سلسلة مقالات هكذا علمتني الحياة

سلسلة مقالات هكذا علمتني الحياة
مقالة بعنوان ” التفكر في كلام مسن”
بقلم / محمد ابراهيم ربيع
كاتب و محلل سياسي
دائما و نحن نتنقل بين المواصلات للوصول الى غايتنا نمسك بالهاتف لكي ننشغل قليلا حتى لا نشعر بطول الطريق و كالعادة مثلما يفعل الجميع نتصفح ما بين الفيس او الاخبار او حتى اليوتيوب لعلنا نجد شيء جديد نستطيع من خلاله تكوين فكرة…
كان رجل مسن يجلس بجواري و هو ينظر الى ما افعل حتى ظننته من الاشخاص المتطفلين…ولكن لكبر سنه لم استطيع ان اتحدث اليه و الفت انتباهه ان ما يفعله شيء خطأ وذلك خجلا منه…
ولكنه استشعر ما بداخلي…فبادرني هو بالتحدث و قال لي:
سأقول لك نصيحة غالية…
يا بني اي شيء تفعله الان من تصفح و غيره على هاتفك من الممكن ان تراه في اي وقت…
لكن هذا الطريق من ممكن الا تمر عليه مرة اخرى ولا ان تستقل هذه السيارة ايضا مرة اخرى…
فنصيحتي لك ان تحاول ان تترك أثر في هذا الطريق و في هذه السيارة و اجعل ما تتركه من اثر يشهدلك يوم القيامه…
وقال هل تعلم تفسير {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا}؟؟؟
يقال في احد التفاسير ان الأرض هتشهد بكل شيء فعل عليها حتى ولو لفظ حسن او سوء يوم القيامة…
المؤمن حينما تغلبه الوفاة يحزن عليه المكان الذي كان فيه يصلى و يحزن حزنا شديدا…
فحاول ان تستغل الفرصة لانها فرصة واحدة و هي ان كل مكان جديد تحل فيه أن تترك فيه اثر لك من (صلاه ، تسبيح ، استغفار ، قراءة سورة من القران – أي نوع من انواع الذِكر)
واتذكر قول أبو الدرداء: “اذكروا الله عند كل حجيرة وشجيرة لعلها تأتي يوم القيامة فتشهد لكم
كن صاحب رسالة مع نفسك قبل ان تكون رسالة مع الاخرين…
فأن استطعت ان تقود نفسك في الحق … فاعلم حينها انك انتصرت على اكبر اختبار في هذه الحياة…
هكذا علمتني الحياة
محمد ابراهيم ربيع