اجتماعياتالعالمتقاريرصحة ومرأةفن وثقافةمحافظاتمصرمقالاتمنوعات

سلسلة فنجان قهوة بعنوان (وجدان12)

 

كتب الشاعر / منصور جبر

 

 

وفاء

 

يتسللُ الوفاءُ بلطف فيجبُرُ كَبوة ، ويُقِيْلُ عَثْرة ، ويَمسحُ دَمعة ، ويحفظُ عهداً ، ويزرعُ بُستاناً من الأمل

 

الوفاءُ هو أجمل قصة في الحياة ، وأغلى نفيسةٍ في الدنيا ، وأرجى حُلُمٍ لدى الناس

 

يربي طفلٌ طائراً جميلاً ، فيألفه ويصبح صديقاً له .. فتعرف أنه الوفاء

 

امرأة تلاعب دُلفيناً ضخماً ، أو دباً هائجاً ، أو فيلاً عملاقاً ، أو أسداً مفترساً ، فتعجب من لُطف ذلك الحيوان الضاري مع مربيه ، فتعلم أن السر في الوفاء

 

كلبٌ ينتظر صديقه الذي مات منذ عشر سنوات دون أن ييأس ؟!

جملٌ رابضٌ بجوار قبر صاحبه ليالي وأياماً ؟!

إنه الإحسان الذي زرع الوفاء

 

حيوانٌ متوحشٌ آلمته شوكة في قدمه ، فاحتال رجلٌ حتى انتزعها منه رحمةً به ، فانطلق وجاء بعد أيام ومعه حيوانٌ آخر في قدمه شوكة .. يأملُ الوفاء

 

يطيشُ شابٌّ ويَعُقُّ والدتَه ، فتصبر عليه ، وتتلطف به ، وتنصحه برفق ، وتمد كفيها داعيةً له بدموع حانية .. فيعود بين يديها منكسراً معترفاً لها بالوفاء

 

رجلٌ يغيب عن رفاقه ، فيفتقده صديق يتحلى بالمروءة ، فيتلمَّسُ حاجته ويقضي دينه ، إنه الوفاء

 

كبُرَ وشاخَ وضاقت به الدنيا ، وتخلى عنه كلُّ الناس ، فجاءته تمشي بأدب وقلبها ينبض رحمة ، فرعته وحفظت له الجميل ، إنها ابنته جاءت ترسم لوحة صادقةً في الوفاء

 

الكون الذي خلقه الله ينبضُ وفاءً .. { وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم }

 

فالشمس على عهدها تزورنا كل صباح وتظل رفيقةً لنا حتى الغروب ، لتمنحنا النور وتنعشنا بالطاقة

 

والقمر يبتسم لنا كل مساء ، ويلهمنا الحب والسكينة والتأمل

 

والأشجارُ تعرف الوفاء كذلك ، حيث نعطيها رذاذا من الماء ، فتعطينا ثمارا وظلا وخشبا نافعاً وأوراقا حسناء وتمدنا بالأوكسجين

 

جميلٌ أن تعيش بالوفاء

جميلٌ أن تتغافل لأنك وفي

جميلٌ أن تسامح لأنك وفي

ترحم لأنك وفي

تشكر لأنك وفي

تحفظ العهد لأنك وفي

 

فالله ودود كريم وفي يحب الوفاء والأوفياء { ومن أوفى بعهدِهِ من الله }

 

 

مقالات ذات صلة

‫35 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى