مقالاتمنوعات

ربيع جمال الجوهرى يكتب (الشباب والثراء السريع )

نعم صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين  قال: (يأتى على الناس زمان لا يبالى المرء ما أخذ أمِن الحلال أم من الحرام؟!)
وها نحن يا رسول الله نعيش هذا الزمان الذي تنبأت يه منذ ١٤ قرن تقريبا حيث انتشرت السرقة والرشوة والربا وأكل مال اليتامي الي جانب انتشار الميسر والمراهنات بصورة مفزعة بين الناس
فديننا الإسلامي الحنيف حرّم كل ما ذكرت ، فقال الله عز وجل في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِى الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين)
وهنا سألقي الضوء علي الميسر (القمار) الذي من معانيه السهولة لأن الرجل يأخذ مال غيره بيسر وسهولة من غير كدّ ولا تعبٍ، وهذا محرّم شرعًا
وموضوع السهولة التي أقصدها ظهرت جليا فى
ظهور تطبيق الكتروني يسمي زورن(Zorn) وهي شركة تقوم ببيع بطاريات شحن وهمية بمبلغ ٩ آلاف جنيه وللمشترك مكسب ٤ونصف دولار يوميا بشرط ان يأتي بأحد الاشخاص ليشتري بطارية مثله فيضمن هذه الدولارات وكذلك هذا الشخص عليه أيضا أن يأتي بشخص آخر لشراء بطارية بعده حتي يحصل علي الدولارات المتفق عليها ويتم ذلك في ترتيب هرمي منظم
وما إن ظهر للمشتركين الدولارات الا والفرحة كست وجوههم واقنعوا غيرهم بهذه المكاسب المؤقتة فذهب الجميع ( الغني والفقير )(الجاهل والمتعلم)الي مقر الشركة في تكالب مقزز لشراء هذه البطاريات الوهمية وفجأة اكتشف الجميع إنه موضوع نصب واحتيال وخسر الكثير من المواطنين ملايين الجنيهات لأنهم ضحية الطمع والجشع الذي سيطر علي تفكيرهم
فهم لم ينظروا إلي ذلك من باب الحرام والحلال
واتسأل هل تعلم أحد من هذا الدرس ؟
الاجابة بالطبع لا
فقد ظهر تطبيق الكتروني اخر على منصات التواصل الاجتماعي لشركة تسمي «1xbet»، تلك الشركة التى تأسست عام ٢٠٠٧ وتم تسجيلها فى دولة قبرص وحصلت على ترخيص ألعاب القمار ولم تشهد نموا ولا شهرة كبيرة إلا بعد رعايتها لعدد من الأندية الأوروبية فى عام ٢٠١٩ ، كما أن الألعاب الموجودة بها متاحة بـ٤٠ لغة و متاحة أيضا فى ١٣٤ دولة حول العالم وتبلغ أرباحها السنوية نحو ٢ مليار دولار أى نحو ٦٤ دولارًا فى الثانية الواحدة.

كما إنه تطبيق يعتمد على المراهنات وفيه يتم التسجيل من خلال رقم الهاتف ثم يقوم المستخدم بشحن محفظة اللعبة بما قيمته دولار واحد على الأقل وهو ما يتم من خلال خدمات مختلفة مثل المحافظ الإلكترونية أو الشحن على الطاير أو من خلال بطاقات الائتمان
ويبدأ {الفخ}الذي يقع فيه أغلب الأشخاص الذين يفضلون الربح السريع، ففى بداية الأمر يجد المشتركون مكاسب مادية بالفعل فيفرحون ويستمرون في الربح ثم يعتادون عليها ثم يحبونها ثم يصلون إلى حد إدمانها
ولكن مع مرور الوقت تنقلب الآية و تبدأ المكاسب الطائلة فى التحول إلى خسائر فادحة، لكن تستمر اللعبة في ترغيب وتحفيز المشتركين لكى يدفعوا مبالغ مالية أخري فى رهانات جديدة حتي يعوضوا خسائرهم فتتحول أموالهم إلى مكاسب للمشتركين الجدد، وهكذا تدور الحلقة بين مراهنين أدمنوا القمار ومشتركين جدد يريدون التربح السريع فيتم الاخذ من هذا الي ذاك
ويظل صاحب اللعبة هو المستفيد الأول والأخير بنسبة المكسب التى يحصل عليها مقابل كل مشترك..

ولو نظرنا الي هذه الألعاب سنجد أن معظمها يعتمد على التخمين فمنها على سبيل المثال:- توقع نتائج مباريات كأس العالم أو الدورى الأوروبى لكرة القدم أو ألعاب أخرى مثل لعبة انطلاق طائرة وتوقع الزمن الذى تنفجر عنده وبالطبع عندما يصح التوقع فإن القيمة المالية الموجودة تتضاعف فى ايدى المراهقين والشباب الذين يبحثون عن أى مكسب مالى ولا يبالون إن كان ذلك حلالاً أم حراماً، فالمكاسب المادية تعميهم عن أى شيء اخر، بل ومن الممكن أن تصل بالشباب الى ورطة الإفلاس أو الإدمان.
يا أسيادنا لقد أصبحت المراهنات «على عينك يا تاجر» والخاسر يستعين بغيره فى اللعبة لكى يعوض له الخسارة فقد وجدت أحدهم علي صفحة التواصل الاجتماعى «فيسبوك» يعترف بأنه خسر ١٥٠ ألفا في هذه الشركة، ورد عليه آخر بإنه خسر ١٠٠٠٠ جنيه، وكتب ثالث بأنه خسر ٢٠٠٠جنيه واكتر وماكسبش ولا جنيه».
كل ذلك بسبب قلة الوازع الديني عند الناس ، ثم يأتي سبب آخر لذلك الا وهو أن المنصات فى مصر لم تضع قوانين لأنواع الألعاب التى يقوم الأشخاص بتحميلها ولم تمنع لعب القمار، بمعني أخر أنها لم تقم بمنع أو حذف أى تطبيق إلا التطبيقات التى تحتوى على ثغرات لتسريب بيانات المستخدمين.
فعلي خطباء المساجد والاعلام المصري إلقاء الضوء علي هذه القضية وتوعية الناس وخاصة الشباب بخطورة الغني السريع دنياويا ودينيا
، وربنا يصلح حالنا وحال العباد

مقالات ذات صلة

‫41 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى