المواطنة إطار يستوعب الجميع .

بقلم : كامل السيد
المواطنة إطار يستوعب الجميع ، ويحافظ على حقوق الأقلية والأكثرية في نطاق مفهوم المواطنة الجامعة ، والمواطنة هي المساواة بين المواطنين بصرف النظر عن الصبغات الدينية أو المذهبية أو القبلية أو العرقية أو الجنسية ، فكل مواطن له جميع الحقوق وعليه جميع الواجبات .
والتاريخ والأديان يؤكدان على المواطنة فى مصر ، ومشروع الشرق الأوسط الجديد يستهدف تحطيم المواطنة وفرض تقسيم الدولة الوطنية إلى دويلات وضرب روح القومية العربية وأمريكا واسرائيل والعديد من الدول الأوروبية يسعون لفرض الشرق الأوسط الجديد ، وتيارات وتنظيمات التأسلم يلتقون مع فكرة رفض الدولة الوطنية والمواطنة ولامانع لديهم من تقسيم الشرق الأوسط الجديد لأن مشروعهم يقوم على فكرة دولة الخلافة الأممية وأن الدين هو الوطن وليس الدولة هى الوطن لأنه حفنة من التراب العفن ، لذا تتعرض المنطقة وخاصة مصر لضغوط عاتية من القوى الساعية لصنع الشرق الأوسط الجديد للتصالح مع الاخوان المسلمين ودمجهم فى العملية السياسية القائمة لأن وصولهم للحكم سيساعد هذه الدول على خلق الشرق الأوسط الجديد فقد سمعنا جميعا من مرشد الاخوان محمد عاكف وهو يقول ليس لدى مانع من أن يحكم مصر ماليزي طالما هو مسلم ، وقوله طظ فى مصر .
وليس خافيا أنهم يستهدفون ثلاثة جيوش يعتبرونها عقبة أمام تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد هى تحديدا الجيش العراقى والسورى والمصري وقد نجحوا فى تدمير الجيشين الأولين ولم يبقى سوى الجيش المصرى ومن هنا سيكون الضغوط كبيرة والأساليب والتكتيكات متغيرة وأولها ضرب فكرة المواطنة وعدم السماح بالعودة للقومية العربية والوحدة العربية وقد بدت الشواهد الجديدة بضبط خلية من مواطنين سوريين يقيمون فى مصر جندتهم إسرائيل وكانوا على تواصل مع وسائل تواصل من خلال الشبكة العنكبوتية فى أمريكا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية وقد أضاف بعض اعلاميى السلطة أنهم تلقوا دعما من بعض الدول العربية ورعاية من أحد الإعلاميين المشهورين دون الكشف عن أسماء وتم التصريح بأن مصر قضت على مؤامرة كانت تستهدف خلق الفوضى فى يناير القادم وهذا يوضح الساعين لاحداث الفوضى بهدف أحداث وقيعة بين الجيش والشعب المصرى ، وهذا يتطلب مزيد من اليقظة والمصارحة والمواجهة الفكرية مع تيارات التأسلم السياسى وتنمية الروح الوطنية من خلال التعليم والفن والثقافة والاعلام الذى يعرض الرأى والرأى الآخر والتربية السياسية داخل الأحزاب وزيادة المشاركة الشعبية واتباع نمط تنمية يعود على وجه السرعة بتحسين معيشة غالبية المصريين الذين يعانون أشد المعاناة وطال انتظارهم لقطف ثمار التنمية ولكن هذه الثمار لم تتساقط بعد وليس لديهم أمل بتساقطها فى الأمد القريب وهذه أمور هامة لتسييد فكرة المواطنة وتحقيق الاصطفاف الوطنى وراء القيادة السياسية للحفاظ على الدولة الوطنية واستقلالية القرار الوطنى وفى هذا الاطار يكون من المهم جدا الإبتعاد عن صندوق النقد الدولى الذى هو أداة فى يد الدول الساعية لخلق الشرق الأوسط الجديد وعدم طرح أصول الدولة فى البورصة لأن ذلك يمثل فرصة جيدة لمن يحاولون السيطرة على اقتصاد مصر لأنهم سيختفون وراء مشترين فلانعرف من المشترى الحقيقى لخنقنا اقتصاديا ولزيادة السخط الجماهيرى واضعاف مناعة المجتمع وتقليل موارد الدولة وقدرتها على تحديث قواتها المسلحة على أن يتم الاصلاح الاقتصادى فى ظل إصلاح سياسى حقيقى ضمانا للاستقرار المجتمعى .