الخير والشر لا يعتمدان على نوع الكائن

كتب – يوسف عبداللطيف
في عالمنا المحيط بنا، نجد الكثير من التماثل بين سلوك بعض الحيوانات وبعض البشر. قد يثير هذا الواقع العديد من الأسئلة حول طبيعة البشر وتصرفاتهم.
على سبيل المثال، عندما نتحدث عن البوم، الذي يعتبر رمزًا للشؤم والسوء الحظ، نجد بعض الأشخاص الذين ينشرون السلبية والتشاؤم في حياتهم وفيما يتقاسمونه مع الآخرين. يتميز هؤلاء الأشخاص بالنظر إلى الجانب المظلم في كل شيء والحديث بشكل سلبي عن الحياة والأمور المحيطة بهم.
بالمثل، عندما نذكر الغراب، فإنه يثير فكرة الخراب والدمار. هنا، نجد بعض الأشخاص الذين يشتمل تصرفاتهم على تخريب وتدمير الممتلكات العامة أو الخاصة. قد تكون هذه التصرفات نتيجة للتمرد أو الغضب أو المواقف السلبية التي تؤثر في سلوكهم.
أما عن الثعلب، فإنه يتميز بذكاءه ومكره. وجدنا أن العديد من البشر يمتلكون هذه الصفات أيضًا، حيث يكونون ذكيين في التلاعب والتخطيط والمكائد. قد يستخدمون هذه الصفات للوصول إلى أهدافهم الشخصية أو للحصول على مكاسب خاصة بهم دون الالتفات إلى حقوق الآخرين.
وأخيرا، الذئب الغدار. إنه يرمز إلى الخداع والغدر. تجد شخصيات بشرية قد تنتمي إلى هذا الوصف، حيث يظهرون وجهًا واحدًا للناس ويتصرفون بطريقة لطيفة ومرحبة، لكن في الواقع، يكونون غير صادقين وغير موثوق بهم ويخفون نواياهم الحقيقية.
والمثير أننا نجد هذه السمات أحيانًا في بعض البشر أيضًا وعندما نتحدث عن الحيوانات، قد نجدها تعبر عن الولاء
ومع تقدم السن وتعلم الكثير من الخبرات، ونكتشف العالم من حولنا، وندرك أن الخير والشر لا يعتمدان على نوع الكائن، بل يعتمدان على الشخص نفسه. وندرك أيضا أن الحكمة الشعبية تحمل في طياتها الكثير من الحقائق العميقة. فأستوحى الناس من سلوكيات الحيوانات بعض الصفات السلبية التي يمكن أن تكون موجودة في بعض البشر. والناس يتحدثون عن طائر البوم والغراب والثعلب والذئب بتلك الأوصاف السلبية، ولكن الحقيقة أن هذه الصفات ليست خاصة بالحيوانات فحسب، بل نجدها أيضًا في بعض البشر. فمثلًا، قد نجد ذئبًا يتستر خلف قناع الوداعة والود، وقد نجد ثعلبًا يلعب دور الأمانة والصدق. ولذلك، عندما نتعامل مع الآخرين، علينا أن نكون حذرين ونقيمهم بناءً على أفعالهم الفعلية، بدلاً من الاعتماد فقط على الافتراضات السطحية.
في النهاية، يجب أن نفهم أن هذه المقارنات ليست عامة ولا تنطبق على الجميع، حيث يمكن للبشر أن يتجاوزوا تصرفات الحيوانات ويتمتعوا بصفات إيجابية أخرى. ولكنها تذكرنا بأننا كبشر لدينا قدرة على اختيار الوقوف وراء أفضل تصرفاتنا والعمل بنزاهة وإحسان تجاه الآخرين.