مقالات

لك الله يامصر

بقلم : نجوى حجازى

عزيزي المواطن المصري الشريف صاحب الضمير والإنسانية العالية الراقية ، والتضحيات اللامتناهية حتى أنك لا تأبه بالتضحية بدمك من أجل أخٍ لك في العروبة ، لا تقبل له الإهانة ، ولا أن يدنس أرضه من لا دين لهم ولا شرف .

ولذا عليك ألا تغضب مما تسمع وتشاهد في هذه الأيام من إساءة لك ولبلدك ، وإذا ما اعتصرك الألم فانظر إلى قول الشاعر حين قال :

لأن الخيل قد قلت… تحلت حمير الحي بالسرج الأنيق.

إذا ظهر الحمار بزي خيل …

تكشف أمره عند النهيق .

فماذا تنتظر من أناس زيفوا كل الحقائق وصدقوا كذب ما يدّعون ، من أنهم يدافعون عن أرضهم وأنهم عصابة تحارب جيشاً تدعمه كل دول الغرب بعدتها وعتادها ومالها وجنودها ، ماذا تنتظر من مرتزقة ضحوا من خلال مسرحية وهمية أسروا فيها بعض العجائز الذين صرحت دولة الاحتلال نفسها أنها لا تريدهم عندما كان الضغط شديداً على مصر ، بآلاف الشهداء الذين لا ذنب لهم من أطفال ونساء وشباب وشيوخ ، تهجر أكثر من مليون مواطن ، وتهدمت المباني والمنشآت ،والمقابل خدمة أهداف العدو المغتصب للأرض باستهداف سيناء ويليها مصر كلها إذا تم المراد وبدأت دولة الاحتلال في حفر قناتها المزعومة ، ولا تتعجب ممن ينتمون إلى فلسطين ولا يعرفون شيئاً عنها سوى اسمها ، لأنهم لا يدينون بالولاء سوى لمصلحتهم الشخصية فقط ، وليس هذا رمياً بالباطل فالتاريخ يتحدث والذاكرة تنسى والتاريخ ذاكرته حاضرة فهاهي الكويت أول من تحركت من دول الخليج لمناصرة أهل غزة ، تناست غدرهم بها حين دخل صدام إلى الكويت ، كيف أعانوه ورفعوا صوره وبلغوا عن أهل البلد التي آوتهم وأطعمتهم من خيرها ليتم قتلهم وذبحهم والتنكيل بهم على أيدي جنود صدام ، ومع ذلك تعاملوا بإنسانية وشفافية مع من لا ذنب لهم في غدر الغادرين ، ولن أتحدث عن باقي التاريخ لأنه يعيد نفسه ،ولكن لكل زمان قصته فالملثم وغيره نسي أن مصر لو أرادت لأغلقت أكثر من ألفي نفق تحت الأرض تصلهم بمصر ، وأنه لولا مصر وجيشها وأبناءها لمات أهل غزة جوعاً وعطشاً فيكفيهم بعد قطع الماء والكهرباء والاتصال عنهم أسبوعاً كي ينتهي أمرهم ، نسوا الشاحنات التي كانت ولا تزال من كل أنحاء مصر وبأيدي مصرية وتبرعات مصرية ، ومن بعض رجال الأعمال المصريين التي وصل عددها إلى الآلاف طيلة المدة السابقة وما سيلي ما بعد الهدنة ، وهذا للأسف حال الحمار إذا ما تحلّى بلبس الخيل يتخيل نفسه بطلاً ولكن إذا تحدث كان حديثه نهيقاً ، فعندما شاهدت صورة الملثم مُزين بها أشهر برج في الخليج في أولى الدول التي تطبعت مع اليهود بكل ألوان التطبيع عرفت أنه لابد أن ينال مكافأته فقد نفذ المهمة على أكمل وجه ولابد أن يخرج بطلاً ليتسنى له اتمام مهام أخرى ، لأن تلك المهمة لم تتحقق كما أرادوا لها ، وربما يذكرني مثل هؤلاء الخونة بقصة عن الخيل ، وربما اخترت الخيل في مقالي هذا لأنها رمز التعبير عن الأصالة الحقيقية ، فالعرب قديما كانوا إذا كثرت عليهم الخيل ولم يستطيعوا التمييز بين الخيول ، جمعوها في مكان واحد ومنعوا عنها الطعام والشراب ، وأوسعوها ضرباً ، ثم بعد ذلك يقدمون لها الطعام والشراب ، فكانت الخيل عندئذ تنقسم إلى قسمين قسم يأكل ويشرب ولا يبالي ، وقسم يرفض الطعام من يد أهانته ، وهكذا كان يميز العرب أصيل الخيل من هجينها ، واعتقد أنك الآن عزيزي المواطن المصري عرفت مدى أصالتك ، وأننا لا نملك سوى الصبر واحتساب الأجر ، ولك الله يا مصر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى