رسالة إلى ترعة المفهومية وفيلسوف الحمير .

بقلم : نجوى حجازي .

رسالة إلى ترعة المفهومية وفيلسوف الحمير .

اكتب مقالي هذا بصفتي أم وليس بصفتي صاحبة قلم ،وربما أكون قد تأخرت كثيراً في كتابته ولكنني فعلت ذلك عن قصد كي لا تكون كلماتي مجروحة بالاتهام كوني معترضة لامتناعي عن دفع ما طُلب مني من مال ، فأنا اكتب هذا المقال بعد أن تم دفع المطلوب وسافرت ابنتي وقضت الأجازة معي ثم عادت إلى مصر الحبيبة التي حرصت منذ نعومة أظفارها على أن أزرع حب مصر في قلبها حتى أنني كنت اشتري العلم خصيصاً لها مغنية نشيد بلادي ونلقي سوياً التحية أمام العلم (تحيا مصر) ، وعندما اختارت ابنتي الدراسة الجامعية في مصر تمنيت ألا تصطدم بأي قرار يفسد ماتربت عليه ، فيخلق داخلها تضارباً بين ماتربت عليه وما تعقله ، وتمر أيام النصف الأول من السنة بسلام إلى أن يصدر قراراً غريباً عجيباً مريباً ، يُشبه جملة صدق أو لا تصدق !!! ألا وهو على الطالب الدارس في مصر تحت سن الثامنة عشر عاماً والذي يرغب في السفر باجازة نصف العام ولديه إقامة خارج مصر الذهاب إلى العباسية حاملا معه شهادة ميلاد الاب والأم والجواز ومبلغا قدره (٢٥٠) جنيهاً رسوم استخراج شهادة موافقة للخروج من المطار !!!!!وهذه الشهادة تصلح للسفر مرة واحده وتجدد كل ثلاثة أشهر !!!!

وهنا يقف العقل عاجزاً عن استيعاب ماهية هذا القرار ، فيتحول عقلك إلى قارئ للطالع ومبرمج للمستقبل وضارب للودع فتبحث عن الاحتمالات التي أدت إلى صدور هذا القرار اللامعقول ، فتتساءل هل الحكومة لديها عجز في الميزانيه تريد تسديده من وراء هذا المبلغ ؟!!!أم هل الحكومة تريد تدريب عقول الصغار على الروتين والبيروقراطية وقصور التفكير والرجعية واللامنطق الذي نعاني منه منذ عصور ، وندفع ثمنه إلى الآن ؟!!!!أم أن الحكومة تحاول قياس شحتفة الأمهات على أبنائها المغتربين من أجل الدراسة ؟!!!أم أن ذلك اختبار للثبات الانفعالي للآباء ؟!!!!أم أنها تريد تدريب الصغار على الازدحام وعدم الالتزام بالدور والخلافات التافهه التي تحدث في مثل هذه المواقف ليكتشف هؤلاء أن الانتصار في هذه المعارك يكون للبلطجة وقلة الأدب وانعدام التربية واختلاف الثقافات ؟!!!!

في حقيقة الأمر أنا شخصياً لم أجد إجابة ولكن سأفكر مع الحكومة بشكل أفضل وأكثر تحضراً ورقياً ، وربما بعائد أفضل بكثير من ال(٢٥٠) جنيهاً والتي اعتقد أنها لن تجدي بأي حال من الأحوال لأن المستفيد الوحيد من هذا القرار هو سائق التاكسي الذي نقل ابنتي ذهاباً وإياباً وكلفها ذلك (٧٠٠ ) جنيهاً لبعد إقامتها عن العباسية هذا بخلاف تكلفة سكان الأقاليم ومحافظات الصعيد ووجه بحري ، فاقترح على الحكومة أن يكون الدفع من خلال الآباء عن طريق البنك بصورة إقامة أبنائهم ، ويفضل أن تقدر القيمة بالدولار بدلا من الجنيه فتبلغ تكلفة الابن الواحد عشرين دولاراً لاستخراج تصريح سنوي ، ويُرسل إيصال الدفع عن طريق رسالة واتساب باسم الابن أو الإبنه ليتسنى له الخروج من المطار بأمان، فيشعر أنه يعيش في بلد متقدمة تحترم آدمية الإنسان ، وتدرس القرارات قبل إصدارها ، ولا تتخذ العشوائية وجس النبض والضغط على المشاعر كوسيلة لابتزاز المواطن وإجباره على فعل مالا يعقله العقل ولا يرضاه المنطق بسبب مسئول أقل مايوصف به أنه ترعة المفهومية وفيلسوفاً للحمير .