دبلوماسيون: عرقلة قرارات مجلس الأمن تفقد الثقة فى قدرة الأسرة الدولية على حماية الشعوب
ورغم تفعيل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للمادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة للتحذير من الوصول إلى نقطة الانهيار في قطاع غزة، إلا أن مجلس الأمن الدولي لم يتمكن من إصدار قرار لوقف إطلاق النار في القطاع. قطاع غزة رغم موافقة 13 دولة، بعد استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض (الفيتو). “الفيتو” الذي يعطي الضوء الأخضر لاستمرار الحرب الإسرائيلية في فلسطين، ويطرح السؤال: من يحافظ على السلم والأمن الدوليين بدلاً من مجلس الأمن؟
وأكد دبلوماسيون، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت، أن عرقلة قرارات مجلس الأمن (الذي أنشئ قبل نحو 78 عاما، كهيئة أسندت إليها الأمم المتحدة القيام بالمهمة الرئيسية المتمثلة في الحفاظ على الشرعية الدولية) السلام والأمن) بشأن وقف القتال وإراقة الدماء لإنقاذ المدنيين في الداخل… قطاع غزة، الثقة مفقودة في قدرة المجتمع الدولي على حماية الناس في أوقات الحرب والصراع.
وفي هذا السياق، قال رئيس المجلس المصري للخارجية ووزير الخارجية الأسبق السفير محمد العرابي، إن مجلس الأمن لم يعد صالحا لمهمته التي أنشئ من أجلها، وهي حفظ السلام والأمن في مصر. العالم، إذ عجز تماماً عن إصدار قرار بوقف حرب هي الأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية. وخرقت إسرائيل خلالها كافة الأعراف والقوانين الدولية، حتى أنها وثقتها الكاميرات والعالم كله يشاهدها على الشاشات.
واعتبر العرابي أن الاستمرار في عرقلة القرارات الدولية التي من شأنها وقف النار والقتل والدمار في قطاع غزة، يمنح إسرائيل الفرصة لمواصلة جرائم الحرب والعقاب الجماعي وإبادة وتهجير المدنيين، وانتهاك القوانين الدولية والإنسانية.
وأضاف العرابي أن أنطونيو غوتيريش استخدم كل نفوذه بتفعيل المادة 99 من ميثاق المنظمة للتحذير من وقوع كارثة إنسانية في القطاع المحاصر، إلا أن مجلس الأمن الدولي لم يتمكن من تقديم أي شيء لإنقاذ الوضع على الأرض. ومواجهة الخطر الشديد الذي يهدد بانهيار المنظومة الإنسانية بسبب «الفيتو الأميركي». “.
وحذر وزير الخارجية الأسبق من أن الحرب الغاشمة في قطاع غزة وخطة تصفية القضية الفلسطينية تنذر بتوسيع الحرب ودخول أطراف أخرى في الصراع، مشيراً في هذا الصدد إلى تحذير الأمين العام من الأمم المتحدة ضد تسجيل توسع حرب غزة في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وأن ما يحدث في غزة مدمر. على أمن المنطقة بأكملها.
بدوره، أكد رئيس الجمعية المصرية للأمم المتحدة السفير عزت البحيري، أن استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لعرقلة صدور قرار بوقف الحرب على قطاع غزة وهو ليس موقفاً جديداً أو مفاجئاً، بل هو استمرار للدعم اللامحدود الذي تقدمه أمريكا لدولة الاحتلال، وليس فقط بعد. “عملية طوفان الأقصى” ولكن قبل أكثر من سبعة عقود، أي مع بداية الصراع واحتلال إسرائيل للأراضي العربية.
وذكر أن الولايات المتحدة سارعت إلى دعم موقف إسرائيل من الحرب ضد حماس منذ اللحظة الأولى لـ«أحداث 7 أكتوبر»، إذ أرسلت أكبر وأحدث حاملة طائرات لديها «حاملة الطائرات الأميركية جيرالد فورد» إلى إسرائيل. أطراف قطاع غزة، بالإضافة إلى غواصة نووية وحاملة طائرات في البحر الأحمر.
وتابع أن الولايات المتحدة أقامت أيضا جسرا جويا يحمل أحدث الأسلحة والقنابل والمعدات العسكرية إلى إسرائيل، إضافة إلى زيارات مسؤولين أميركيين إلى تل أبيب وعلى رأسهم الرئيس جو بايدن شخصيا ووزير خارجيته ووزير دفاعه. . تقديم الدعم المعنوي والسياسي والاقتصادي والاستخباراتي، وكذلك المشورة والتخطيط لجيش الاحتلال من قبل نخبة من القوات الخاصة الأمريكية في الحرب على غزة.
ورأى السفير عزت البحيري أن هذه الحرب كشفت مواقف العديد من الدول، وخاصة الغرب، الذي طالما دعا إلى الحرية واحترام حقوق الإنسان، بينما خلفت قتلى من المدنيين والأطفال الأبرياء بأبشع الطرق داخل قطاع غزة. وعلى مرأى ومسمع من العالم، دون أن يصدر قرار واحد عادل بإيقاف الحريق.
وحث رئيس الجمعية المصرية للأمم المتحدة الشعب الأمريكي الحر، الذي سبق أن تظاهر في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية دعما لشعب قطاع غزة، على مطالبة البيت الأبيض بإجبار إسرائيل على وقف الحرب والتحرك نحو السلام. المفاوضات التي تمهد لحل الدولتين، لافتا إلى ضرورة قيام حكومات العالم بالضغط على الإدارة الأمريكية للوفاء بالتزاماتها ووعودها بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
من جانبه، أكد ممثل مصر السابق لدى لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير الدكتور حسين حسونة، أن عدم قدرة مجلس الأمن المكون من 15 عضوًا على إصدار قرار مهم بسبب استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية، وهو أمر اعتاد عليه. ولم يعد العالم يأمل أو يتوقع اجتماعات كثيرة لهذا المجلس الدولي.
ورأى مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه رغم عدم التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلا أن الشيء الإيجابي هو أن 13 دولة صوتت على وقف الحرب، ما يعني أن هناك أصوات عادلة داخل المجتمع الدولي لا تقبل القتل، الدمار، وانتهاكات إسرائيل لاتفاقيات حقوق الإنسان والقوانين الدولية. والإنسانية.
وأثنى على أنطونيو غوتيريش لاستخدامه لأول مرة المادة 99 من الميثاق التأسيسي للمنظمة الدولية، للتحذير من أن الحرب في غزة قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة للسلم والأمن الدوليين، لافتا إلى أن الاعتماد على أقوى أداة على الإطلاق التي يمكن لأي أمين عام للأمم المتحدة أن يستخدمها لمواجهة المخاطر. إن تهديد السلم والأمن الدوليين هو في حد ذاته بارقة أمل من منظمة الأمم المتحدة التي تضم مختلف دول العالم.
ونبه إلى حجم الخسائر في الأرواح داخل غزة خلال فترة قصيرة، بالإضافة إلى الكوارث الإنسانية التي يشهدها القطاع يوميا، مع انهيار النظام الصحي والحصار وقتل المدنيين والتهجير القسري وغيرها من الجرائم والتي لم يشهد العالم مثلها من قبل، تهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وذكر أن جرائم إسرائيل، والتي تشمل فرض عقوبات جماعية على شعب غزة الأعزل من خلال الإبادة الجماعية وترحيل السكان ومحاولات التهجير القسري، كلها جرائم محظورة في اتفاقيات جنيف لعام 1949 والنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
ودعا السفير حسين حسونة الدول العربية والإسلامية إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة الوحيدة القادرة على وقف الحرب وردع إسرائيل. من أجل إنقاذ مسار السلام وتحقيق الاستقرار الإقليمي من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
وقال إنه حان الوقت لكي يتحمل مجلس الأمن الدولي مسؤوليته وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وأن ينهي هذه المحنة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني ويضع حدا لأطول احتلال في العالم، محذرا من أن هذا هو الحل. أخطر أزمة سياسية وقانونية وإنسانية منذ عام 1948.
وأوضح أن الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس ما هي إلا مرحلة من تلك الأزمة الطويلة، والتي تتطلب تسوية شاملة ودائمة للقضية الفلسطينية وليس حلا مؤقتا لأوضاع قطاع غزة، مشددا على ضرورة تسوية الصراع. سلميا وليس بالقوة وفقا للقانون الدولي وما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة للتسوية. النزاعات.
واختتم ممثل مصر السابق في لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة كلمته بالتأكيد على أهمية التمسك بالقضية الفلسطينية برمتها على أساس قواعد القانون الدولي الثابتة والمستقرة وليس وفقا للاعتبارات السياسية والمصالح الذاتية المتغيرة.
يُشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حث مجلس الأمن الدولي على اتخاذ إجراءات لتجنب وقوع كارثة إنسانية في قطاع غزة، وذلك بعد تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة لأول مرة منذ توليه السلطة. تولى منصبه. وتنص المادة التي نادرا ما تستخدم على ما يلي: “للأمين العام الحق في تنبيه مجلس الأمن إلى أي أمر يرى أنه يهدد حفظ السلم والأمن الدوليين”.