مقالات

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فقه الصبر

رئيس اتحاد الوطن العربي الدولي يتحدث عن فقه الصبر
مؤسس ورئيس اتحاد الوطن العربي الدولي
رئيس الإتحاد العالمي للعلماء والباحثين
الصبر لغةً:
– يعني الحبس والمنع؛ أي حبس النفس عن الجزع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن ما لا يليق. 🕊️✨
🌙 هو التحمّل والامتناع عن الجزع عند الشدائد. 🕊️
🌙 هو الثبات على الشيء دون تراجع رغم الصعوبة. 🌿
🌙 هو القدرة على كفّ النفس عمّا لا يليق وقت الضيق.
✨هو المكابرة والتحمّل مع ضبط النفس وطول الانتظار. ⏳
📖 الصبر اصطلاحاً:
🌼 هو ثبات النفس على ما يقتضيه العقل والشرع، سواء في طاعةٍ تُرهِق، أو معصيةٍ تُغري، أو بلاءٍ يُتعب، مع الرضا واليقين بحكمة الله. 🌿💛
🌼 هو تَحمُّل المكاره في سبيل تحقيق ما هو خير وأصلح بلا شكوى أو تذمّر 💛.
🌼 هو قوّة داخلية تضبط المشاعر والأفعال عند الشدائد، مع الرضا بقضاء الله. 💛
🌼 هو الثبات على الطاعة، والابتعاد عن المعصية، والرضا بالابتلاء مع حسن الظن بالله.
🌼 هو الاستمرار في الطريق الصحيح رغم الإغراء أو التعب أو التأخير، ثقةً بحكمة الله
📘ثانيا- الصبر في القرآن الكريم:
الصبر من أعظم الأخلاق التي أكّد عليها القرآن، وجاء ذكره في مواطن كثيرة بأساليب مختلفة تدلّ على مكانته وفضله.
🌿 1. الصبر خُلُق مأمور به
قال تعالى:
✨﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا﴾
الصبر هنا أمرٌ إلهي مباشر يدل على ضرورته وقوّته في حياة المؤمن.
– عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : أقبل علي أبو هريرة يوما فقال : أتدري يا ابن أخي فيم نزلت هذه الآية : قلت : لا . قال نزلت في قوم يعمرون المساجد ، يصلون الصلاة في مواقيتها ، ثم يذكرون الله فيها ، فعليهم أنزلت : (إصِبروا ) أي : على الصلوات الخمس (وصابروا ) أنفسكم وهواكم ( ورابطوا ) في مساجدكم ( واتقوا الله ) فيما عليكم ( لعلكم تفلحون ) .رواه الحاكم
🌤️ 2- الصبر مقرون بالعاقبة الحسنة:
قال تعالى:﴿ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)﴾ أي اصبرعلى ما أنت عليه، من الدين القويم، والصراط المستقيم،فالعاقبة الحسني إمنا ستكون لأهل التقوي والصبر. 💛
🌙 3. الصبر طريق الأجر العظيم
قال تعالى:﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (10) الزمر
أي أن ثواب الصابرين بلا حدّ ولا عدّ. عن قتادة: لا والله ما هُناكم مكيال ولا ميزان أي في الجنة. 🌟
🕊️ 4. الصبر في مواجهة البلاء:
قال تعالى:﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾
علموا أنهم ملك لله يتصرف في ملكه بما يشاء ، وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة ، فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده ، وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة 🌼
💪 5. الصبر قوة في مواجهة الأعداء
قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾
فإنكم بالصبر على المكاره تُدركون مرضاتي, وبالصلاة لي تستنجحون طلباتكم قبَلي، وتدركون حاجاتكم عندي 🔥
💫 6. الصبر خُلُق الأنبياء
🌿 ذِكرُ صبر أيوب، ويعقوب، وموسى، ومحمد عليهم السلام.
📖✨ثالثا- الصبر في السنة النبوية:
السنة مليئة بالأحاديث التي تُبين فضل الصبر وعلو منزلته عند الله، وتُظهر كيف كان النبي ﷺ قدوة في الثبات والرضا رغم الابتلاء.
🌿 1. الصبر من أعظم العطايا:
– عن أبي سعيد الخدري قال ﷺ: (وما أُعْطِيَ أحدٌ عطاءً هو خيرٌ وأوسَعُ مِنَ الصَّبرِ). البخاري ومسلم 🌼
هذا الحديث يبيّن أن الصبر من أعظم النعم التي يمنحها الله لعباده.
🌙 2. الصبر عند الصدمة الأولى
عن أنسٍ قالَ : أتى نبيُّ اللَّهِ ﷺ على امرأةٍ تبكي على صبيٍّ لَها فقالَ لَها : اتَّقي اللَّهَ واصبِري فقالت : وما تُبالي أنتَ بمصيبَتي ، فقيلَ لَها : هذا النَّبيُّ ﷺ ، فأتتهُ ، فلم تجِدْ على بابِهِ بوَّابينَ فقالت : يا رسولَ اللَّهِ ، لم أعرفْكَ ، فقالَ : إنَّما الصَّبرُ عندَ الصَّدمةِ الأولى ” 💛البخاري
أي أنَّ الصَّبرَ المحمودَ الذي يُؤجَرُ عليه الإنسانُ يكونُ عندَ صَدمةِ المُصيبةِ الأُولَى وبِدايتِها؛ لأنَّه هو الذي يَشُقُّ ويَعظُمُ تَحمُّلُه ومُجاهدةُ النَّفْسِ عليه، وأمَّا بعْدَ الصَّدمةِ الأُولى ومُرورِ الأيامِ فكلُّ أحدٍ يَصبِرُ ويَنسَى المُصيبةَ.
🌤️ 3. الصابر مأجور على كل شيء
– عن أبي هريرة قال النبي ﷺ: ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ. ” 🕊️البخاري ومسلم
للصَّبرِ على المَرضِ والابتلاءاتِ ثَوابٌ عَظيمٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ وذلك أنَّ اللهَ جعَل الابتلاءاتِ كفَّاراتٍ لذُنوبِ المُؤمنِ ورِفعةً لدَرجاتِه.
🌸 4. الصبر على القضاء
عن صهيب بن سنان قال النبي ﷺ: عَجِبْتُ لأمرِ المؤمنِ ، إنَّ أمرَهُ كُلَّهُ خيرٌ ، إن أصابَهُ ما يحبُّ حمدَ اللَّهَ وَكانَ لَهُ خيرٌ ، وإن أصابَهُ ما يَكْرَهُ فصبرَ كانَ لَهُ خيرٌ ، وليسَ كلُّ أحدٍ أمرُهُ كلُّهُ خيرٌ إلَّا المؤمنُ.” 🌿مسلم ..
– المؤمن دائمًا رابح مهما تغيّرت الظروف يبقى في خير؛ لأن موقفه صحيح أمام الله. 🙏
– الشكر عند النعمة إذا جاء ما يحبّه يحمد الله، فيتحوّل الفرح إلى عبادة تزيده قربًا. 💖
– الصبر عند الشدة ⛈️إذا جاء ما يكره يصبر، فيتحوّل الألم إلى أجر وثواب. 🕊️
– الإيمان يغيّر النظرة للحياة 👀لا يرى المؤمن الأحداث بظاهرها فقط؛ بل ينظر إلى حكمة الله خلفها. 🌙
– التوازن النفسي للمؤمن ⚖️الشكر والصبر يمنحان شجاعة وطمأنينة مهما كانت الأحوال.
– خصوصية المؤمن ⭐المؤمن رابح في كل أحواله ما دام يصبر ويرضى.
🌟 5. منزلة الصابرين:
🌿 قال رسول الله ﷺ:”إنَّ عِظَمَ الجَزاءِ مع عِظَمِ البَلاءِ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَن رَضِيَ فلهُ الرِّضا، ومَن سَخِطَ فلهُ السُّخْطُ” رواه الترمذي وصححه الألباني
📌 المعنى:كلما عَظُم البلاء، كان الأجر أعظم، والصبر دليل على رضا العبد بما قدّره الله.
💫 6. الصبر خلق الأنبياء 🕊️💛
قال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} [الأحقاف:35]،
🌟 رابعا – فضائل الصبر:
قال تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت:35].
1- الصبر واليقين طريق الإمامة في الدين
قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة:24].
فالإمامة في الدين والتبحر في دين الله عز وجل لا يأتي في يوم وليلة،
– ابن عباس: ذللت متعلماً وعززت عالماً، ومن خدم المحابر دانت له المنابر.
– أحمد بن حنبل: قال: مع المحبرة إلى المقبرة.
– سيدنا سفيان بن عيينة: لما أخذوا برأس الأمر جعلناهم رءوسا.
2- الجنة لا تنال إلا بالصبر قال تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:23 – 24].
قال رسولُ الله ﷺ:قالَ اللهُ تعالى: ما لِعَبدي المُؤمِنِ عِندي جَزاءٌ إذا قَبَضتُ صَفِيَّهُ مِن أهلِ الدُّنيا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إلَّا الجَنَّةَ »البخاري
📌 المعنى:
من ابتلي بفقد من يحبّ، فصبر واحتسب الأجر عند الله، فليس له جزاء أقلّ من الجنة. 🌸
3- محبة الله عز وجل واجبة للصابرين قال الله تبارك وتعالى: { وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:146].
4- معية الله الخاصة -معية الحب والعناية قال تعالي: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة:153].
6- أقسم تعالي أن الصبر خير،: {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل:126]،
7- لا ينتفع بآيات الله الكونية إلا الصابرون، قال تعالى في شأن قوم سبأ: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [سبأ:19].
8- الصبر سبيل النصر
قال تعالي: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران:120].
والصبر من عزائم الأمور؛
وقال لقمان لابنه: {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [لقمان:17].
📖خامسا – أنواع الصبر:
1️⃣ الصبر على الطاعة
🔹 هو الثبات على فعل ما أمر الله به، مثل الصلاة، والصيام، والصدقة، والقيام بالأعمال الصالحة رغم المشقة أو الملل.
🌟 مثال: الثبات على قيام الليل كل يوم.
2️⃣ الصبر عن المعصية
🔹 هو الإمساك عن ارتكاب ما نهى الله عنه، رغم الإغراءات أو الرغبات النفسية.
🕊️ مثال: مقاومة الغضب أو الكذب أو الغيبة.
3️⃣ الصبر على البلاء والمصائب
🔹 هو تحمل الشدائد، كالفقر، أو المرض، أو فقدان الأحباب، أو أي ابتلاء يصيب الإنسان، مع الرضا بقضاء الله.
🌤️ مثال: صبر أيوب عليه السلام على مرضه الشديد.
4️⃣ الصبر على الأذى والظلم
🔹 هو الصمود أمام إيذاء الناس، أو الظلم، أو الإهانة، دون الانتقام أو الجزع.
🌿 مثال: صبر النبي ﷺ على أذى قريش.
5️⃣ الصبر على تأخير الفرج
🔹 هو الثبات على الأمل وعدم اليأس عند تأخر تحقيق المراد أو تأخر استجابة الدعاء، مع الثقة بحكمة الله.
⏳ مثال: انتظار إجابة الدعاء والرزق رغم طول الزمن.
وله تقسيم آخر:
– صبر بالله: أن تصبر وتعلم أن الله عز وجل هو الذي يصبرك، قال تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل:127].
– صبر لله: وهو أن تصبر ويكون باعث الصبر في قلبك إرادة وجه الله عز وجل والدار الآخرة لا المحمدة عند الناس ولا إظهار قوة النفس.
– صبر مع الله:
ابن القيم ، وهو صبر الصديقين وهذا شديد وهو أن تدور مع أوامر الله عز وجل ومع نواهي الله عز وجل،
📛 الصبر المذموم
– وهو الصبر عن الله فهو صبر اللئام.
وكيف تصبر عن الله عز وجل وملاك الخير كله منه، وأمرك كله بيده، ورجوعك كله إليه، وكل فضل أعطيته فهو منه،
⚠️ أمثلة على الصبر المذموم:
1️⃣ ا-على الظلم: الصمت أو التهاون عند تعرض الإنسان للظلم وعدم طلب الحق. 🕳️
2️⃣ – على المعصية: الاستمرار في فعل محرم أو ترك الطاعة رغم القدرة على التوبة. 🔥
3- صبر على الفساد الأخلاقي والاجتماعي
🌫️ مثال: الصبر على انتشار الرشوة أو الغش أو السلوكيات الخاطئة دون محاولة الإصلاح.
4 صبر على الغفلة والكسل
🌙 مثال: التأجيل المستمر للصلاة أو قراءة القرآن بحجة الانشغال
📖سادسا – قصة صبر أيوب عليه السلام:
قال الحافظ في الفتح:
“أصح ما ورد في قصته عن أنس أن رسول الله ﷺ قال: (إِنَّ أَيُّوبَ نَبِيَّ اللَّهِ كَانَ فِي بَلائِهِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ، إِلا رَجُلانِ مِنْ إِخْوَانِهِ كَانَا مِنْ أَخَصِّ إِخْوَانِهِ، كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ وَيَرُوحَانِ إِلَيْهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: “أَتَعْلَمُ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ”، قَالَ صَاحِبُهُ: “وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ اللَّهُ فَيَكْشِفُ عَنْهُ”، فَلَمَّا رَاحَا إِلَيْهِ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ أَيُّوبُ: “لا أَدْرِي مَا يَقُولُ غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ عَلَى الرِّجْلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي فَأُكَفِّرُ عَنْهُمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ يُذْكَرَ اللَّهُ إِلا فِي حَقٍّ”، قَالَ: وَكَانَ يَخْرُجُ إِلَى حَاجَتِهِ فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَبْطَأَ عَلَيْهَا وَأُوحِيَ إِلَى أَيُّوبَ فِي مَكَانِهِ أَنِ: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ)، فَاسْتَبْطَأَتْهُ، فَلَقِيَتْهُ يَنْتَظِرُ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهَا قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ مَا بِهِ مِنَ الْبَلاءِ، وَهُوَ عَلَى أَحْسَنِ مَا كَانَ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ: “أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، هَلْ رَأَيْتَ نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا الْمُبْتَلَى؟ وَوَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِهِ مِنْكَ إِذْ كَانَ صَحِيحًا”، قَالَ: “فَإِنِّي أَنَا هُوَ”، وَكَانَ لَهُ أَنْدَرَانِ أَنْدَرٌ لِلْقَمْحَ وَأَنْدَرٌ لِلشَّعِيرِ، فَبَعَثَ اللَّهُ سَحَابَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ، وَأَفْرَغَتِ الأُخْرَى عَلَى أَنْدَرِ الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ)” (ورواه أبو يعلى وأبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني).
🔹. الابتلاءات التي واجهها
صُدم أيوب بفقدان كل شيء:
فقد ماله وثروته 💰
فقد أولاده 👨‍👩‍👧‍👦
أصابه مرض شديد أرهقه جسديًا 😷
🔹. رد فعل أيوب عليه السلام:
رغم كل هذه الشدائد، لم يجزع أو ييأس، بل قال:إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ” 🌿
وظل صابرًا مستعينًا بالله، محتسبًا أجره عند الله.
🔹. دعاؤه المستمر
قال أيوب عليه السلام:
“وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ” 🌸
الدعاء كان وسيلته للتواصل مع الله وطلب الرحمة والفرج.
🔹. الفرج والنصر
استجاب الله دعاء أيوب، وعافاه، ورد له صحته وأولاده وماله، مضاعفًا البركة فيه 💛🌟
ـأنواع الشكوى
1- شكوى إلى الله:
– فلقد مدح الله نبيه يعقوب فقد رفع شكواه إلى مولاه، فقال: {إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [يوسف:86]:
– رفع نبي الله أيوب شكواه إلى الله قال تعالي: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء:83] فالشكوى إلى الله لا تنافي الصبر.
قال ابن حبان في الثقات: قال رجل: بينا أنا أمر في عريش مصر في الصحراء إذا بي أسمع صوت رجل يثني على الله عز وجل بمحامد ما سمعت مثلها من قبل في الثناء على الله عز وجل، فقلت: والله لأذهبن إلى تلك الخيمة، فإذا رجل قد ذهبت يداه ورجلاه وكف سمعه وبصره إلا القليل، قلت له: أي نعمة من نعم الله تحمده عليها؟ قال له: وما لي لا أدعو الله عز وجل، فوالله لو أمر الجبال فنسفتني أو أمر النيران فأحرقتني أو الأرض فابتلعتني ما كففت عن ذكره وشكره، قال: رجعت أتفكر على أي شيء وقد كف سمعه وبصره وكل شيء فيه قد ذهب، قال لي: إليك حاجة، قلت: مثلك تجاب حاجته على الفور، تكلم والله إن من أحب شيء إلي أن أسعى في حاجة مثلك، قال: أنت تعلم ما أنا فيه، وقد كان لي ابن يوضئني ويقيم على عنايتي وقد ذهب منذ أيام، فقلت: والله لأبحثن عنه، فمضيت غير بعيد فإذا بعظام هذا الشاب وقد افترسه السبع قلت: يا رب بأي وجه أعود إلى هذا الرجل، ثم تفكرت في نبي الله أيوب وما حل به فقلت: أدخل عليه من هذا المدخل، قلت: أنت أفضل أم نبي الله أيوب؟ وتعلم كيف ابتلاه الله عز وجل في جسده وكذا وكذا، قال: نعم، قلت: فكيف وجده الله عز وجل؟ قال: وجده صابراً، قلت: ولم يزل الله عز وجل يبتليه حتى أوحش منه أهله وأحبابه فكيف وجده الله عز وجل؟ قال: صابراً، قال: ماذا تريد؟ قلت: إن ابنك قد افترسه السبع، فرفع يده إلى السماء وقال: الحمد لله الذي لم يجعل ولداً من صلبي محله النار، ثم شهق الرجل فمات، لما مات من كان يعول هذا العبد الصالح قضى الله بموت هذا العبد الصالح
2- الشكوى من الله:
فهي شكوى للمخلوق من الخالق.
فإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم!
ذكر أن رجلاً كان يشكو إلى الناس، فقال له رجل من الصالحين: لك يد؟ قال: نعم، قال: لو قطعت؟ قال: أدفع فيها خمسة آلاف دينار، ثم قال له: ولك عين تبصر بها؟ قال: نعم، قال: لو أخذ الله نورها؟ ثم قال له: يا هذا عندك آلاف مؤلفة من الدنانير وأنت تشكو الفقر بعد ذلك.
اللهم بك نستنصر فانصرنا، وعليك نتوكل فلا تكلنا، وإياك نسأل فلا تحرمنا، ولجنابك ننتقل فلا تبعدنا، وعلى بابك نقف فلا تطردنا.
اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا.
اللهم أدبنا بأدب الصالحين من عبادك، اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيها أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.
اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام! يا حي يا قيوم! اللهم لا تفضح بلادك بذنوب عبادك، بك نستنصر فانصرنا وعليك نتوكل فلا تكلنا.
اللهم إنا نسألك لذة العيش مع الموت وحسن النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك.
اللهم ارحم عبادك وبلادك، اللهم ارزقنا الأمن والأمان في بلادنا وأوطاننا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى