محافظاتمصر

آلاف السياح يشاهدوا ظاهرة تعامُد الشمس على آلهة الفراعنة في أبي سمبل

كتب – يوسف عبداللطيف

توافد  صباخ اليوم  22 فبراير، الألأف السياح والمصريين على حد سواء أمام معبد أبو سمبل في جنوب مصر. وبعد انتظار شغف وبفارغ الصبر ومع أول ضوء للشمس شاهدوا ولمدة ربع ساعة لحظة تعامد الشمس على وجوه تماثيل الملك “رمسيس الثاني” و”رع حور آختى” و”آمون رع” ومن ثم، تأتي اللحظة المدهشة عندما لا يصل ضوء الشمس إلى وجه “الإله بتاح”، المعروف بأنه الإله القائم على الظلام.

ويعتبر هذا الحدث الفريد ذو أهمية كبيرة لدى محبي الآثار والتاريخ، وهو إحدى الأسباب الرئيسية التي تجذب السياح إلى معبد أبو سمبل. ودائماً ما يثير هذا الحدث الفريد إعجاب الحاضرين، حيث يشاهدون كيف ترسم أشعة الشمس وجوه تماثيل الآلهة القديمة، وتظهر بوضوح الديانة والاعتقادات التي كانت تهم سكان مصر القديمة.

وبجانب جماليات الحدث وأهميته الثقافية، يعتبر تعامد الشمس على معبد أبو سمبل أيضاً حدثا ذو أهمية للأبحاث العلمية وفهم التقاطع بين الفلك والعمارة في حضارة الفراعنة. وبالتالي، فإن هذا الحدث يكون فرصة للعلماء والمهتمين لدراسة كيفية تصميم المعابد القديمة بطريقة تتيح تفاعلها مع الأحداث الفلكية.

وتصبح تجربة مشاهدة تعامد الشمس في معبد أبو سمبل ليست مجرد سلسلة من الصور الجميلة، بل هي تحفز لفهم عميق للتاريخ والثقافة والعلم المعماري لحضارة مصر القديمة.

فقد تم بناء معبد أبو سمبل في مصر القديمة، لم يكن الهدف الوحيد منه إظهار قدرة الحضارة المصرية في الهندسة والبناء، بل كان أيضًا يهدف إلى إظهار القوة والسيادة السياسية. ومن أعظم اللحظات التاريخية لمعبد أبو سمبل كان توجيه الضوء الشمسي إلى داخل المعبد لينشر النور بين تماثيل الملوك الفراعنة. وعلى الرغم من ذلك، فإن نور الشمس لا يصل إلى وجه إله الظلام بتاح.

يعتقد البعض أن هذا الظاهرة لها معنى رمزي متعلق بتصورات الديانة المصرية القديمة. ربما تشير هذه الظاهرة إلى التوازن بين القوى الإلهية، حيث أن الظلام والنور يمثلان الانقسام بين العالم الفوقاني والعالم السفلي ولكن في الوقت نفسه تشير إلى العلاقة بين الإلهين بتاح ورع والتي كانت متوترة في بعض الأحيان خلال التاريخ المصري القديم.

مهما كانت التفسيرات، فإن هذه الظاهرة الفريدة تجذب السياح والباحثين على حد سواء للاستمتاع بروعة تصميم المعبد وأيضًا لفهم الرموز والمعاني العميقة وراء هذه الظواهر الطبيعية في تاريخ مصر القديم.

مقالات ذات صلة

‫14 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى