اجتماعياتالعالمتقاريرسياسةفن وثقافةمحافظاتمصرمقالاتمنوعات

يوميات رمضانيه الحلقة الخامسة


يوميات رمضان..
اليوم الخامس(5).
الصفحة الاخيرة للامام البخاري*

تعرض الإمام البخاري لاضطهاد شديد في نهاية حياته من حكام المدن الإسلامية في شرق العالم الاسلامي وتحديدا نيسابور… بخارى… سمرقند.
لأسباب كثيرة منا :
*رفضه تعليم أولاد الامراء في قصورهم
فكان يقول :
العلم يؤتى اليه ولا يذهب به للابواب.
وايضا حسد البعض من شهرته وسيرته.

فلما بلغ الإمام البخاري ٦٢ سنة :
وصلته أوامر حاكم نيسابور أن يغادر المدينة وانه غير مرغوب فيه..

فهاجر منها حتى وصل مسقط راسه بخارى..
فاستقبله الناس على أبواب المدينة ونثروا عليه الأموال والسكر.

لكن سرعان ما غضب من شهرته حاكم بخارى ووصلت كذلك رسائل من حاكم نيسابور بضرورة طرد الامام من بخارى أيضا كما سبق وطرد من نيسابور.

فوصل مبعوث حاكم المدينة
لبيت الإمام البخاري يطلب منه وبشكل عاجل ان يترك المدينة…
وكانت الأوامر ان يترك المدينة،لدرجة ان الإمام لم يمهل
ان يجمع كتبه ويرتبها..
فخرج من المدينة ومكث على مشارفها في خيمة له ثلاثة أيام يضبط كتبه ويرتبها ولا يعرف أين يذهب؟!

ثم تحرك البخاري ناحية مدينة سمرقند…
لكنه لم يدخل المدينة نفسها،
بل اتجه نحو قرية من قراها اسمها خرتنك ،
ليحل ضيفا على أقاربه هناك بمرافقة ابراهيم بن معقل.

ولم يمر وقت طويل حتى وصل الحرس لابواب البيت الذي نزل فيه البخاري…
واوامرهم من حاكم سمرقند هذه المرة..
أن لابد أن يخرج الإمام البخاري
من نواحي سمرقند وقراها.

وكانت هذه ليلة عيد الفطر
فخشي الإمام ان يتسبب باي ضرر لاقاربه الذين اكرموه…
فرتب له ابراهيم بن معقل الكتب فوق دابته الأولى وجهز الثانية ليركب عليها الإمام.
ثم عاد ابن معقل للبيت وبدأ يخرج الإمام البخاري وهو يتحامل عليه…
وهما يمشيان باتجاه دابة الركوب …

وبعد ما يقارب ال٢٠ خطوة.. شعر الإمام البخاري بالتعب اكثر فأكثر..
فطلب من ابن معقل ان يمهله دقائق ليستريح..
جلس الإمام البخاري بجانب الطريق.. ثم نام.
وما هي إلا دقائق..
عندما أراد ابن معقل أن يوقظ الإمام وجده قد فاضت روحه الى الله…
مات الإمام البخاري على جانب الطريق ليلة عيد الفطر يوم ١ شوال عام ٢٥٦ هجرية…
وهو مطرود من مدينة واخرى وثالثة وقد تجاوز عمره ال٦٢ سنة.
محتسبا لله عز وجل…

وكان بإمكانه العيش في القصور والعيش منعما

لا يعرف احد من الناس اليوم اسماء حكام نيسابور وبخارى وسمرقند…
لكن الجميع يعرف الإمام البخاري
رحم الله الإمام البخاري رحمة واسعة..
بقلم ؛رجب هلال حميدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى