فصل رأسه عن جسده .. وشرب من دماؤه.. مخدر الشارع.. الحصاد المر
تكتب بسمة مصطفى الجوخى الباحثة في الشؤون الدولية .
يتحدث الكثير أغلب الوقت فى الجوانب الاقتصادية والسياسية ،
ويتناسوا الجانب الاجتماعى الذى يعد من أهم الجوانب التى تشكل المجتمع .
من المؤسف أن يصل اسوء أنواع المخدرات فى العالم إلى أيدى بعض من الشعب المصري ،
ولم يقتصر على فئة معينة بل أصبح سعره فى متناول الجميع ،
للأسف جاء وقت انتشار مخدر الشيطان ” ما يسمى الشبو أو الآيس أو الكريستال ” مع ازدياد معدلات الجرائم الوحشية ،
كل هذه الأسماء لمخدر تتعدى خطورته كل أنواع المخدرات الأخرى ،
حيث أن المادة الفعاله أهم أنواعها هى “الأمفيتامين ”
ويتم تصنيع “مخدر الشيطان” من مادة الإفيدرين والسودو إفيدرين ،
المستخدمة بنسب ضئيلة في تصنيع أدوية البرد ،
وعند زيادة هذه المادة و خلطها بمواد أخرى ،
هنا تكون الكارثة الحقيقية ،
فهذه المادة تؤثر على مراكز المخ التى تتحكم فى السلوك البشرى ،
ويصاب الشخص المتعاطى بجنون العظمة والهلاوس على مستوى كل الحواس ،
والخيالات ، ويشعر وكأنه متحكم فى الكون وأقوى شخص فى العالم .
جيل بأكمله يريدون تدميره وشياطين الإنس من تساعد على انتشار هذه النوع من المخدرات ،
التى تصنعه معامل تحت السلم مثل ما يقال ،
يتجرد الإنسان من كل شئ من أجل طمعه وجشعه،
ويتسبب فى تدمير مجتمع بأكمله ،
وأعراض هذا المخدر الكارثى كثيرة من بداية التعاطى ،
وبعد فترة بسيطة تتفاقم الأعراض ،
ولكن أهم الأعراض التى تعتبر كارثية ، وهى السلوك العدواني العنيف لمتعاطى المخدر ،
والذى يؤدي إلى ارتكاب الجرائم الوحشية التى تكون بلا سبب ،
وهذا بسبب الخلل في الوظائف المعرفية فى المخ ،
والتى وضعها الله عز وجل فى الإنسان وكرمه بها ،
وهى التى تمنع صاحبها من التصرف بعشوائية وهمجية،
فعند تعاطي الشبو يحدث خلل في هذه الوظيفة ،
فيأتي الشخص بتصرفات عشوائية وهمجية وغير منضبطة ،
ويفتقر مهارة حل مشكلاته والتفكير السليم ويفقد التركيز ،
كما أن هذا المخدر يزيد من معدل جرائم الاغتصاب ،
لزيادة الرغبة الجنسية العالية التى تخرج عن السيطرة ،
وتزيد النشوة والإحساس الشيطانى المزيف بالقوة المفرطة ،
مع عدم الرغبة فى النوم لعدة أيام ،
مما يزيد حالة الجنون وشده الإنتباه ،
وباختصار وما لا يصرح به الأطباء هو انتهاء الإنسان ،
ويصبح قرينه هو المسيطر ، وهذا من الخلل الذى حدث فى أهم أجزاء المخ التى تؤثر على الناصية
التى ذكرها الله عز وجل فى القرآن الكريم .
فالفرق كبير وواضح بين متعاطى هذا المخدر الكارثى ،
ومتعاطي الترامادول والهروين ، هؤلاء الأشخاص تشعر بالخمول ،والوهن ،والميل للنوم الكثير ، وضعف البنية،
فتنتهى حياته وينتهى مستقبله، ويصل إلى الموت وهذا كان مقصود لجيل كامل ،
أما متعاطي الشبو يشعر بالنشاط الزائد ، وشدة الانتباه، وعدم الرغبة في النوم ،والاستيقاظ لأيام ، والقوة المفرطة وجنون العظمة،
مما يجعله يرتكب الجرائم الوحشية ، وهذا أيضا مقصود ،
ومتعاطى الشبو لا يخرج من دائرتين هما ، الموت بهذا المخدر بسبب أعراضه التى تتفاقم لحد تصل فيه إلى النزيف فى المخ ،
أو إلى ارتكاب جريمة بشعة تصل به إلى حبل المشنقة ومصيره الموت أيضا .
وللأسف المجتمع الآن يحصد الحصاد المر ،
الأشبه بالفيروس الخبيث الذى تم محاربه مصر به حرب دنيئة منحطة ،
بدلا من الحرب العسكرية على مدار سنوات ،
وللأسف شياطين الإنس ساعدت كثيرا فى هذا المخطط .
فكان للإعلام دورا كبيرا فى ذلك ، كالتغذية الإعلامية الفاسدة ، ورسائل الإعلام الهدامة ،
وما تعرضه المسلسلات الدرامية من أعمال عنف وبلطجة ،
فالإعلام عمل طيلة سنوات على هدم القدوات الطيبة والنوابغ ،
والاهتمام بالاسفافات والأعمال المنحطة،
لمن لديهم فقر أخلاقى ،
ومثال نرى وقعة الاعتداء على طالبة فى إحدى المدارس ، و هذه ليست مصر ابدا !
الآن ينبغى أن الكل يتحرك بداية من الأسرة” والدولة” والمؤسسات “والجهات الرقابية ”
_بداية من تحكم الأسرة فى الهواتف التى يمتلكها أولادهم ،
وهذا له طرق كثيرة تربوية بعيدة عن التعسف والعند ،
_تشديد الرقابة على ما يأتى فى الأعمال الدرامية والسينمائية ،
_زيادة التثقيف والوعى بخطورة تناول المخدرات،
أو أى دواء بدون معرفة الأهل أو الطبيب حتى يمنع حدوث ذلك بين الطلاب فى المدارس .
_ منع الأدوية التى تندرج تحت قائمة المخدرات ،
حتى ولو بنسب بسيطة فكل هذه الأدوية صنعت خصيصا لتدمير الصحة والإنسان ،
_الرجوع لأصل الطب وهذا موضوع يطول شرحه .
_ونناشد الجهات المعنية بالتحرك السريع بوقف بيع هذه المادة وعدم صرفها للصيدليات،
_وتشديد الرقابة على المعامل والصيدليات والأماكن المشبوهة التى تبيع هذا السم ،
وبداية من سفاحين رجال الأعمال المستترين وراء الشعارات ،وهم من يدسون هذا السم .
كما ينبغى زيادة الأعمال الدرامية الهادفة والأفلام القصيرة التى تكون على مواقع التواصل الاجتماعي،
الأكثر انتشارا ووصولا إلى الناس ، والتى تحذر من خطورة هذه الأنواع من المخدرات ،
كما تكون زيادة التوعية عن طريق الإعلانات التى تكون فى شهر رمضان الكريم ،
حتى تكون أكثر انتشارا ، بدلا من الأعمال الهابطة والإعلانات التافهة فى هذا الشهر الكريم .
حفظ الله مصر من كل عدو يتربص بها ……….