العالم

أبو الغيط: جريمة غزة عار على إسرائيل وعلى المشاركين بدعمها

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن الجامعة العربية تثمن عاليا هذا التعاون الممتد على كافة المستويات مع روسيا الاتحادية، الشريك الدولي الفاعل الذي تربطنا به علاقات سياسية طويلة. فضلاً عن المكونات التاريخية والثقافية التي تمثل أساساً متيناً يمكن البناء عليه. تعزيز أواصر العلاقات بيننا، وتعزيز قدرتنا معًا على مواجهة الأزمات والتحديات المشتركة.

وأضاف، خلال كلمته أمام منتدى التعاون العربي الروسي المنعقد في المملكة المغربية الأربعاء، أن العلاقات العربية الروسية أثبتت فعاليتها عبر التاريخ من خلال التعاون الوثيق والثقة المتبادلة، ولا تزال جامعة الدول العربية تسعى إلى تعزيزها. ومواصلة تطوير وتعميق هذه العلاقات.

واعتبر أن العلاقة مع روسيا تقوم على المساواة والاحترام المتبادل والفهم المشترك للقضايا التي تهم كل طرف، ولا يخفى على أحد ما مرت به المنطقة العربية في السنوات الأخيرة على الصعيد الأمني. والتحديات السياسية، والهزات التي تعرضت لها بعض دولها. وأوضح أن التغلب على هذه الأزمات المعقدة، في سوريا واليمن والسودان والصومال، يتطلب التفاهم والتعاون من القوى الدولية الكبرى، بما في ذلك روسيا بالطبع، فهي شريك أصيل للعديد من دولنا، جغرافيا وتاريخيا وشعبيا. إرث التعاون السياسي الوثيق.

ومن بين التحديات التي تواجه منطقتنا، بحسب أبو الغيط، أن القضية الفلسطينية تظل هاجسا كبيرا وجرحا غائرا في قلب أمتنا، والجميع يتابع الجريمة التي ترتكب اليوم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من وقتل الآلاف من الأبرياء، معظمهم من النساء والأطفال، إلى التدمير المتعمد للبنية التحتية للبلاد. المستشفيات والمدارس وتهجير الناس وطردهم من منازلهم، موضحا أن العالم أجمع يتابع أحداث هذه الجريمة النكراء التي أعادت إلى الأذهان التوحش والخروج عن الحضارة التي ظننا أن الإنسانية قد تجاوزتها وتبرأت منها.

وأضاف أن جريمة غزة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ليست وصمة عار عليه فحسب، بل وصمة عار لكل من شارك في تأييد الجرائم أو دعمها أو الصمت عنها، إذ لا يوجد اسم لما يحدث في غزة غيره. بل هي مذبحة، وحرب إبادة، وتطهير عرقي، إدانة لأولئك الذين يقفون ضد وقف فوري لإطلاق النار. حمل دماء الأبرياء الذين ازهقت أرواحهم دون جريمة أو ذنب.

واعتبر أن خطة الاحتلال أصبحت واضحة وهي تدمير المجتمع الفلسطيني في غزة والقضاء على إمكانيات الحياة في القطاع لفترة طويلة أو تهجير أهله قسراً بحيث يتم فصل الشعب عن أرضه والقضية الفلسطينية. وينتهي ويتم تصفيته، وهو ما لن يحدث أبدا.

وأشاد بالدول التي قررت الانحياز إلى الجانب الصحيح من التاريخ، وسمت الأمور بمسمياتها، وأعربت بوضوح عن موقف متوازن جوهره أن الاحتلال واستمراره هما جوهر المشكلة وأصلها. للقضية، وأن تاريخ الصراع لم يبدأ في 7 أكتوبر، بل قبل ذلك بكثير.

إن معالجة مأساة غزة ومنع تكرارها، وفق الرؤية التي يتبناها أبو الغيط، يتطلب حلاً جذرياً لأسباب اشتعالها، وأعني هنا تنفيذ حل الدولتين في أسرع وقت ممكن. إن غزة جزء من القضية الفلسطينية، ومعالجة مشكلتها لا تكون إلا من خلال معالجة القضية وتسويتها، وذلك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وأوضح أنه لا حل إلا أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم بأنفسهم وتكون لهم السيادة على أرضهم تنفيذا لحق تقرير المصير. وهو ما ما زال قادة إسرائيل يتنكرون له ويرفضونه ويصرحون به علناً ودون خجل، كما سيستمرون في اغتصابه بممارسة الاحتلال، وكل من يسعى لتحقيق السلام المستدام، بما في ذلك الاتحاد الروسي، لصالح كافة الشعوب. وعلى المنطقة أن تدرك أن الاحتلال هو أصل المشكلة، وإنهاؤه هو بداية الحل.

وفيما يتعلق بالأزمات العربية المستمرة، يقول أبو الغيط إن نطاق المواجهة المسلحة في السودان اتسع وتزايدت التكلفة البشرية والمادية لهذه الحرب المستمرة منذ أبريل الماضي، معربا عن أمله في أن تسود الحكمة وأن تسود أعلى المستويات. وترعى مصلحة الوطن السوداني ومؤسساته الوطنية ومصلحة الشعب السوداني العريق.

ودعا إلى استكمال مسار الحل السياسي في ليبيا، ومرافقة الليبيين حتى يحققوا كل أهدافهم في استقرار بلادهم واستعادة سيادتها وأمنها.

وشدد على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للأزمة اليمنية لصالح شعبها، وأمن المنطقة التي تتعرض اليوم لتهديدات خطيرة في منطقة البحر الأحمر.

وأعرب الأمين العام عن دعمه لأي جهد يبذل لمعالجة أسباب وتداعيات الأزمة السورية من مختلف جوانبها، مشدداً على أهمية مواصلة العمل الجاد بين لجنة الاتصال العربية من جهة وسوريا من جهة أخرى. بهدف تحقيق تقدم في القضايا المنصوص عليها في قرارات مجلس الجامعة ذات الصلة.

وأضاف أن العلاقات العربية الروسية لا تقتصر على البعد السياسي والاستراتيجي، بل تمتد إلى المجال الاقتصادي الذي يشهد نموا كبيرا وإن كان أقل مما نطمح إليه، وعمق الترابط التاريخي والثقافي والعلاقات السياسية التي تجمعنا، ولا حجم الإمكانات التي يتمتع بها الجانبان والفرص الاقتصادية الواعدة. في الدول العربية.

ودعا إلى تشجيع ودعم مجلس الأعمال العربي الروسي ومشاركة القطاع الخاص ورجال الأعمال والمستثمرين العرب والروس. من أجل تحقيق المزيد لصالح شعبينا ويقودنا إلى شراكة بناءة تخدم مصالح الطرفين.

وأضاف أن التعاون الثقافي والعلمي على سبيل المثال يحتاج إلى المزيد من الاهتمام والجهود المشتركة ونحن نضعه على قائمة الأولويات بهدف تعميق أواصر التقارب بين الدول العربية وروسيا الاتحادية.

ودعا إلى تنفيذ مقترح إنشاء المركز الثقافي العربي في موسكو الذي تمت الموافقة عليه في اجتماع الدورة الثالثة للمنتدى ليكون ركيزة لمزيد من التعاون في المجالات الثقافية والعلمية ولمزيد من تعميق التقارب. بين الشعبين العربي والروسي. وفي هذا الصدد اقترحنا تشكيل لجنة مشتركة من الجانبين لدراسة كافة الجوانب المتعلقة بإنشاء هذا المركز.

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى