فن وثقافة

الاديبة نجوى حجازى تسأل ..متى يجب الخروج على الحاكم؟

 

 

من أقوال الإمام الشافعي :

 

أعرض عن الجاهل السفيه

فكل ما قال فهو فيه

ما ضر بحر الفرات يوما

إن خاض بعض الكلاب فيه

 

لا خلاف لدينا أننا أصبحنا نعيش زمناً لا نجد له توصيفاً سوى أنه زمن الفتنة ، سواء فتنة الدين أو الدنيا ، وربما العاقل فينا من يتدبر أمره ويعمل عقله في التزام الصمت ، وليس هذا من باب الضعف أو التخاذل بل على العكس هو من باب القوةو الذكاء والتدين ، وذلك عملاً بقول رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه عند ظهور الفتن واشتدادها ” كونوا أخلاس بيوتكم ” أي الزموا بيوتكم واصمتوا .

وربما يتساءل البعض وهل تعجبك أحوالنا المعيشية من غلاء واستغلال وضغط حكومي ؟

فأجيب ببساطة ألم تقرأ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عن سنوات مرت عليه وعلى آل بيته الكرام كانوا لا يجدون طعاماً يأكلونه وكانوا يعيشون على التمر والماء .

وإذا ذهبنا تحديداً إلى فترات الحروب والغزوات مع الكفار كغزوة الخندق والتي كان المسلمون فيها يقومون بحفر الخندق وقد شكوا من الجوع حتى كشف بعض الصحابة عن بطونهم بأن عليها حجر ، فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن بطنه فإذا عليها حجرين .

ولكن ولأن العقيدة كانت راسخة والإيمان قوياً فقد نصرهم الله على الكفار .

ومع فارق التشبيه فنحن والحمد لله نعيش في رغد ونعمة ، ومن يقول غير ذلك فهو غير حامد لله ولا شاكر اً فضله، ولا يعرف شيئاً عن دينه وإنما جعل الله همه في بطنه ،”فحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه “.

أما أصحاب الفتن الذين يدّعون الإسلام فالإسلام منهم براء ، وقد ابتلاهم الله بانعدام العقل قبل أن يطمس على قلوبهم .

فعن أي جوع تتحدث والأعداء يحيطون بك من كل جانب يتعطشون لدمك ودم أبنائك وأحفادك ؟!!!!

ولماذا هذا الفصيل تحديداً هو الذي يبحث عن الخراب والتدمير من أجل لا شئ ؟؟؟

فإذا كان الدين يمنعك فما الذي يدفعك الى هدم دولة قائمة ، وجيش عقيدته الإيمان المطلق بالله !!!

هل قرأت شيئاً في كتاب الله عن المفسدين في الأرض الذين يهدمون ويخربون ويساهمون في قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق !!!

ألا تعرف أن من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا !!!

إذا لم تسمع أو تقرأ فاقرأ معي قول الله تعالى عن المضلين المفسدين الذين يثيرون الفتن ويقفون ضد مصالح الناس ” وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون .ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون “.

أليس هذا قول الحق تبارك وتعالى ، وهل هناك فساد أعظم وأبشع من ثورتك التي تدعو إليها وتحرض الناس عليها بادعاءات باطلة وكاذبه كالجوع والذل والسجن والديون وخلافه .

فإذا كنت جائعاً بِع هاتفك ووفر ثمنه وثمن فاتورة الإنترنت واستغل ثمنهم تبيع وتشتري ، ألا تقتدي بعبد الرحمن بن عوف الذي كان من أغنى أغنياء مكة وحُرم كل ذلك بدخوله للإسلام وأبى بعد الهجره أن يساعده أحد وذهب للسوق وقال قولته الشهيرة (ربما لو رفعت حجراً من على الارض لوجدت تحته خيرا كثيرا )، وصار من أغنى أغنياء المدينة ومن العشرة المبشرين بالجنة ،وإذا كنت تشعر بالذل فمن نفسك المريضة بالذل فالمؤمن الواثق بالله الملئ قلبه بالله وبالإيمان به هو أعز وأشرف الناس .

ألم يتراءى لسمعك قول الرسول الكريم ” رب أشعث أغبر لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه”.

وأما السجن الذي يأوي المجرمين القتلة المخربين الذين تريد هدم الدولة من أجل أن يُفتح لهم، فلا داعي لهدم الدولة من أجل المساجين فهناك حل آخر تسير عليه بعض الدول الآن ، فبدلا من أن نأوي السجين لاطعامه وتمريضه والإنفاق عليه على الدولة إسقاط جنسيته وجنسية المحرضين على خروجه وتركه هائماً هو ومن يتبعه من أسرته بلا هوية وبلا حقوق ولا عمل ولا دراسه وليبحث عن بلد أخرى بها طعام وليس بها سجن للعقاب وليس لديها ديون استدانتها من أجل بناء جيشها وتطوير أرضها .

واما عن العداء الشخصي للحاكم فعليكم مراجعة رأي الدين فيه يامن تتحدثون باسمه وأنتم والجهل سواء ، فالحاكم لابد أن تشهد فيه الكفر البواح ، وهذا ليس من عقلك ونفسك وإنما بالإجماع ، ولا ننسى أن من رمى مؤمناً بالكفر فقد قتله ، وسينال عقاب القاتل يوم القيامة .

فماذا لو أن الخروج على الحاكم أتى بشر أكثر من وجوده كقتل الأنفس والفوضى وربما ضياع دولة بأكملها ونيل الأعداء منها فمن الكافر هنا وأيهما الخائن ؟!!!!

هذا إذا أردت أن تعرف متى يجب الخروج على الحاكم ؟!!!!

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى