مقالات

«عيد الجلاء» يعيد للذاكرة صور نضال الشعب المصري وتضحياته عبر الأجيال عيد الجلاء فى مصر.. ذكرى الكرامة الوطنية من المباحثات إلى الاستقلال

عيد الجلاء البريطانى عن مصر
فى 18 يونيو 1956، كان الموعد مع تحقيق حلم الاستقلال ومغادرة آخر جندى بريطانى لأرض مصر، وذلك بعد عشرين شهرًا من اتفاقية الجلاء التى جرى توقيعها فى اكتوبر 1954، لتنهى مصر بذلك حقبة استمرت 74 عامًا من الاحتلال البريطانى لمصر، والتى بدأت منذ مجيئهم للبلاد فى العام 1882 واحتلال الإسكندرية ثم بور سعيد.
ورغم إعلان بريطانيا استقلال مصر، إلا أنها ظلت، فعليًا تحت الاحتلال، بوجود قوات من الجيش البريطانى، فى عدة مناطق، مع استمرار سيطرتها على منطقة قناة السويس الاستراتيجية.


الجلاء البريطانى عن مصر
فى 18 يونيو 1956، كان الموعد مع تحقيق حلم الاستقلال ومغادرة آخر جندى بريطانى لأرض مصر، وذلك بعد عشرين شهرًا من اتفاقية الجلاء التى جرى توقيعها فى اكتوبر 1954، لتنهى مصر بذلك حقبة استمرت 74 عامًا من الاحتلال البريطانى لمصر، والتى بدأت منذ مجيئهم للبلاد فى العام 1882 واحتلال الإسكندرية ثم بور سعيد.

ورغم إعلان بريطانيا استقلال مصر، إلا أنها ظلت، فعليًا تحت الاحتلال، بوجود قوات من الجيش البريطانى، فى عدة مناطق، مع استمرار سيطرتها على منطقة قناة السويس الاستراتيجية.
رعايا الكومنولث
ومنذ قدوم الإنجليز تحت ودخولهم إلى الإسكندرية بالخديعة، ومزاعم نجدة رعايا “الكومنولث” بعد مقتل أحدهم سكيرا فى حانة بالإسكندرية، كان المشوار الطويل الذى سلكه الشعب المصرى لنيل الاستقلال وإجلاء القوات البريطانية، وجرب المصريون خلالها العمليات الفدائية والثورات، ولعل أهمها ثورة 1919 بزعامة سعد زغلول، والذى تمكن بالفعل من الحصول لمصر على ورقة استقلال بريطانية من جانب واحد عام 1922، مع بقاء قوات احتلالها والسلطة الفوقية لمندوبها السامى.

ثم كانت اتفاقية عام 1936 مع النحاس باشا، والتى كان اهم بنودها تجميع القوات البريطانية من ربوع مصر الى منطقة قناة السويس فقط حيث كان يدعى البريطانيون أن قواتهم موجودة فقط لحمايتها، ولكن البريطانيين لم يلتزموا بوعدهم باستقلال مصر، وجعلوا ذلك رهينة لمعاونتهم فى الحرب العالمية ضد الألمان فى العلمين.

الجلاء البريطانى عن مصر
عمليات فدائية
وهنا قررت مصر إلغاء الاتفاقية فى اكتوبر 1951، مما أجج الحركة الفدائية المصرية ضد معسكرات الإنجليز فى منطقة القناة، الأمر الذى أدى إلى وقوع مذبحة قسم شرطة الإسماعيلية الأبطال فى 25 يناير 1952، بدعوى انهم يعاونون ويخفون الفدائيين «وقد كان حقيقيا».

وتصاعدت الأحداث واتخذت طابعًا مثيرًا، ففى اليوم التالى شب حريق القاهرة، وتزامن ذلك مع حالة غضب لدى الضباط الأحرار بنهاية حرب فلسطين فى بدايات 1948، بعدما تم الدفع بالقوات إلى المعركة دون خطة او تسليح، وأضبح ذلك كله مقدمة لثورة وطنية فى 23 يوليو 1952، والتى رفعت مبادئها الستة الأساسية، وعلى رأسها القضاء على الاستعمار وبناء جيش وطنى قوى.
الجلاء البريطانى عن مصر
مباحثات الجلاء
وبذلك، بدأت مباحثات الجلاء بجدية بين مجلس قيادة الثورة وممثلى بريطانيا بعد أقل من عام ونصف العام من قيام الثورة، ليتم بالفعل توقيع الاتفاقية فى اكتوبر 1954. ومغادرة آخر جندى بريطانى للتراب الوطنى فى 18 يونيو 1956، وأصبح ذلك اليوم عيدًا وطنيًا للجلاء فى مصر.
وفى مفاوضات الجلاء ضم الجانب المصرى بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة، وأبرزهم “الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أما المحور السياسى فقد قاده ثعلب السياسة المصرية الدكتور محمود فوزى..
فيما ضم الجانب البريطانى سفير المملكة المتحدة فى القاهرة رالف ستيفنسون، وقائد القوات البريطانية فى مصر الجنرال بينسون، ومساعد وزير الخارجية للشرق الاوسط أنتونى هيد، وممثل وزارة الدفاع البريطانية، ومن خلف الستار وزير الخارجية أنتونى إيدن، ورئيس الوزراء وينيستون تشيرشل. وساطة أمريكية
ولعبت أمريكا دور الوسيط فى هذه المفاوضات للوصول إلى حلول مقبولة، إذ أن بريطانيا حليف واشنطن الأول خلال الحرب العالمية، وعضو حلف الاطلنطى “الناتو”، أما مصر فتمثل لها حليف إقليمى منتظر سيلعب دورًا مهمًا فى استقرار الشرق الأوسط و قناة السويس، والأهم هو عدم إعطاء فرصة للقوة العظمى الجديدة المتمثلة فى الاتحاد السوفيتى من التمدد فى الشرق الاوسط واجتذاب مصر، ولذلك شجعت أمريكا مصر لإتمام الجلاء بوعود بمساعدات اقتصادية وعسكرية، وبخطابات مباشرة من الرئيس ايزنهاور .الأمر الذى أغضب بريطانيا حينذاك.
وستظل مصر تفخر بأنها أخرجت القوات الإنجليزية من أرضها، وستبقى صورة الزعيم الرئيس الراحل عبد الناصر، وهو يرفع العلم المصرى على مبنى قناة السويس، يوم 18 يونيو 1956، رمزًا من رموز الكرامة للمصريين.
ناصر الجزار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى