المرأة وبناء الأسرة
المرأة هي الأم والأخت والبنت، هي رفيقة الدرب( ) لزوجها، والأسرة لأبناءها وتربيتهم وتعليمهم، لو صلحت المرأة والتزمت كما أمرها الله، لصلحت الأسرة والمجتمع بأكمله من حولها، فالمرأة عنوان الحياة ومدرستها اسمها كينونتها( )، حيث الحشمة والتحشم( ) والتهذب والطاعة فعن أبي هريرة قال: “إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، و صامَت شهرَها، و حصَّنَتْ فرجَها، وأطاعَت زوجَها، قيلَ لها: ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ”……… والحياء( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) صدق الله العظيم، حيث الوفاء والإخلاص لزوجها وبيتها والإعانة على كَبَدِ الحياة، فالمرأة جزء لا يتجزأ من حياة الرجل، وكذلك الرجل جزء لا يتجزأ من حياة المرأة، فالرجل والمرأة مشتركان معا كل منهما بما كلف به من مسئوليات. لذا فصلاح المجتمع لايتوقف عند البناء الاقتصادي وفقط حيث توفير الملاذ الآمن( ) من طعام وشراب وفيلا وشاليه وسيارات بأنواع مختلفة ورفاهية كاملة …..إلخ, وانما لا بد وأن يُؤخذ في الاعتبار بناء الأسرة بناءا حقيقيا من خلال الحفاظ على المرأة وتهذيبها وتعليمها لبناء أسرة تخرج أجيال تحافظ على الاقتصاد وخلافه, ويكون لها الدور في بناء مجتمع حقيقي، تربى على الفضيلة والأخلاق الحميدة والقيم والمبادئ والعادات والتقاليد السليمة، أما وإن بات الأمر في تسيب وانحلال أخلاقي وانفلات وتفلت أسري، وأصبحت الحرية مطلقة ومشاهدة السئ والقبيح والغير مألوف للمنهج الصحيح الذي رسم للمرأة، فلا تنتظر منها بناء أسرة تفيد مجتمعها بشئ بل أضرت بغيرها من أفراده، وهو ما نلاحظه للأسف الشديد من انحدار وتفكك للأسر وكثرة اللجوء للقضاء…..وباتت المرأة التي تخلع زوجها تفخر وتتفاخر( ) وتتباها بما أقدمت عليه، ولا أنكر حقها في ذلك إذا استحالت العشرة، لكن وفق المناهج والضوابط الفقهية السليمة، فالطلاق حلال رغم بغضه، والمرأة لها الحق في المشاركة الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، فدورها لم يكن مقتصرا على بيتوتها وتربية الأولاد وتعليمهم وفقط، بل لها الحق وفق الطريق المرسوم لها وما يحافظ عليها وعلى كيان مجتمع يتشكل بها وبدورها, وما تنشئه من أسرة بمعاونة زوجها في الحياة. دكتور محمد عويان المحامي بالنقض.