محافظات

المنيا على خريطة السياحة العالمية رؤية جديدة تقودها د. كرستينا عادل فتحي نحو اقتصاد سياحي بديل

أمير أبو رفاعي

في وقت تبحث فيه مصر عن آفاق جديدة للتنمية المستدامة، تبرز محافظة المنيا كبقعة واعدة في قلب الصعيد، غنية بالكنوز الأثرية والتراث المتنوع، والبيئة الطبيعية المذهلة التي لم تستغل بعد سياحيًا كما ينبغي.

وفي هذا السياق، تقدمت الدكتورة كرستينا عادل فتحي، أستاذة الدراسات السياحية و عضو لجنة الثقافة و السياحة و الاثار و الإعلام بمجلس الشيوخ بنموذج المحاكاة، برؤية استراتيجية مبتكرة لإطلاق منتج سياحي جديد قائم على استثمار الهضبة الشرقية للمنيا، موجه لفئات متخصصة مثل العلماء، والطلاب والمصورين، وعشاق المغامرة.

الهضبة الشرقية من كنز جيولوجي مهمل إلى متحف علمي مفتوح

تشير د. كرستينا إلى أن الهضبة الشرقية بمحافظة المنيا تحتضن تكوينات جيولوجية فريدة من نوعها، من الصخور الجيرية البيضاء و الكريمية والرملية، إلى المكاشف الصخرية النادرة. هذه العناصر يمكن أن تشكل الأساس لإطلاق سياحة جيولوجية وتعدينية متخصصة، تدعم الاقتصاد المحلي وتثري التجربة السائح؛ فضلاً عن أنها منطقة بكراً تمتلك تنوعاً جيولوجياً نادراً وثروات تعدينية مهملة، مما يجعلها مؤهلة لأن تكون وجهة رائدة للسياحة الجيولوجية والمغامرات الصحراوية في مصر. وتقترح إطلاق منتج سياحي جديد يُعنى باستكشاف التكوينات الجيرية والصخرية، ومواقع التعدين القديمة، ليستقطب شرائح سياحية متخصصة كالعلماء، والباحثين، وطلاب الجامعات، وهواة التصوير والطبيعة.

مقترحات رائدة لتفعيل السياحة الجيولوجية

تتمثل أبرز ملامح المقترح في:

إطلاق مسارات جيولوجية تفاعلية مزودة بلوحات تعريفية ومجسمات تعليمية، تسلّط الضوء على التكوينات الصخرية والمكاشف الجيرية الفريدة.

إنشاء حديقة جيولوجية صحراوية تضم أنشطة سفاري، نقاط مراقبة بانورامية، وجولات ميدانية علمية.

إعادة تأهيل المحاجر القديمة وتحويلها إلى مراكز زوار تعليمية، من خلال محاكاة عمليات التعدين التاريخية، عروض مرئية تفاعلية، ومعارض للمعادن والأدوات القديمة.

دمج السياحة الجيولوجية بالبيئية والثقافية

ترى الدكتورة كرستينا أن التكامل بين المسارات الجيولوجية، والمواقع الأثرية، والمحمّيات الطبيعية يعزز من جاذبية المقصد السياحي. وتُقترح الربط بين الهضبة الشرقية والمواقع التاريخية مثل بني حسن وطهنا الجبل وتل العمارنة، إلى جانب إشراك القرى المجاورة في أنشطة التخييم والسفاري البيئي، ما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي وإحياء التراث.

تفعيل السياحة الصحراوية والمغامرات

انطلاقًا من الموقع الجغرافي الفريد للمنيا بين صحراوين شرقية وغربية، تدعو الدكتورة كرستينا إلى دعم السياحة الصحراوية من خلال:

تنظيم رحلات سفاري بالسيارات والدراجات الرباعية.

التزلج على الرمال واستكشاف الوديان والتكوينات الصخرية.

التخييم في الصحراء، مراقبة النجوم، والاستمتاع بغروب الشمس.

دمج الزيارات الثقافية والدينية بالأديرة القديمة مثل دير أبو فانا، مع رحلات الجمال وتقديم تجربة أصيلة لحياة الريف والصحراء المصرية.

دعم محوري من الجهات المعنية والمجتمع المحلي

تشدد الدكتورة كرستينا على ضرورة التنسيق المؤسسي بين وزارات السياحة، والبيئة، ومحافظة المنيا، لتطوير البنية التحتية وتدريب الكوادر المحلية، وخاصة المرشدين البيئيين، بما يضمن تقديم تجربة سياحية تعليمية وآمنة ومميزة.

أثر اقتصادي وتنموي واعد

تؤكد هذه الرؤية على أن تفعيل هذه الأنماط السياحية غير التقليدية سيسهم في:

تحويل الهضبة الشرقية إلى متحف جيولوجي مفتوح.

تعزيز مكانة المنيا كمركز وطني للسياحة العلمية والتعليمية.

خلق فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة.

دعم الوعي المجتمعي بأهمية الموارد الجيولوجية كركيزة اقتصادية وثقافية.

جذب شرائح سياحية جديدة مهتمة بالعلم والمغامرة والطبيعة.

دعوة صادقة لدعم المبادرات الإبداعية

وفي ضوء هذه الرؤية الطموحة، فإن دعم مثل هذه المبادرات الإبداعية لم يعد ترفًا بل ضرورة وطنية، من أجل تحقيق مكتسبات حقيقية في مجالات التنمية المستدامة، ورفع مستوى السياحة الداخلية والخارجية، وفتح آفاق جديدة لصعيد مصر ليأخذ مكانته المستحقة على الخريطة السياحية العالمية
.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى