص229، 441، حلية الأولياء، جـ2 ص 76 – 77. والمرأة في الإسلام (دراسة مقارنة) للمؤلفة ص105. وقد ذكرناه سابقا في الجزء الخاص بـ (حسن معاشرة الزوج)، انظر الحديث هناك.
[8] انظر: سنن ابن ماجه، كتاب النكاح، باب حق الزوج على زوجته (حديث رقم 1853) وسنن الترمذي، كتاب النكاح. باب حق الزوج على المرأة (حديث رقم 1160).
[9] ابن ماجه، كتاب النكاح، باب حق الزوج على الزوجة (حديث رقم 1854) وسنن الترمذي، كتاب النكاح، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة (حديث رقم 1161).
[10] انظر تفسير ابن كثير عند الآية ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾ [النساء: 34].