عيد الحب

كتبت: مروه الألفى
كسا اللون الأحمر الفاقع واجهات المحلات فى المحروسة احتفالًا بالڤالانتاين، وأخذت الدببة الحمراء وضعها على نواصى الشوارع الرئيسية، واستحضرَت النساء الجملة اللطيفة التى قالتها هند صبرى لز وجها خالد صالح فى فيلم أحلى الأوقات «أنا عاوزة ورد يا ابراهيم» احتفالًا بمناسبة عيد الحب..
فلكل امرأة بيننا إبراهيم تريده أن يهديها وردًا حلوًا فى الڤالانتاين، أما وسائل التواصل الاجتماعى فانخرطَت كالعادة فى مناقشة السؤال العويص: هل يجوز الاحتفال بالڤالانتاين أم لا يجوز، وهذا كان هو المشهد فى صباح يوم ١٤ فبراير.
أما على المستوى الشخصى فإننى وجدت هذا اليوم مناسبة لمناقشة ظاهرة يشغلنى التفكير فيها منذ فترة طويلة، وهذه الظاهرة هى التغيّر فى استخدام لفظ الحب. على أيامنا كان التنادى بصفة «حبيبي» و«حبيبتى» يُستخدم بين اثنين تجمعهما علاقة حميمة أو ذكريات حلوة أو صداقة طفولة أو عِشرة قديمة تبرر الشعور بالحب فى الاتجاهين، بل إنه حتى عندما كانت تتوفّر الظروف التى تبرر استخدام هذا اللفظ كان هناك اقتصاد وتروٍ فى استخدامه، ومَن منّا لا يذكر الحوار الشهير الذى يعّد من كلاسيكيات سينما الأبيض والأسود عندما كانت الزوجة تعاتب زوجها على جفاف مشاعره تجاهها فكان يرّد عليها بجملة من نوع «يا نوال إنتِ محسودة على اللى انتِ فيه زى ما انتِ كده» أو «الحب مش بالكلام يا آمال.. الحب بالتصرفات»
وكأن على الزوجة أن تختار بين الاهتمام بها وتوفير حياة كريمة لها ولأولادها. كان للفظ وضعه ومكانه وقيمته، فالحب هو أسمى المشاعر الإنسانية، كان غير مبتذَل.. جدّه جدّ وهزله هزل، وفى هذا الإطار كان الخواجة بيچو عندما يفيض به الكيل من أكاذيب الدكتور شديد- أبو لمعة فى برنامج ساعة لقلبك يصيح فيه بنفاد صبر «يا خبيبى إزاى أخوك ينزل منك تحت خط الاستواء»!. كانت أيام. أما الذى يتابع حركة مفهوم «حبيبي/حبيبتي» والتعبير عن الحب على مدار السنوات العشر الأخيرة فإنه يلحظ التغيّر الذى أصاب المفهوم والتعبير عنه في الآونة الأخيرة.