الخليج .. يعطى قبلة الحياة لترامب.. القرد الأمريكى يجمع الجزية ..وعاد لينتقم.

تكتب بسمة مصطفى الجوخى الباحثة في الشؤون الدولية
وعاد ترامب لينتقم ويبتز العرب
فهو لا يحسب لهم حساب ،
ولايراهم من الأساس ،وهذا ما صرح به ترامب
وكما يقال فى مصر ” رجعت ريما لعادتها القديمة”
يريد الترامب ألا تقوم أى أقطاب أخرى ،
وتظل أمريكا هى القوى المهيمنة على العالم ،
ومن المؤسف أن العرب من يساعده على ذلك ،
فالوقت الذى تكون فيه معظم الدول تتعاون ،
مع روسيا والصين تأتى نفس هذه الدول وتتعاون مع ترامب ،
وتساعده على فرض سيطرته أكثر ،
كما أن الرئيس الروسي ” بوتين”
قد صرح بإنه لابد أن يكون ،
هناك نظام عالمى جديد أكثر توازنا ،
فكان ينبغى أن يستغل الجميع هذا التصريح ،
ويخرج من تحت أنياب سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية،
فكان من الطبيعى أن يأتى ترامب لأضعف منطقة ،
وهى منطقة الشرق الأوسط ،
فى الوقت الذى كل البلاد الأخرى ثارت عليه ،
منهم بعض من دول أمريكا اللاتينية ودول أفريقيا وأوروبا ،
فلم يجد ترامب للاسف أمامه إلا المنطقة العربية لتستمر بها هيمنة أمريكا،
وتظل هى القوى الوحيدة المهيمنة فى العالم .
والعرب اليوم تكافئ ترامب على كل ما يفعله ،
فى غزة تحديدا وسوريا ولبنان واليمن والعراق وليبيا والصومال ،
وعلى كل الدمار والخراب الذى أصاب الشرق الأوسط ،
منذ بدأ الدمار،
فالظلم والفقر والتعصب ،
والجهل ، وانفصال الحكومات عن شعوبها ،
وتفرق الدول العربية،
جعل الطغاة تنهش وتسن أنيابها فى الغابة ،
التى تم بنائها على أيديهم ،
مستغلين كل ما ذكرناه.
والبجاحة الشيطانية التى يتحدث بها ترامب ،
ويفعل بها كل ما يحلو له ،
جاءت من التخاذل والصمت والخوف والتفرقة ،
أما كارت الحوثيون الذى تتغذى على يد أمريكا وإيران ،
وتستخدمه أمريكا وقت ما تريد ،
فقد استخدمه ترامب مباشرة ،
بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية،
فعمل على إعادة تصنيف جماعة الحوثي ،
وإدراجها من ضمن القوائم الإرهابية ،
أولا لتنال من اليمن وتدمر ما تبقى منها ، _ ولتحارب به مصر عن طريق قناة السويس ،
وفى نفس الوقت استغل ترامب جماعة الحوثى،
ليجامل المملكة العربية السعودية،
ويأخذ ما يريد بطريقة التهديد والترغيب الغير مباشر ،
بحديثه عن خطر جماعة الحوثى وزعمه ،
بإنه يريد الأمن والاستقرار فى المنطقة ،
وبإنه لن يسمح مطلقا بأن تكمل إيران ،
مشروعها النووى،
زعما من ترامب إنه بذلك يقف بجانب السعودية ، ضد جماعة الحوثي ،
ويضعهم فى قائمة الإرهاب من أجلها .
وهكذا ترامب يتودد للسعودية ويأخذ ما يريد ،
كما فعل ترامب خطة شيطانية على غزة بعد توليه الرئاسة، حيث إنه جعل حرب الإبادة والتجويع بطريقة شرسة ودموية،
حتى يصل الأمر لجعل الجميع يتحدث فقط ،
عن مبادرة لوقف إطلاق النار ،
وليس لحل القضية الفلسطينية ،
فالكل أصبح يتمنى وقف إطلاق النار ،
من هول ما يحدث فى غزة ،
وبهذا ترامب قد يضرب عصفورين بحجر واحد ،
إذا طالبت السعودية بوقف إطلاق النار فى غزة ،
بهذا قد يستطيع من وجهه نظره ،
التحدث فى التطبيع بين السعودية والكيان الصهيونى ،
وكأن وقف إطلاق النار معجزة ،
هكذا سيشعر الكثير بهذا نظرا لما يحدث فى غزة الآن،
وفى نفس الوقت يلقى الوعود للسعودية ،
عن مساعدته لها فى بدء مشروعها النووى الذى تريده،
وجاءت الصدمة ! إنهالت الهدايا والتريليونات على ترامب ، حتى من قبل قدومه ،
وأخذ ما يريد مجانا وبدون تعب ،
أو حتى إلقاء وعود كاذبة ومزعومة،
بل فرشت له الأرض بالورود ،
وللأسف رغم أن كل العالم يرى قدر العرب ومكانتهم،
وكان الجميع يحسب له ألف حساب مثل ما يقال ،
لما وهبه الله لهم من نعم “دين وعلم وعقل وثروات وعزة وكرامة،
كل ذلك يحسدون عليه ،
ولكن للأسف لم ترى العرب،
كل هذه النعم ولم تحمد الله عليها، ولم تقدر نفسها ،
بل ومن المخزى إنهم يستحلون إذلال أنفسهم ،
ولو ظلوا يبكون على أنفسهم دهرا ، ما شفى غليلهم .
ترامب الآن كالديب المسعور ،
الذى يريد أن ينهش ثروات الشرق الأوسط ،
ودول أمريكا اللاتينية،
وأيضا ثروات بعض من الدول الأوروبية ،
وياليت الجميع يستغلون حالة الوهن التى أصابت الاقتصاد الأمريكى،
ويستغلون أيضا كره معظم الشعوب لهم وتحديدا بعد ما فعلوه فى أهل غزة،
ليتهم يستغلون كل هذا فى إنهاء السيطرة والهيمنة الأمريكية،
ولكن ما يحدث الآن من بعض الدول هو العكس،
وللأسف ما حدث من الحكومات ،
أشعل نار الفتنة بين الشعوب وبعضها
وقطعا قد يساعد فى ذلك ،
مواقع التواصل الاجتماعي ،
التى يديرها الكيان الصهيونى المظلم وأعوانه ،
كما أن الثقة قد تفقدها الشعوب فى قيادتهم ،
وكل ذلك يحدث
والأعداء ،
يضحكون سخرية واستهزاء ،
بمن خضع واستسلم ورضى بالذل ،
كما أن الشيطان ضحك على “أمريكا والصهيونية ”
عندما استخدمت أمريكا الكيان الصهيونى ذراع لها ،
حتى تفرض هيمنتها وتظل تسيطر وتخوف من يقف فى وجهها ،
ووافقت على هذا الاتفاق ،
وظلت تكبر الكيان الصهيونى وتحميه ،
فهى تعلم أن وجودها واستمرار هيمتها على العالم ،
فى وجود هذا الكيان المظلم،
وفى نفس الوقت
تستخدم الصهيوماسونية أمريكا ،
ذراع لتنفيذ كل مخططاتها .
وكل ماحدث من صراعات ،
وحروب متتالية فى الآونة الأخيرة ،
هو إعادة لتشكيل خريطة المنطقة ،
_ بالحرب على غزة _ودعم الصهيونية لجبهه تحرير الشام وإعطاء الضوء الأخضر ،
لها بالتحرك ،
وجاء هذا فورا بعد اتفاق وقف ،
إطلاق النار فى لبنان،
_ومن قبل تحرك عصابة حميدتى فى السودان ،
_وتحرك جماعة الدواعش فى ليبيا،
_ والملئ الخامس لسد المؤامرة الأثيوبى
_وضربات الحوثيون،
كل ذلك جاء لتغيير خريطة منطقة الشرق الأوسط، وإكمال للمخططات
وترامب الآن يحاول أن يعرقل صعود الصين ،
ويحاول ألا تسقط الهيمنة الأمريكية،
ولا يعرف إنه لن يستطيع فعل ذلك،
فالصين هى القوى الأساسية ،
القادمة والأكثر خطورة ،
والمخطط لها منذ زمن ،
وأمريكا هى الستار التى تكمن ،
ورائها الصين طيلة هذه السنوات ،
فالتوازن أمر آلهى ولا يستطيع أحد أن يتحكم به ،
وكل شئ يجرى بتقدير الله تعالى ،
ولا يقع شئ إلا بمشيئة الله عز وجل
ولا مشيئة للعباد إلا ماشاء لهم ،
وكل شئ أراده الله وقع وإرادة الله تعالى فوق الجميع ومشيئة الله نافذة ……….