ربيع جمال الجوهري يكتب (وصايا الحكيم” آني ” وزماننا )
ما أجمل القدماء المصريين وما اعظم الحديث عن سلوكياتهم وعاداتهم وتقاليدهم وتفوقهم في المجال الديني و السياسي و الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والفني والمعماري وما امتع البحث والتنقيب عن المصطلح المسمي ب(لعنة الفراعنه)
فأنا لست بصدد الحديث عن كل ذلك
ولكن ما جذبني حقا هو ما قرأته عن رجل حكيم يدعي (آني) عاش في عصر الأسرة الثامنة عشر في قصر أحد الملوك وظهر قبل اخناتون بمئات السنين
هذا الرجل هو صاحب الحكم والمواعظ التى اشتهرت فى هذه الحقبة التاريخية والتى كتبها لابنه، وقال عنها الدكتور سليم حسن فى كتابه( الأدب المصرى القديم) أنها تُعد من أحسن ما وصل إلينا من الأدب المصرى من نصائح وحِكم وتجارب ومُعاملات إنسانية وفي معظمها تمس الأخلاق والدين والسلوك فى حياتنا الدنيا
فقد قال لابنه : سأحدثك بكل ما هو حسن ، لكي يعيه قلبك ، فاتبع ما أقول ، حتى تكون محمـود السيرة ، بعيدا عن كل شر ، ويقـول عنك الناس انك على خلق عظيم ، ولا يقولون انك فاسد بليد»⚡
ثم سرد له العديد من الوصايا التي تتدور حول أمور حياتية هامة :-
-فعن التبكير في الزواج والعض عليه قال :- اتخذ لنفسك زوجة وأنت صغير حتى تعطيك ابنا تقـوم عـلى تربيته وأنت في شبابك ، وتعيش حتى تراه وقد اشتد وأصبح رجلا ـ ان السعيد من كثرت ناسه وعياله فالكل يوقرونه من أجل أبنائه .
-وعن آداب الزيارة قال :- لا تكن سليطا ولا متطفلا ، ولا تدخل بيت غيرك ، وعندما تكون في منزل اناس آخرين وترى عينك شيئا فالـزم الصمت ولا تبح به لأي شخص كان في الخارج ، حتى لا تكون لك جريمة كبرى عندما يصل أمره الى الأسماع .
-وعن بر بالابوين قال : قدم الماء لأبيك وأمك اللذين انتقلا الى قبرهما في الصحراء . واياك أن تغفـل هـذا الواجب ، حتى يعمل لك ابنك بالمثل .
– وعن معامله الزوجه قال :- لا تمثل دور الرئيس مع زوجك في بيتها اذا كنت تعرف انها ماهره في عملها ، واجعل عينك تلاحظ في صمت حتي يمكنك ان تعرف اعمالها الحسنه ، وستكون سعيده اذا كانت يدك معها وبذلك يتجنب الرجل تحريك الشجار في بيته.
-وعن التحذير من الخمر قال :- لا تفرط بشرب قدر كبير من الجعة ، فأنت اذا تكلمت خرجت عبارة أخرى ( غير التي تريدها ) من فمك ، وانك لتسقط فتتهشم أعضاؤك ، ولا يمد اليك أحد يده ويقوم رفقاؤك ويقولون : « ألا بعدا لهـذا الأحمـق » • واذا جاء من يبحث عنـك ليستجوبك، فانهم يجدونك على الأرض ملقى مثل طفل صغير .
-وعن التذكير بالمـوت قال :-أقم لنفسك قبرا يثوى فيه جثمانك فذلك أمر جليل .لأن رسـول المـوت سيأتيك ، واذا أتاك فانك لن تستطيع أن تقول له :- اني مازلت صغيرا » ، فإنك لا تعرف متى تحين منيتك،فالموت يأتى عـلى حين غفلة ، فهـو يختطف الطفـل الذي يرقد بين ذراعي أمه ، كما يختطف الرجل الذي بلغ من الكبر عتيا.
-وعن اختبار الصديق قال :- ابتعد عن الرجل الشرير ، ولا تتخذ منه صديقا ، وتخير اخوانك بعـد أن تبلوهم(تختبرهم) لكيتحقق من صدقهم واستقامتهم ، وتجنب من كان سيئ السيرة.
-وعن الا غترار بالمال قال:- قد تملك قطعة أرض أحيطت بسياج جميل من الأزهار ، وتنمو فيهـا أشجار الجميز ، وقد تمتلىء يدك بأجمـل الأزاهير وأنضرها ، ومع ذلك فقد تكون شقيا لا تتكل على مال غيرك ، ولا تعتمد على ما يملكه انسان آخر »
-وعن احترام الغير قال :- لا تجلس ، على حين يقف من هو أكبر منك سنا أو أرفع مقاما.
-وعن فضل الأم قال : اذا ما ترعرعت واتخذت لك زوجة وبيتا ، فتذكر أمك التي ولدتك ثم أنشأتك من جميع الوجوه ، لا تدعهـا تلومك وترفع اكنها الى الله فيسمع شكواها.
-وعن عدم دوام الحال قال :ان النهر الذي كان يجرى بالماء في العام الماضي قد يتحول مجراه هذا العام الى مكان آخر . وان البحار التي تتدفق بالمياه قد تصبح أماكن جافة.
-وعن غدر الزمان و الشفقه علي الانسان قال :- لا تاكلن الخبز اذا كان هناك اخر يتالم من عدمه دون ان تمد يدك اليه بالخبز . فواحد غني وواحد فقير
ومن كان غنيا في السنين الخوالي قد اصبح هذا العام فقيرا ولا تكن شرها فيما يختص بملء بطنك ، وان مجري الماء الذي كان يجري فيه الماء في السنه الماضيه قد يتحول هذا العام الي مكان اخر.
وبعد أن انتهى الحكيم « أني » من توجيه نصائحه الى
ابنه ، بدا الابن يقول :- ليتني كنت مثلك ، حتى أسير على هدى نصائحك ، ويرقى الابن الى منصب أبيه انك لرجل عالي الهمة ، وان كلماتك لمختارة ، تريح قلبي ، ويستوعبها عقلي ، ويفرح بها فؤادی .
كل ماسبق بعتبر امثلة لبعض اقوال الحكيم ( آني ) الذي عاش في عهد الاسره الثامنه اي منذ مايقرب من 4200 عام. وأتسأل من الذي علمه هذا الكلام ؟
ومن اين له بكل هذه المعاني التي وردت بعده بازمان طويلة في القران الكريم؟؟؟
فهل يمكننا اعتباره مجرد مصلح اجتماعي أم حكيم ؟؟
ولكن ما أصابني بالدهشه عندما قرات نصائحه الدينيه التي هي من الاف السنين و قبل الاديان السماويه
وفي النهاية اتمني لو نعمل بهذه لوصايا التي نحتاجها الآن بسبب الفساد الأخلاقي الذي لا مثيل له