فن وثقافة

“ملخص كتاب”

ملخص كتاب “توقف عن إرضاء الآخرين”

لا تنشغل برؤيتهم عنك أنت الأهم

ينقله لكم قلم / محمد ابراهيم ربيع
كاتب و محلل سياسي

إن السعى دائماً إلى إرضاء الآخرين يبدو كرما ونكراناً للذات، لكنه من أكثر السلوكيات أنانية ، إذ أن إرضاء الناس ينبع من الخوف وانعدام الأمان والحاجة إلى الشعور بالإستحسان ، إستناداً إلى الاعتقاد المُحزن بأنك لست كافياً ، إنك بحاجة إلى رفع قيمتك بين الناس من خلال تلبية احتياجاتهم ورغباتهم على حساب نفسك.

يزداد الشعور بالإجبار أو الإكراه على الشىء تعقيداً من خلال بقعة الضوء ، حيث يكون لدينا اعتقاد مشوه ، بأن الجميع يراقبوننا باستمرار، ويقومون بانتقادنا دوناً عن غيرنا ،
وهو ما يُعد شعور ضار للأشخاص العاديين ولكنه أسوأ بالنسبة لمن يسعون لإرضاء الآخرين، لأنه يرفع مستوى الخوف لديهم إلى مستويات جديدة مما يتسبب فى ارتكاب عدد من السلوكيات الضارة .

لا يوجد خلاف على أن إرضاء الآخرين فعل مؤذى فقد تحصل على القبول الذى تسعى إليه ، ولكن لوقت قصير الأجل ، حيث سيكون الأمر عابراً أومزيفاً ، ثم سيتعين عليك التعامل مع العواقب بعد ذلك ،على سبيل المثال شعورك بالكبت أو بالظلم سيتسرب فى شكل سلوك عدواني وسلبى ، أو سينفجر مثل البركان أو سوف تتعرض صحتك للخطر بشكل عام ، وذلك بسبب الكم الهائل من المهام التى تُجبر عليها نفسك ، وأخيراً قد ينتهى بك الأمرعالقاً فى علاقات مشوهة ، لأنك وضعت نفسك فى دور ثانوى ودائماً ما تحمل وجهاً آخر فوق وجهك الحقيقي .

يوجد أسباب عديدة وراء سلوك إرضاء الآخرين، والتى تبدأ من المعتقدات التى نتمسك بها عن أنفسنا والتى تتمثل ببساطة فى كوننا نشعر بأننا أقل من غيرنا شأناً بطريقة ما ،
أو بأخرى مما يدفعنا إلى أن نتبنى حيل ذاتية لإرضاء الناس بل وتعزيز تلك الرغبة فى واقع الأمر وهذه الأسباب تنقسم إلى أربعة أسباب رئيسية وهم :

السبب الأول : المفهوم الخاطىء للعلاقات ، وفكرة أنه يجب أن تكون خدمة الآخرين على رأس أولوياتك حتى لو كانت على حساب نفسك وإذا كنت تمتلك هذا الأعتقاد فسوف تشعر بالذنب إذا حاولت أن تتصرف بطريقة غيره أو طريقة ضده.

السبب الثانى : الشعور بالدونية ، فإذا كنت لا تشعر بأنك مساويا للأخرين فى القيمة ، أو أن الأخرين سيتقبلونك من أجلك فحسب ، سترى أن فرصتك الوحيدة معهم هى التراجع عما تريد وإتباع أهواء الناس.

السبب الثالث : لقد تعلمنا فى طفولتنا أن الكرم واللطف سمات رائعة ، لكن البعض منا يتمادى فى ذلك ويأخذ الأمر فى منحنى بعيد جداً ، فيظن أن فكرة إعطاء الأولوية لنفسه هى نوع من أنواع الأنانية والسلبية لذلك يعمل دائماً على تفضيل مصلحة الأخر على مصلحته الشخصية .

السبب الرابع : يخشى الكثير من الأشخاص اللذين يتعمدون ارضاء غيرهم فكرة المواجهة إذ أنهم يكرهون التوتر وعدم الراحة ويبذلون قصارى جهدهم فى تجنب تلك المشاعر كمن يخشى فكرة تلقى مخالفة ويصب جم تركيزه على وجود الردار دائماً.

لذلك يجب عليك أن تسعى إلى إعادة برمجة معتقداتك ، حيث أن سلوك إرضاء الآخرين يجعلك تتبنى بعض المعتقدات الراسخة ، والتى تتطلب إعادة البرمجة ، ويعد العلاج السلوكي المعرفى أحد العناصر الأساسية فى تغيير تلك المعتقدات .

كما يجب أن تُصبح أكثر أنانية فى بعض الأحيان ، لأنه لدينا اعتقاد بأن الأنانية هى سمة سيئة ، على الرغم من أن الحقيقة هى انك يجب أن تكون أنانيًا ، حتى لو كنت تٌريد خدمة الآخرين، لأنه حينها فقط سوف تستطيع أن تقوم بخدمتهم بكامل طاقتك ،
فالأنانية لا تُعنى إهمال الآخرين وإنما تُعنى ببساطة إعطاء الأولوية لجسدك وعقلك .

يجب أن تقبل وتُحب نفسك ، وأن تكون أكثر تعاطفاً مع نفسك وتفهم أن القبول هو إختيار وعادة ما يكون خيار غاية فى الصعوبة بسبب المعايير والتوقعات المستحيلة التى تضعها نصب عينيك

يجب أن تؤمن بأن الحزم ليس صفة سيئة أيضاً ، ولا يتساوى مع العدوانية فى شىء ، وضع نفسك دائماً فى مكان الأخرين ، كي تُحسن التصرف بحزم ، وكن مبتكراً فى إيجاد طرق يفوز بها كلا الطرفين فى موقف ما.

يجب أن تقبل المواجهة وتتعامل معها بشكل أفضل ، كما أنه من الطرق الجيدة للتغلب على الخوف من المواجهة هو إستخدام العلاج بالتعرض حيثُ يٌمكنك أن تقوم بإنشاء تسلسل هرمى للخوف لنفسك فيما يتعلق بالمواجهة ،
وهو ماسيساعدك على التعود على التوتر ويوضح لك كيف أنه لن يحدث أي شيئاً إذا قمت بمواجهة مخاوفك .

لسوء الحظ أنه مع مرور الوقت تميل سلوكيات ارضاء الأخرين إلى التحول إلى عادات أو استجابات تلقائية فقد ننوي شيئاً مختلفاً ، ولكن إذا كانت غرائزنا الأولى والثانية تدفعنا للإرضاء ، فلا يٌمكننا أن نٌصبح أشخاصاً حازمين ،
لذلك يُصبح من الضرورى تغيير عدد قليل من هذه العادات اللاواعية لكسر تلك الأنماط الضارة .

حاول أن تٌدرك سبب الانخراط فى سلوكيات ارضاء الآخرين وستكون قادر على استيعاب فكرة انك لا تفعل ذلك بدافع الارادة الحرة أو التحلي بالكرم ،
ويمكن لهذا أن يحدث بسهولة ، حيث تسأل نفسك لماذا خمس مرات متتالية عن خمسة أسباب مختلفة لمحاولة فهم الدافع وراء أفعالك.

قم ببناء الاستقلالية وتحرر من أراء وأفكار الآخرين، قدر أرائك وأفكارك ولا تُخضع نفسك تلقائياً للآخرين ، وقلل وتوقف عن إنشاء علاقات من جانب واحد بجعل الناس يعتمدون عليك وكى تتخلص من ذلك يجب ان تمنحهم مساحة للتصرف بأنفسهم .

اترك ماضيك خلفك ، فرغم أنه يشكل ذاتك وتجاربك وذكرياتك وحاول أن تٌدرك أنك تتصرف بدافع الماضي أو بدافع إرادتك الحرة .

كن قوياً تحت الضغط فعندما تتوقف عن إرضاء الاخرين ستواجه بعض ردرود الفعل الغاضبة ورغم انه ليس خطأهم لأنك رفعت سقف التوقعات لديهم ، إلا إنه هذا هو المكان الذى يجب ألا تستسلم فيه تحت الضغط كما كنت تفعل فى السابق ، وسوف يستغرق الأمر خمس ثوانى فقط من الارادة القصوى ومن ثم سيصبح أسهل فى كل مرة بعد ذلك .

توقف عن تحمل مسؤولية مشاعر الآخرين وسعادتهم ، كل شخص مسؤول عن عواطفه وسعادته لست بحاجة إلى أن تكون وصياً عاطفياً لأحد ، خاصة إذا كان ذلك يُشكل ضرراً بالنسبة لك.

إن الحدود القوية والواضحة واحدة من أفضل الأساليب الدفاعية ضد الرغبة فى ارضاء الآخرين والأشخاص اللذين قد يجعلونك تفعل ذلك ، والتي لا يجب عليك الاحتفاظ بها لنفسك ، أوجعلها تبدو مرنة للغاية ، بحيث لا يرى الناس سبباً للالتزام بها ، بل يجب عليك ايضاحها بوضوح وتنفيذها بدون استثناء .

إنك تحتاج إلى توضيح حدودك أولاً من خلال أستكشاف القيم الأساسية ، والثانوية الخاصة بك ، هذه هى الطريقة التى يٌمكنك من خلالها أن تعرف ما يجب عليك حمايته ،وما يٌمكنك التخلى عنه، ثم قم بتوصيلهم للآخرين.

هناك جانب رئيسى آخر وهو تخيل النتائج ، ومن ثم تطبيقها وهو ما يحدث عندما يحاول شخص ما انتهاك حدودك بعد أن أبلغته بها ، ويمكن لهذا الجزء أن تٌحدده حسب ما تريد شرط ان تفعل شيئاً ولا تقف ساكناً ، وإلا سيؤدى ذلك إلى إمتلاك حدود يسهل اختراقها وهو الأمر الذى سيصبح بمثابة عدم وجود حدود على الإطلاق ، ومع ذلك فأعلم أن تلك العواقب لا يمكن ان تكون جامدة للغاية .

لسوء الحظ ستتلقى دائماً نوعاً من ردود الفعل السلبية تجاه حدودك وهو شىء يجب أن تكون مستعداً له لكنه سيكون صعباً رغم ذلك ، فلا يٌحب الناس أن يشعروا بالرفض ولكن هذا يجب أن ينعكس عليهم وليس عليك كشخص .

يعتبر قول لا من أصعب المواقف فى الحياة اليومية لأنه مواجهة صغيرة فى كل مرة ، ولكن هناك العديد من الطرق لجعل هذا الجزء من الحياة أكثر سلاسة وأقل توتراً.

إبدأ بقول أنا “لا أفعل ” مقابل ” لا أستطيع ” لأن تلك الجملة تتضمن وجود سياسة خاصة لك فى حين أن الأخيرة تعنى أنك ستقول شيئاً يمكن التفاوض عليه ، وبالمثل تعود على قول لا بشكل أشمل لأن ذلك يتضمن أيضاً سياسة عدم وجود استثناءات .

هناك طرق لا حصر لها لقول لا أنت تعرف القليل منها بالفعل والتى تتضمن الطريقة الأبسط لا جملة كاملة وافهم أن الناس سيمتلكون رد فعل قوياً إذا كان لديك تاريخ من ارضاء الآخرين .

كما تشمل الطرق الأخرى لقول لا عملية زرع بذور وقائية عن طريق التأكيد على ارتباطك بأشخاص آخرين وعدم قدرتك على التصرف بشكل مستقل طوال الوقت ، والإشارة إلى حقيقة أنه لا يمكنك فعل كل شيئاً فى وقت واحد ، كما عليك مقاومة اللحظة التى تشعر فيها أنك تريد فيها النقاش حول الأمر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى